صطيف جندلي الحمصي أم ستيف جوبز الأمريكي

صطيف جندلي الحمصي

أم ستيف جوبز الأمريكي

بدر الدين حسن قربي /سوريا

[email protected]

وفاة ستيف جوبز الأمريكي رائد التقنية المعلوماتية التي اشتهرت بعلامتها المميزة التفاحة المقضومة الأسبوع الفارط كانت حدثاً خبره أغلب سكان العالم لأهمية المتوفّى وأثره الكبير الذي كان على حياتهم من الناحية التقنية والمعلوماتية.  فإذا كان اسم ستيف هو ماسماه به أبوه الحقيقي عبدالفتاح جندلي الشاب السوري الحمصي الذي جاء أمريكا في خمسينات القرن الماضي للدراسة، وأن جوبز هو اسم العائلة التي تبنته وربته مذ كان رضيعاً. وإذا علمنا أن أهل حلب يرققون حرف الصاد حيناً فيلفظونه سيناً فيقولون عن الصباغ سبّاغاً، ويرققون حرف الطاء أحياناً فيلفظونه تاءً فيقولون عن البطاطا بتاتي، وإذا أعملنا القاعدة بإبطال التبني ونسب الولد لأبيه وأمه الحقيقيين، ادعوهم لآبائهم، فإن ستيف جوبز الأمريكي يصبح صطيف جندلي الحمصي الذي وإن لم يشارك بجسمه في التظاهرات الحمصية المطالبة بإسقاط النظام، فإن التكنولوجيا بتاعه عملت عملها وهي من أكبر المشاركين في التصوير وتمرير المعلومات إلى خارج السور الحديدي للوطن السوري.

تلفتنا كلمات بليغة، وصف بها الرئيس الأمريكي أوباما مواطنه الفقيدبالرجل الشجاع، والمخترع الأهم في أمريكا، لأنه فكر بتغيير العالم بوسائل مبتكرة.ويلفتنا أيضاً ماقاله بوك مارك زيكربرغ مؤسس موقع الفيس بوك من أنه تعلم من ستيف أن تغيير العالم ليس بمستحيل، وما عبّر به أبوالمايكروسوفت بيل غيتس بأن تأثير ستيف جوبز على العالم سيستمر لعدة أجيال قادمة. ولعل ماقاله الدكتور أحمد كنعان ابن مدينة حمص فيما كتب عن صطيف الحمصي يختصر رؤيةً عن مدينته وناسها يوافقه عليها الكثير من الناس،بأنها أضحكت العالم وضحكت عليه، وغيّرته.

إن مضمون التصريحات عن ستيف جوبز يتقارب ليبدو في أحد وجوهه، أن تغيير العالم ليس بمستحيل فكيف ببلد، وأن من فكر بالتغيير العالمي وبوسائل مبتكرة هو حمصي أصلي، فكيف إذا اجتمع الحماصنة على التغيير واستمراره وتواصله لعدة أجيال قادمة.  وعليه، فليس غريباً على حمص الضاحكة المستبشرة والمضحكةبخفة دمها ودماثة نكاتها، أن تكون قادرة بعون الله بطريقتها وثباتها وشجاعتها وبسالتها أن تقود التغيير السوري، وتكون في المقدمة لإزالة نظام روجوا لقدومه يوم ورّثوه بمزاعم التقانة والحداثة وأشعلوا له المباخر ودوّخونا ببخورات المعلوماتية، ولتؤكد بأنه لاشيء أمام أبناء حمص وأبطالها المعلوماتيين وغير المعلوماتيين، الذي أثروا العالم بصنديدهم صطيف جندلي زعيم التغيير العالمي ونفي المستحيل فيه، وهاهم قالوها منذ أسابيع في تظاهراتهم: ياأهالي الشام ، عنّا في حمص، سقط النظام.

في حمص سقط النظام، وإذا سقط في حمص فلا نهوض له بعدها ولاقيامة، وإنما هي أيام، لينبلج فجر سوريا الجديد وينقشع الظلام.  لست ممن يقول بأن ستيف جوبز سوري، بل هو على وجه الخصوص حمصي همام، فعليه وعلى حمص وعلى أهلها سلام وسلام.  لأنهم أذّنوا فينا وبشروا الشام كل الشام، أنه قد سقط النظام.

يتندر السورييون بأن ستيف الأمريكي لو قدر له أن يكون صطيف جندلي ويعيش حياته في حمص، فبالتأكيد لسوف يكون أحد عشرات الألوف من المتظاهرين اليوميين المنادين بإسقاط النظام، وقد يكون واحداً ممن أصابتهم إحدى رصاصات التشبيح أو ضرب ولكم ورفس الشبيحة كما كان مع قراباته والدَي مالك جندلي وهم في السبعينات من العمر.

ويسأل السوريون أيضاً مع كل الاستغراب والدهشة، وفي مقدمتهم الدكتور أحمد كنعان بما مضمونه: لقد ظل الإعلام السوري طويلاً يدعي أن بشار الأسد هو مؤسس المعلوماتية في سوريا، وأنه هو رائدها ومبدعها بلا منازع.  فإذا كان الأمر كذلك، فما بال هذا التدمير الرهيب الذي تمارسه قوات الأمن وعصابات الشبيحة ضد مدينة حمص التي أنجبت أكبر عقل معلوماتي في العالم ..!؟دهشة السوريين لسوف تزول يوم يتأكدون أن كلمة السر في هذا العقل المعلوماتي هي التغيير وبوسائل مبتكرة، وأنه ليس بمستحيل، وهي بعض ألغاز العقل الحمصي الذي كان أول من أكّد سقوط النظام عندهم في وقت كان السورييون ينادون بإسقاطه.