دعوهم للأيام يموتوا ..

إحسان الفقيه

ماذا يريد "حزب التحرير"؟ وما هو برنامجه لتحقيق الخلافة؟ وهل لديه أصلا برنامج؟

أنشأ تقي الدين النبهاني حزب التحرير عام 1952 في توقيت مشبوه وظروف مريبة لإقامة "الخلافة الإسلامية".

وقام النبهاني بإيهام الناس أن مشروعه للخلافة سيتحقق في 13 سنة - باعتبارها المُدّة التي أقامها النبيّ في مكة- ولم يتحقق شيء سوى مزيد من الثرثرة والمنشورات العريضة، ثم قام بتمديد المدة لعشر سنوات أخرى وهي المدة التي أقامها النبي في المدينة؛ وهذه سخافات لا دليل عليها من كتاب ولا سنة ولا عقل!

المهم.. مات النبهاني ولم تأتِ الخلافة.

استطاع النبهاني التغرير بالناس وإيهامهم بوعد "الخلافة"، لجذب الناس إليه طوال هذه المدة وهو  يخدّرهم ويُلهيهم عن الجهاد في فلسطين.. وبالمناسبة لا يُذكر عن النبهاني أنه دعا لمقاومة  إسرائيل والتحريض على قتالها.

وقطعا.. المستفيد من فكرة هذا الحزب هو إسرائيل.. إذ أن هذا الحزب  عطّل كلّ شيء وألهى الناس حينها بفكرة الخلافة التي لم ولن تأتِ على يديه!

 فالحزب لا يملك سعيا جديا ولا خطة عملية سوى خطابات نارية مُفرغة من مضامينها ومنشورات سطحية ألقتها يد مرعوبة في الظلام.

إذن هو يقوم بعملية إلهاء وتضليل لصالح جهة ما، وربما دون علمه

فعندما تقرأ إصدارت الحزب قديما وحديثا تشعر وكأنها كتبت من قبل مستشرق غربي يريد تخدير الأمة بالأحلام الوردية والوعود التي بلا تخطيط، ولا إنجازات ملموسة.

وعلى الرغم من دعوة الحزب للخلافة لستة عقود، إلا أنه سرعان ما أعلن رفضه "للخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك لأن إعلان الخلافة يسحب البساط من حزب التحرير، ويلغي شرعية بقائه المُزيّف ويكشف حقيقة هذا الحزب.

لذلك، فقد حشد الحزب كلّ طاقاته لمحاربة "تنظيم الدولة"، فالمُتابع لتصريحات بعض ممثلي الحزب يشعر بحجم تخبّطهم واضّطرابهم وهم يُناقضون منهج حزبهم القائم على فكرة "الخلافة"، رغم انهم بلا منهج سوى الثرثرة اليومية والمشي أثناء النوم.

ومن المثير، إن حزب التحرير حاقد على الجميع ويرى نفسه فوق الجميع، وأنه صاحب الحق والحقيقة.

طبعا .. فهو أكثر من يصدح  كلامياً في كلّ مكان بفكرة الخلافة!

فيهاجم أردوغان ويصفه بالطاغوت، وهذا  تكفير صريح. ويهاجم مرسي ويقول إنه لا فرق بينه وبين مبارك إلا اللحية!

وأيضا هذا الحزب المقدام لا يعجبه تنظيم القاعدة ولا طالبان ولا جبهة النصرة ولا حماس ولا الجيش الحر!!

ولا عجب ..

يريد التحريريون "خلافة" وهم جالسون في بيوتهم، وفي أحضانهم (اللابتوبات) وبجانب كلّ منهم جهاز الآيفون .. ويتجاهلون أن النبي صلى الله عليه وسلم أعدّ الجيوش وغزا الغزوات لبناء دولة الإسلام.

 هل سمعتم أن  حزب  التحرير شارك بالقتال في العراق أو سوريا أو فلسطين أو غيرها؟

هل قدمو شهيداً وحداً يحارب في معركة لنصرة الإسلام؟

هذا الحزب الجالس على أريكته يعقد كل عام مؤتمره في ذكرى سقوط الخلافة وهو مؤتمر أشبه باللطميات على دمّ الحسين في يوم عاشوراء؛ فلا عاد الحسين ولا عادت الخلافة.

وإضافة لذلك، فإن جهل الحزب الفاضح في علوم الشريعة وفتاويه الشاذة أثارت حفيظة العلماء، الذين حذروا من جهلهم وتطفُّلهم على العلم الشرعي.

فقد ذكر (الشيخ جواد النتشة ) في كتابه عن الحزب عددا من فتاويهم الموثقة والمؤرخة ومن منشورات الحزب ومنها: (عدم وجوب الإيمان بعذاب القبر، وجواز النظر لعورات المحارم، وجواز مشاهدة الصور والأفلام الإباحية، وجواز تقبيل الأجنبية ولمسها دون شهوة).

وقد أحدث هذا الانحراف الفقهي للحزب انشقاقات في بعض قياداته الذين تبرأوا منه مثل (عبد العزيز الخياط  ومحمد الشويكي ونادر أسعد بيوض التميمي)، فيما قاد بكر خوالدة - رئيس  اللجنة الثقافية للحزب - فقد قاد حركة لتصحيح الحزب ورده الى دينه وعقله)..

ومن مظاهر الانفصام الفكري عند الحزب أنه يحارب حماس لأنها لم تعلن الخلافه بحكم سيطرتها على أرض غزة، ويطعنون بمرسي لعدم تطبيقه الشريعة أثناء رئاسته لمصر، بينما  يحارب الحزب إعلان تنظيم الدولة للخلافة رغم أن التنظيم يُحكم سيطرته على أرضه ويُدير شؤون رعاياه ويُطبق الشريعة بكاملها.

وختاما، فإن الكلام يطول في هذا الحزب "الافتراضي والتنظيري"

ولكن كما قال الشيخ أبو الأعلى المودودي:

"لا تجادلوهم دعوهم للأيام يموتوا"..