وهل على حكام العرب أن ينتظروا غوث الشام من غير أهل العرب

وهل على حكام العرب أن ينتظروا غوث الشام

من غير أهل العرب؟

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

أكتب مقالتي هذه لكم وفي عيني دمع.. إفتقدته منذ عهود طويله, دمع خلّف وراءه حشرجة في صوتي منعني عن الكلام تاركاً لأصابعي تضغط على لوحة المفاتيح بعفوية تحكي قصة دموعي المصاحبة لجنازات الأحبه في القابون ضاحية دمشق الغاليه, يحملهم مئات الآلاف من أحبتهم يودعون فرساناً.. شباباً وأطفالاً عشرات تلو عشرات في منظر يومي صار الموت في بلاد الشام هو الحياة اليوميه ,بينما زغاريد أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم واخواتهم ترافق الشهداء الى عرس من نوع آخر لينتهي بهم الموكب المهيب عند شاهدة ضريح كتب عليها هنا يرقد الشهيد عبد الله إبن العشرين ربيعاً والذي أستشهد برصاص قاتل إسمه بشار الأسد لأنه طالب بحريته وإسترداد كرامته..ثم نقرأ الفاتحه على روحه الطاهره وروح سبعة عشر من إخوانه الآخرين الذين قضوا معه ضمهم الثرى في مقبرة القابون ... لنمضي معاً في يومنا التالي لتشييع جنازات أخرى لشهداء جدد كانوا بالأمس معنا

بينما مقابر الوطن في مدن وقرى سوريه عديده هي الأخرى مشغولة في وداع ابنائها في مشهد يومي مضي عليه مائة وعشرون يوماً

 ثم تسألونني أعزائي القراء لماذا تدمع عيني إذا كانت عيون بلاد الشام كلها تنزف..وإذا كان الساده اصحاب الجلالة والسيادة والفخامة والمعالي والسمو قد أشاحوا بوجوهم عن الشام وعن أهل الشام الذي يحكي تاريخهم المجيد مفاخر دفاعهم عن تراب الأمه عندما كانت الشام شامخة تصد غارات الروم عن أقصى بعدٍ جغرافي وصلت إليه الأمه.  

  ثم تسألونني أعزائي القراء لماذا تدمع عيني إذا كانت عيون بلاد الشام كلها تنزف.. وإذا كان الساده اصحاب الجلالة والسيادة والفخامة والمعالي والسمو  يتسابقون في تحضير حقائب سفرهم, فطائراتهم الخاصه بإنتظارهم إستعداداً للرحيل إلى أوروبا وأمريكا لقضاء أجازات ممتعة لاحرمهم الله منها, فقد ضاق بهم وقتهم حتى لينظروا ولو لثوانٍ خارطة سوريا وليتعرفوا على قرى تعداد سكانها ألفين أو ثلاثة الآف فقط لا تظهرعلى الخارطة الاّ بمكبر داست دبابات النظام بيوتها الطريه وإنتهى حال شعبها بين قتيل ومُهَجّر بينما محاصيلهم الذهبيه التي عرقوا من أجلها عاماً كاملاً تلتهمها نيران منتسبي الفرقه الرابعه الأسديه.ثم تسألونني أعزائي القراء لماذا تدمع عيني إذا كانت عيون الشام كلها تنزف..بينما الغرب والشرق يحكي قصص الموت في الشام ويتألم لها ,حتى ان الملحق الصحفي الأمريكي في دمشق دمعت عينيه وهو يشاهد بالمكبر كيف يُذبح الشعب العريق وليس بيديه قشة يدافع بها عن نفسه ..وبينما المسؤولون الأتراك فتحوا لنا ارضهم وهم يسألون عن أحوالنا في كل ساعه

أعزائي القراء...وأنا أكتب لكم عن مجازر القتله في حق أبناء الشام تذكرت قصة الخليفه المعتصم عندما نادته عربية حره في عموريه

 كانت  في أحد الاسواق وفيه رجل من الروم مار بالسوق فرأى المرأة وحاول أن يتحرش بها وامسك بطرف جلبابها(عبايتها) فصرخت وامعتصماه فسمع صوتها رجال المعتصم

   فلما بلغه النداء كتب إلى ملك الروم: من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندى. ثم أسرع إليها بجيش جرار قائلا: لبيك يا أختاه!

فهب لنجدتها وخلّصها من براثن الروم ..عدت الى عنوان مقالتي وقلت لنفسيوهل على حكام العرب أن ينتظروا غوث الشام من غيرأهل العرب؟ فأجبت : نعم هذا صحيح ...لقد كان في دماء المعتصم جينات تركيه حركت فيه نخوة الإستجابه لإنقاذ الحره..وشكراً لجذور والدته التركيه التي منحته الشهامة والنخوه ..وتحياتي لحكامنا  أصحاب الجلالة والفخامه والسياده والسمو من العرب الأقحاح من نسل عدنان ونزار...وكل إجازة صيف وحكامنا بخير