الدين في خدمة السياسة 3

زواج المتعة

إحياء لطقوس فارسية قديمة!

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

تباين آراء الصحابة بشأن زواج المتعة

تشير المصادر الإمامية بأن معظم الصحابة قد احلوا زواج  المتعة! وفي ذلك إفتراء كبير عليهم. ومن أجل الوقوف على صحة هذا الأمر، سنحاول إلقاء نظرة موضوعية على هذه المسألة ونستعرض وجهات النظر المختلفة بشأنها، لنستشف من خلالها موقف الصحابة الحقيقي وليس الذي أدغم بهم عمدا. لكن قبل الخوض في هذا الميدان لابد من معرفة ما المقصود بالصحابي و من هم الصحابة؟ وماعددهم؟ ومن منهم أحل زواج المتعة ومن عارضها.

ما معنى الصحابي ومن هم الصحابة وما عددهم وموقفهم من زواج المتعة؟

يتفق اللغويون وعلماء الدين بأن الصحابة هم كل من صاحب النبي(ص) سواء بمجالسته أو هجرته أو زيارته أو غزواته أو الصلاة معه او الإستماع إليه والأخذ بحديثه ومشاركته في الجهاد بالمال والنفس. وتشير معظم المصادر التأريخية إلى كثرة عدد الصحابة وصعوبة إحصاءهم بشكل دقيق بسبب تفرقهم في الأمصار. فقد جاء في صحيح البخاري عن كعب بن مالك (رض) " َالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرٌ وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ". ويرى الحافظ أبو زرعة الرازي بأن عددهم(114000) صحابي وقد اتفق مع هذا العدد الشيخ السفارديني في كتابه (غذاء الألباب) والإمام السيوطي في (كتابه الخصائص الكبرى)، والخطيب البغدادي في كتابه (الجامع)، وإبن حجر في كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة) والإمام السخاوي وآخرين. ويؤكد صحة ما ذهب له المؤرخون بهذا الصدد بعض المصادر الموثوقة مثل (زاد المعاد) بأنه  خرج مع الرسول(ص) في غزوة تبوك" ثلاثون ألف مقاتل، ومعهم عشرة آلاف فرس ولم يتخلف في تلك الغزوة ممن يستطيع الجهاد إلا كعب بن مالك وصاحباه". وذكر الصحابي جابر بن عبد الله(رض) عن حج الرسول(ص)" نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ". وعلق جابر أيضا على الآية الكريمة/18 في سورة الفتح"لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً" . بقوله" كنا ألفا وأربعمائة".

والآن سنأخذ من هؤلاء الصحابه فقط(100) ونترك المتبقي(113900) جانبا كي نعرف عدد الصحابة الذين أحلوا المتعة وما هي نسبتهم من مجموع الصحابة. الذين إتفقوا بأن الصحابي (جابر بن عبدالله) قد  أحل المتعة هم ( إبن حزم و الزرقاني والشيخ المفيد) فقط. ومن إتفق على حلها من قبل الصحابي (إبن مسعود) هم( إبن حزم و الزرقاني والشيخ المفيد). ومن إتفق على حلها من قبل الصحابي (معاوية بن أبي سفيان) هم( إبن حزم و الزرقاني والشيخ المفيد). ومن إتفق بأن الصحابي (عمران بن الحصين الخزاعي) قد أحلها هم( القرطبي و الهاشمي البغدادي). ومن إتفق على حلها من قبل الصحابي ( أبو سعيد الخدري) هم ( إبن حزم و الزرقاني). ). ومن إتفق على حلها من قبل الصحابي (سلمة بن الأكوع) كان( إبن حزم والزرقاني و الشيخ المفيد والهاشمي البغدادي). ومن إتفق على حلها من قبل الصحابي (عمرو بن الحريث) هم (إبن حزم والزرقاني).

ومن تفرد على حلها من قبل صحابي واحد هو القرطبي فقد حصرها بـ (عمران بن الحصين). في حين حصرها الماوردي بـ (ابن عبّاس وابن أبي مليكة وابن جريح). وإنفرد الهاشمي البغدادي بإضافة الصحابي (خالد بن عبدالله الأنصاري)اليهم. وإنفرد إبن حزم في كتابه المحلى مع الزرقاني بإضافة(أسماء بنت أبي بكر). كما إنفرد إبن حزم بإضافة(معبد وسلمة ابناء أمية بن خلف). وإنفرد الشيخ المفيد بإضافة(يعلى بن اُميّة، وصفوان بن اُميّة).

نسبة الصحابة الذين أباحوا المتعة

من خلال هذا الإستعراض البسيط نجد ـ على سبيل الإفتراض بأن إبن عباس أبقى على فتواه ولم يتخلى عنها ـ فأن جميع ما ذكرناه من الصحابة ولغاية خلافة أبي بكر لايشكلوا سوى أقل من 20% من مجموع المائة صحابي, علما انه لا يوجد من بين الخلفاء الراشدين من أباحها بحديث صريح! وقول الصحابي ابن مسعود وإبن عباس روايات منفردة ولا إجماع على صحتها كما لاحظنا. المثير أيضا أنه لا يوجد من كبار الصحابة من أيد زواج المتعه كطلحة بن عبيد والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة الجراح وسعيد بن زيد وسلمان الفارسي وابو ذر الغفاري وعمر بن العاص ومعاذ بن جبل وعبد الله بن الزبير وخالد بن الوليد وزيد بن ثابت. ولا يوجد من بينهم كذلك رواة الحديث النبوي(ابو هريرة وعبد الله بن عمر وعائشة أم المسلمين وأنس بن مالك والإمام علي بن أبي طالب) ولا أيضا أي من المحيطين بالرسول(ص) كزوجاته أمهات المسلمين وبناته وأزواجهن وأحفاده الأمام الحسن والحسين.

كما نلاحظ إن من بين كبار الصحابة في زمن الخلافة الراشدة وهم( يضاف إلى الخلفاء الأربعة وأمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة)مثل ابو هريرة وعبد الله بن عمر  وأبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وسعد بن أبي وقاص وانس بن مالك وعبد الله بن عمرو بن العاص و سلمان الفارسي والزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله و عبد الرحمن بن عوف وأبو بكرة و عبادة بن الصامت و عبد الله بن الزبير. لم يكن بينهم من أجاز زواج المتعة سوى ( إبن عباس وجابر بن عبد الله وعمران بن حصين ومعاوية بن أبي سفيان وأبو سعيد الخدري وإبن مسعود. وهم يشكلون نسبة ضئيلة من صحابة الإفتاء إذا صحت الروايات المنسوبة إليهم.

رفض رأي الإمام علي والأخذ برأي معاوية

المثير في هذا الموضوع أن الإمام علي رفض زوج المتعة كما لاحظنا في حين معاوية بن أبي سفيان أفتى بحوازها كما أشارت بعض المصادر! فإذا كان الإمام علي قد خشى الفاروق في حياته أو جامله بعدم التصريح بجوازها أو كانت تقية من قبل الإمام علي سبيل الأفتراض ليس إلا! فلماذا لم يحلها خلال خلافته و يعيد الحق إلى نصابه؟ وكيف تسنى له السكوت عن هذا الأمر وضرب شريعة الله ورسوله عرض الحائط؟ اليس الساكت عن الحق شيطان أخرس؟ معاذ الله ان يكون الإمام علي بهذه الأوصاف. فلسانه في الحق أحدً من السيف وصلابته في الحزم أشد من الصخر، إنه الإمام علي وإسمه يكفي وزيادة، ولو صح الأمر بأن معاوية قد أفتى بها! فلماذا لم تمارس إذن خلال خلافته على الأقل في دمشق؟ حاول الشيخ محسن الأمين أن يحل اللغز بطريقة أمكانية أن يصلح العطار ما أفسده الدهر على أساس إن البعض قد يترك المباح كزواج المتعة ترفعا وتنزها!

مأزق الشيخ الطوسي

لو إستطلعنا هذه الباقة من النصوص المتناقضة من نفس المصادر سندور في حلقة مغلقة لا نجد لها مخرجا. يفسر لنا يوسف البحراني السبب الذي يقف وراء فوضى النصوص بقوله" فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل لإمتزاج أخباره بأخبار التقيّة" الأمر الذي لا يقتصر على المتعة فحسب وإنما على العديد من أحكام الدين. يذكر الطوسي في كتابيه ( التهذيب) و(الاسبتصار) وكذلك الحر العاملي في (وسائل الشيعة) عن الإمام زيد بن علي عن آبائه عن علي (ع) قوله" حرّم رسول الله( ص) يوم خيبر لحوم الحُمُرِ الأهلية ونكاح المتعة" . ولصعوبة هضم هذا الحديث الذي يفني كافة الأحاديث المنسوبة لآل البيت بشأن جواز المتعة، وجد الطوسي منفذا صغيرا ليخرج منه وهو تخريج الحديث تحت باب التقية ولا يوجد مبرر واحد لأن يأخذ الإمام علي بالتقية! وقد إستخدمت التقية لتمرير الكثير من الأكاذيب، فكلما وجد علماء الامامية إشكالية أو معضلة يصعب حلها  لجأوا إلى التقية! فهي ملاذ للمفترين  قل أن تكون ملاذ  للخائفين.

الأئمة(ع) ينهون عن المتعة!

يذكر المجلسي في البحار، وهو من أوثق المصادر حسب رأي فقهاء الشيعية بأنه" سئل الإمام الصادق عن المتعة فأجاب" ما تفعله عندنا إلا الفواجر". ويورد الكليني في كتابه الكافي بأنه" سئل الإمام موسى الكاظم عن المتعة فأجاب: وما أنت وذاك! فقد أغناك الله عنها" أي بالزواج الدائم. في حديث للمفضل بأنه  سمع الإمام أبا عبد الله يقول " دعوا المتعة أما يستحي أحدكم أن يرى في موضع العورة فيحمل ذلك على صالحي إخوانه وأصحابه". وجاء في مستدرك الوسائل بأن عبد لله بن سنان سأل أبا عبد الله عنها فأجابه" لا تدنس بها نفسك". وجاء في وسائل الشيعة وفروع الكافي عن عمّار: قال أبو عبد الله (ع) ليً ولسليمان بن خالد" قد حرّمت عليكما المتعة". وقال الامام المرتضى وهو من ابرز أئمة الزيدية" يحرم نكاح المتعة لنهي الرسول عنه. وقد تراجع إبن عباس عنه". كما ذكر(الشهيد الثاني) بعد نقل ما روي أنّ النبيّ(ص) نهى عن نكاح المتعة زمن خيبر ورواية الأكوع: أنّه(ع) رخّص ذلك عام أوطاس ثلاثة أيّام، ثمّ نهى عنه، ورواية الجهني: أنّه أذن في ذلك عام فتح مكّة، ثمّ نهى عنها، ورواية أحمد وأبي داوود: أنّ رسول الله(ص) نهى عنها حجّة الوداع".

الأئمة(ع) يجيزون المتعة!

مقابل هذه الأحاديث هناك أخرى تناقضها كليا ألصق معظمها بالإمام الصادق منها " كل نقطة من مياه الاغتسال بعد التمتع تتحول يوم القيامة الى سبعين ملاكا يشهدون لصالح من مارس زواج  المتعة "! عجبي لملائكة يشهدون لصالح زواج المتعة ولا يشهدون لصالح الزواج الدائم! ومن طريف ماذكره الصدوق في كتابه(من لا يحضره الفقيه) والحر العاملي في(وسائل الشيعة) والمجلسي في(بحار الأنوار)إن الله قد غفر للمتمتعات ليلة الإسراء بالرسول(ص) حيث روي عن أبي جعفر قوله" إن (ص) لما أُسري به إلي السماء، قال(أي النبي):لحقني جبرائيل(ع) وقال ليً: يا محمد إن اللّه تبارك وتعالى يقول:أني قد غفرت للمتمتعين من أمتك". تصوروا! جبريل(ع) يلحق بالنبي(ص) ليلة الإسراء في مهمة ربانية عاجلة وخطيرة لا تخص الفرائض أو الدعوة الإسلامية أو الجهاد. وإنما تخص المتمتعات فقط! أي حظ هذا الذي طالهن ولم يطل المتزوجات ولا المؤمنات الطاهرات! كذلك جاء في الروضة ووسائل الشيعة"عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر قال: أن الله رأف بكم فجعل المتعه عوضا لكم من الأشربه". لكن ماعلاقة المتعة بالأشربة؟ هل هناك مشروبات حرمها الله على عباده ماعدا الخمر والدم ليعوض بها عباده رأفة بهم؟ ثم هل المتعة بديل إلهي للخمر؟ ولماذا الخمر فقط عوض من قبل الله عزً وجلً ولم تعوض بقية المحرمات؟

ولتفنيد أكذوبة تلك الأحاديث المنسوبة لأل البيت رضوان الله عليهم نتحدى كافة شيوخهم وعلمائهم بقديمهم والمعاصرين أن يذكروا لنا إسم إمرأة واحدة تزوجها أي واحد من الأئمة إبتداءا من الإمام علي وإنتهاءا بالإمام العسكري وكذلك إسم أي من اولاد الأئمة ولد من زواج متعة؟ مع إستبعاد ما ذكره صاحب الوسائل من إن الإمام علي(رض) تمتع بإمرأة من عشيرة نهشل في الكوفة لأن إسمها لم يذكر كما إن الرواية لاسند لها ولا أصل تأريخي مثبت.

الإمام المفترى عليه

ورد في جامع البيان للطبري قول الإمام علي" لولا أنّ عمر نهى عن المتعة مازنى إلاّ شقيّ"! كما جاء في مصنّف عبدالرزّاق نقلا عن ابن جريج: " وأخبرني من أُصدّق أنّ عليّاً قال بالكوفة: لولا ما سبق من رأي عمر بن الخطّاب ـ أو قال: من رأي ابن الخطّاب لأمرتُ بالمتعة، ثمّ مازنى إلاّ شقيّ".

وفي بحار المجلسي يصر الإمام علي على المتعة ولا يعذر من يستصعبها بل الأدهى إنه يتبرأ منه" من إستصعب هذه السنة (المتعة) ولم يتقبلها فهو ليس من شيعتي وأنا بريء منه" فأي إستبداد بالرأي هذا! في الوقت الذي سمح الله جلً جلاله للبشر بتناول ما حرمه عليهم في حالة الإضطرار وأعذرهم في ذلك, فإن حكم الأمام علي كان أشد من حكم الله ولا عذر فيه ـ معذرة أيها الإمام الفيلسوف فهذا ليس من بنات أفكارنا وإنما كلام من يدعون أتباعك وأحبابك ونحن براء منهم كبرائتك ممن لايقبل بالمتعة- ونقل الشيخ أخوند القزويني عن الإمام الصادق قوله" لا أحب الرجل المسلم الذي يغادر هذه الدنيا من دون ممارسة إحدى سنن النبي وإحدى هذه السنن متعة النساء". في هذا الحديث أصبح زواج المتعة سنة نبوية! إذن لا يهتم أو يأسف الإمام إن غادر المسلم دنياه دون صلاة وصيام وزكاة وحج وجهاد أو إلتزام بخصال الإسلام! فهذا الأمر لا يعني له الكثير! إن جل همًه أن لايغادر المسلم الدنيا دون أن يمارس المتعة!

الخليفة المأمون وزواج المتعة

من الجدير بالإشارة إنه طوال التأريخ الإسلامي لم يشذ عن قاعدة التحريم من الخلفاء سوى الخليفة المأمون لجذوره الفارسية من جهة أمه. فقد جاء في (فهرست إبن النديم) حول الزنادقة " قرأت بخط بعض أهل المذهب أن المأمون كان منهم" وكان من كبار الزنادقة أبو يحيى الرئيس وأبو علي سعيد وأبو علي رجا يزدانبخت(فارسي) الذي أحضره المأمون من الري و أنزله بناحية المحرم ووكل به خوفا عليه من الغوغاء. أحل المأمون زواج المتعة لفترة قليلة، وما لبث أن تراجع عنه بعد أن أفحمه يحي بن أكثم. والقصة أوردها ابن خلكان في تأريخه: بأن المأمون جلس يوما ومعه أبو العيناء ومحمد بن منصور ويحي بن أكثم، فقال المأمون مغتاظا من عمر الفاروق قائلا" من أنت يا أحول حتى تنهي ما فعله النبي(ص) وأبو بكر"! فأغتاظ يحي من حديثه وبان عليه ذلك. فسأله المأمون عن سبب غيضه فأجابه " هو ندائك بتحليل الزنا! فالمتعة زنا يا أمير المؤمنين". فرد عليه المأمون:" من أين جئت بذلك؟" فأجاب يحي من كتاب الله وحديث نبيه(ص) وإستشهد "بسورة المؤمنون/ الآيات (5 ـ 7)" المذكورة في إعلاه. ثم سأل يحي الخليفة المأمون: هل زوجة المتعة ملك يمين؟ وهل هي الزوجة التي عنى بها الله أي ترث وتورث ويلحق الولد بها ولها شرائطها؟ فأجاب المأمون:لا! فأضاف يحي بأن الزهري روى عن عبد الله والحسن أبناء محمد بن الحنفية عن أبيهما (محمد بن علي بن أبي طالب) قوله" أمرني رسول الله(ص) بأن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها بعد أن كان أمر بها". فسأل المأمون الحاضرين إن كان حديث الزهري موثوق وبإسناد صحيح؟ فأجابوه: نعم. فقال المأمون"استغفر الله! نادوا بتحريم المتعة".

الخلاصة: إن الروايات المنسوبة للرسول(ص) وآل البيت هي أكاذيب نسبت بغرض تشويه صورتهم الجميلة في قوبنا. ومن فرط ذكائهم عليهم رضوان الله، إنهم توقعوا بأن بعض المغرضين والمندسين على الإسلام من الشعوبيين سينسبون لهم ما هم براء منه. لكن مع الأسف الشديد فإن البعض يترك الأحاديث الصحيحة المروية عنهم ويأخذ بالأحاديث المنسوبة إليهم. فقد ذكر الإمام جعفر الصادق برواية الكليني"رحم الله عبدا حببنا إلى الناس، ولم يبغضنا إليهم، أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما إستطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشرا". بل أنه يوصم رضوان الله عليه وآله بعض الجهلة الذين يدعون بأنهم إتباعه بوصمة عار لا مثيل لها برواية أوردها الكليني" إن ممن ينتحل هذا الأمر (التشيع) ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه" صدقت إيها الإمام الجليل فقد ألهمك لله عزَ وجل بالحقيقة فجاءت على لسانك مثلما توقعته بالضبط.

في المبحث القادم سنناقش (زواج المتعة بين الدعارة الفقهية وفوضى النصوص).