الربيع لا يتسع للصهاينة

م. محمد سيف الدولة

م. محمد سيف الدولة

[email protected]

هل سيُغيرون تعبير "الربيع العربي" إلى "ربيع الشرق الأوسط"، حتى يتسع لمظاهرات اليهود الصهاينة في (إسرائيل)..!؟ فهم يتظاهرون هناك الآن في فلسطيننا، ضد غلاء المساكن..!! أرأيتم إجرام وجليطة أكثر من تلك..!؟

على مدار قرن كامل قام الصهاينة بقتلنا وطردنا من أوطاننا وهدم مساكنا واغتصاب أراضينا وبناء مدنهم ومستوطناتهم ومساكنهم فيها وفوقها... لقد انتزعوا كل ما هو عربي وأحلوا مكانه كل ما هو صهيوني... حتى مقدساتنا يُريدون استبدالها بأساطيرهم الزائفة... إنه التهويد و"الأسرلة" القائمة الآن على قدم وساق... ثم يأتون الآن ويتظاهرون ضد غلاء أسعار السكن والمساكن التي بنوها فوق أنقاض مساكنا... وتتناقل وسائل الإعلام العالمية أخبارهم كما تتناقل أخبار ثوراتنا العربية وكأنهم "جزءً من عالمنا"... وكأنهم "مجتمعاً" مثل باقي المجتمعات... إنه التضليل بعينه...!!!

فالكيان الصهيونى ليس دولة طبيعية، واليهود ليسوا شعباً، و(إسرائيل) ليست أمة، وكل التجمع الصهيوني: سكاناً ومساكن، عقارات ومنقولات، فكراً وأدباً وتعليماً وسياسة وأحزاباً، كلها تجمعات وأنشطة غاصبة وباطلة ومشوّهة لا تستقيم مع سُنن الأمم والشعوب الطبيعية ولا مع سُنن التاريخ..!!

حتى أطفالهم يختلفون عن كل أطفال العالم... فلقد ترعرعوا في أوطاننا المغتصبة... وتعلموا في مدارس أطفالنا... ولعبوا في حواريهم وشوارعهم... فكل طفل منهم يحتل ويعيش ويلعب ويتعلم وينمو مكان طفل عربي تم انتزاعه قتلاً أو قصراً من وطنه ووطن أجداده وأسلافه...!!!

والآن...

بعد أن لفظتهم الأمـة شـعباً وأرضاً يُحاولون التسـلل إلى المنطقـة بخدعـة جديدة، لاكتسـاب "شـرعيـة" عجزوا أن ينتزعوها بالإرهاب والقتل والغربي، فيُحاولون إختراقنا من بوابـة "الربيع العربي"؛ فيتظاهرون ويعتصمون وينصبون الخيام، مدعون أنهم جزء من الحالـة الثوريـة القائمـة في المنطقـة..!! حركة نصب صهيونيـة جديدة، سـتفشـل كما فشـلت قبلها مشـروعات الشـرق الأوسـط الجديد والكبير... فقط علينا أن ننتبـه لها ونكشـفها في مهدها..!! وإذا كان للثورات العربيـة أي علاقـة بهم، فهو دورها بإذن الله في تحرير المواطن العربي من القيود التي حالت دون مشـاركتـه في مواجهتهم والتصدي لكيانهم...

وإن كانوا يدعون أمام العالم أن بينهم فقراء و"مظلومين" مثلهم مثل باقي خلق الله، فإننا لن نرد على ذلك بما يقومون به على قدم وساق من مواصلة حملات طرد للعرب وهدم منازلهم واغتصاب أراضيهم ومصادرة ممتلكاتهم وبناء المستوطنات وتهويد المقدسات...

وإنما يكفي أن نعلم أن معدل الدخل السنوي للمواطن الفلسطيني (650$) دولاراً في السنة بينما معدل الدخل السنوي (للإسرائيلي) 25 ألف دولار؛ أي أكثر من 38 ضعف..!! هذه هي "عدالة" المغتصبين..!! فمن أجل أي عدالة يتظاهرون..!!؟؟

اسـمعوها منا واضحـة وقاطعـة: ليـس في ربيعنا مكاناً لكم..!!