هل المتظاهرون السوريون حثالة

محمد علي - دمشق

" هؤلاء المتظاهرون حثالة من الناس ، ويُدفع لهم أجر خروجهم !!. "

أضاف البوطي مصطلح ( حثالة ) في نعوت الثوار السوريين إضافة إلى معجم النظام المكرور الممل ( مندسين وسلفيين و....إلخ ) ، وفي المعجم ، يقال : هو من حثالة الناس أي من رذالتهم ، وحثالة الطعام ما سقط منه إذا نقّي ، ويقال للرديء من كل شيء : حثالته ، وجاء في السنة وصف شرار الخلق بأنهم ( حثالة الناس ) . والاستعمال الجاري على ألسنة أبواق النظام للفظة حثالة ، يقصد به أن الثوار المتظاهرين هم سفلة الناس وسفهاؤهم ، وأنهم قلة لا تعبر عن الشعب السوري البالغ عددهم ثلاثة وعشرين مليوناً أو يزيدون ، فما قيمة عشرات أو مئات هنا وهناك يتظاهرون ويشقون عصا الطاعة ، فضلاً عن أنهم مأجورون متآمرون !. وللتذكير فالبوطي اتهم المتظاهرين في أول الثورة بأنهم جباههم لا تعرف السجود ، وبأنهم ينتعلون المساجد لتحقيق مآربهم ، وعمي بصره عن عصابات آل الأسد التي تدنس المساجد في درعا وغيرها ، وتقوم بتعبيد المعتقلين لصور بشار الأسد ، وتجبرهم على السجود لها من دون الواحد القهار !!! . ونسي أو تناسى محاربة النظام للصلاة ومنعه لها ، وإفشاء لعن الرب والدين ، في صفوف الجيش العربي السوري خاصة ، دون إنكار من أحد ، حتى صار عرفاً ، ودخل في قاموس الحياة العسكرية اليومية لغة للتخاطب والحوار !! { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }  [الحج/46]!.

ومرة أخرى أجدني مضطراً هنا لمغادرة البوطي - هداه الله رشده - إلى بسام أبو عبد الله ، الذي استشاط غضباً في مقابلة مع الجزيرة ، وقال موجهاً كلامه لعبد الصمد - كان الله في عونه كيف يصبر على هذا الصنف الثقيل من ضيوفه – قال : لماذا تضخمون الأمور ؛ هؤلاء المتظاهرون لا يبلغون في سوريا كلها خمسة أو عشرة آلاف ، ولنقل : عشرين ألفاً ، فلماذا تسلطون الضوء على قلة قليلة وتهملون أكثر من عشرين مليون سوري لم يخرجوا ولم يتظاهروا ، وهم في رأيه مع النظام قلباً وقالباً !؟. وهنا نجد أنفسنا مرة أخرى في مواجهة  سياسة إنكار المتظاهرين أو التقليل من عددهم ومن أثرهم ، وأعجب من أبو عبد الله ، الشاويش " علي عبد الله صالح " عندما يقول عن ملايين اليمنيين الذين يتظاهرون ضده بأنهم مجرد مجموعات قليلة متآمرة !.

وما أريد قوله هنا هو : أن تقليل عدد المعارضين أو إنكاره أحياناً كما فعل القذافي في بدايات الثورة ضد حكمه فإنه لم يعترف بوجود متظاهرين أصلاً !. فهذا  جزء من لعبة باتت مكشوفة وغير مجدية لتقزيم الثورات وتحقيرها وتصغيرها والتهوين من خطرها ، وهي لعبة قديمة لعبها قبل القذافي وصالح وأبواق الأسد ، لعبها فرعون ، واقرأ وتدبر ما حكاه القرآن عنه ، قال تعالى : { فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُون } [الشعراء/53-56] ، لكن فزع فرعون هنا ظاهر ، حتى ليحتاج الملك الإله بزعمه! إلى التعبئة العامة لجنده ، ولفظة " شرذمة " هذه رجعت بذاكرتي إلى الثمانينات حيث استخدمها الأسد الأب في مواجهة ثورة حماة حينذاك . وفي سياق تحقير حركات الإصلاح والتغيير وتصغيرها ، نقرأ أيضاً قوله تعالى على لسان قوم نوح : {  فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } [هود/27]  الشبهات ذاتها ، والاتهامات ذاتها ، والكبرياء ذاتها ، والاستقبال الغبي الجاهل المتعالي !  إنه النموذج المتكرر من قديم ، لهذه الطبقة الحاكمة المهيمنة المتعاظمة المدعية المنتفخة ، والتعبير هنا استعرته من الشهيد سيد قطب رحمه الله !! . 

على كل حال ، فالثوار ليسوا سفلة الناس ولا حثالتهم بل هم الشعب السوري النبيل بكل أطيافه وأصنافه ، وهم كرام الناس وأحرارهم أباة الضيم ، ويطيب لي هنا أن أستشهد بقول السموءل بن عادياء الذي كان مضرب المثل بالوفاء ، من قصيدة رائعة له ، يقول فيها :

إِذا المَرْءُ لم يَدْنَسْ من اللُّؤْمِ عِرْضُهُ ... فكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ

تُعَيِّرُنا أنّا قَلـيلٌ عَديدُنا ... فقلـتُ لها : إنّ الكرامَ قليلُ

وما قلَّ مَن كانت بقاياه مثلَنَا ... شبابٌ تَسامَى للعُلَى وكُهول

وما ضَرَّنا أنّا قليلٌ وجارُنَا ... عزيزٌ وجارُ الأكثَرينَ ذَليلُ

قلت : جارُنَا الله وجارهم من يحمون حدوده منذ ما يقارب أربعين سنة ، تعرفونه ، ومولانا الله ولا مولى لهم ، والله غالب على أمره .

وهنا يحق لنا أن نقول : إذا كان المتظاهرون بضعة مئات أو ألوف كما يزعم بسام أبو عبد الله وشريف شحادة وخالد العبود وطالب إبراهيم والبوطي أخيراً – يا حيف أن نضطر إلى ضم اسمك إلى تلك النكرات التي ينتعلها النظام السوري لكنك أنت الذي أنزلت نفسك هذا المنزل ، فسبحان من خفضك ورفع الشيخ عدنان عرعور مكاناً علياً !- ، فهل يحتاج الأمر إلى الزج بالجيش وإنزال الدبابات والقصف بالمدافع وحصار المدن والقرى وقطع الاتصالات والكهرباء والماء وحليب الأطفال !؟.

ونعود إلى قراءة الأرقام وفلسفتها ، والمثل السوري يقول : ( العشرة بواحد والواحد بألف !) وهذا يصدق على ثورتنا ، فمتظاهر واحد منا يساوي ألفاً فعلاً بل ألوفاً ، لأنه لا ينزل إلى شارع بل ساحة حرب ، ولا يتعامل مع دولة بالمفهوم القانوني للدولة بل عصابات !. فهو يخرج إلى ميدان معركة بكل ما تعنيه الكلمة ، ويواجه عدواً شرساً وعصابات ماكرة ورصاصات غادرة وقناصين مهرة فجرة ، ويخرج بصدر عار إلا من الإيمان ، ودون سلاح يدافع عن نفسه ولا درع يتقي به ولا ملجأ ولا ملاذ ، وهو عندما يخرج يغلب على ظنه أنه قد لا يعود ، ولذلك تجده قبل خروجه من بيته يودع أمه ويودع أهله وأولاده وداع مفارق ، ويستودعهم الله الذي لا تضيع ودائعه ، لأنه سيواجه الرصاص المصبوب لا الماء المسكوب ، وسيواجه الرصاص المسيل للدماء لا الغاز المسيل للدموع ، من قبل عصابات الأمن والشبيحة !!. ثم ماذا تقول في هجوم قوات الأمن في مدينة حلب على متظاهر مقعد يدعى ( عبد القادر قصير) ، كان مشاركاً في مظاهرة على كرسي العجزة ، وأوقعوه أرضاً ، فأسرعت لنجدته اثنتان من الأخوات المشاركات بالمظاهرة وهما شقيقتان تدعيان ( نور ونجلاء جزماتي) ، وكانت الأخيرة بصحبتها ابنها عمر ، فقام رجال الأمن باعتقالهم جميعاً بما فيهم الطفل (عمر ) البالغ عشر سنين . أيعقل أن يعتقل مقعد وطفل وامرأتان !؟. وبكم تحسب هذا المتظاهر المعوَّق من حيث العدد الذي يساويه ، وأترك لك أن تفكر ثم تجيب وترسل الجواب إلى بسام أبو عبد الله ؟. هل رأيت صورة الطفل حمزة علي الخطيب الذي قتلوه شر قتلة ، ومثلوا بجثته على الهيئة التي شاهدها العالم كله – واحسرتاه – أو صورة حسين الزعبي الذي سلخوا جلده سلخاً !!. هل تحتسب حمزة واحداً أم ألفاً أو مئة ألفٍ ؟.

 والحاصل أن قيمة الرقم تختلف من مكان لآخر ومن زمن لزمن ومن حالة إلى أخرى ، وعندما تنقل لنا وكالات الأخبار أو بعض القنوات خروج عشرة آلاف من المتظاهرين في حمص أو الدير أو بانياس ثم يأتي من يقرأ هذه الأرقام ، ويقلل من شأنها بالمقارنة مع مئات الألوف التي تغص بها شوارع صنعاء أو تعز أو بالمقارنة مع المليونيات التي كانت تغص بها ساحة التحرير !. فهذه القراءة والمقارنات خاطئة وهذا قياس مع الفارق كما يقول علماء الأصول ، ولا أبالغ إذا قلت : خروج عشرة أو خمسين شخص في اللاذقية أو جبلة أو خروج مئة وخمسين شخصاً في حمص بحسب الفضائية السورية نفسها في جمعة حماة الديار الأخيرة ، لا يمكن أن تجعله مساوياً للعدد نفسه في مصر إبان الثورة ولا حتى لصنعاء رغم ما يقع فيها من العنف والقتل !. لأن عشرة في سوريا لا تساوي عشرة في لندن ولا تساوي عشرة في مصر ولا تساوي عشرة في صنعاء ، وعلى مستوى الداخل تختلف القراءة وتتباين القيمة العددية للأرقام ، فعشرة في درعا ليست مثل عشرة في القامشلي مثلاً !. وواحد في حلب بألف ، وأضيف قائلاً : إن الثلة من الشبان الذين خرجوا في سوق الحميدية في أول الثورة ، قيمتهم العددية تفوق كثيراً ممن خرج من بعدهم أو يخرج اليوم ، أو سيخرج فيما بعد عندما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر !. فزمان الخروج والتظاهر ومكانه ، كل ذلك من العوامل المعتبرة في حساب القيمة العددية .  فالخارجون في تظاهرة احتجاجية في لندن على سبيل المثال يخرجون وكأنهم في نزهة وإن كنا نقدر لهم حراكهم إذا كان للاحتجاج ضد ظلم أو مناصرة لمظلومين ، والفارق أن هؤلاء يخرجون في حرية وأمن ونزهة فعلاً وفي حماية الدولة نفسها ، أما المتظاهرون في صنعاء فلا يمكن عمل مقارنة من حيث الأرقام أيضاً رغم ما يوجهونه أحياناً من القمع لكنه لا يبلغ عشر معشار ما يتعرض له السوريون !. والمقارنة بين أرقام القتلى تؤيد كلامي ، فالثورة اليمنية رغم مرور ما يقارب خمسة أشهر على اندلاعها فإن عدد ضحاياها من المحتجين لا يتجاوز (300) قتيلاً ، بينما سقط مثل هذا العدد في بضعة أيام في درعا !. ولا أبالغ إذا قلت : إن الجندي الذي يخرج للحرب مع العدو أهون من خروج المواطن السوري للتظاهر ، فالجندي يخرج ومعه سلاحه ، ويملك الدفاع عن نفسه !. 

أن يخرج مئة في الميدان أو ركن الدين في مشق أو في سيف الدولة في حلب يساوي خروج مئة ألف أو يزيدون في بلد أوربي يحترم نفسه ويحترم مواطنيه !. ويساوي أيضاً خروج الألوف المؤلفة في ساحة التحرير في مصر بل يزيد !. كنا نتابع صور المليونيات المصرية ، ونحسدهم على ما هم فيه ، من مرح وفرح ومزح ونكت ومسرحيات كوميدية وأغاني ثورية ولقاءات وفعاليات وأنشطة متعددة ....إلخ . وتعال لنطرح التساؤل بصيغة أخرى : هل يمكن أن تقيس مظاهرة تخرج ضد النظام بمظاهرة يُخرجها النظام ؛  جموع حُشِرت وسيقت كالقطعان للتأييد !؟.

ولو سلمنا جدلاً أن أولئكم المتظاهرين قلة وحثالة وليسوا غالبية الشعب كما يتشدق أبواق تلك الأنظمة المتهالكة ، فهذا لا يقلل من قيمة المظاهرات شيئاً ولا من مشروعيتها ، أليست مطالبها مشروعة ؟. أليست هذه المطالب والإصلاحات هي نفسها مطالب الشعب التي يتوق إليها ويتلهف إليها ؟. منذ أيام معدودات ، رأيت في دولة غربية متظاهراً واحداً فقط يرفع لافتة كتب عليها مطالبه ، ويقف وحده أمام إحدى المؤسسات الحكومية !. ألم يقل علماؤنا : الجماعة من كان موافقاً للحق ولو كان واحداً !!. فكيف وقد قام بهذه المطالب ألوف مؤلفة من درعا إلى القامشلي ؟.  ولعل من المناسب أن أذكر البوطي ، وهو – واأسفاه – من أهل الذكر أن الحق لا يعرف بكثرة أو قلة ، ولكن يعرف بنفسه ، ويوزن بذاته ، لا ينتقص منه قلة أتباعه أو ضعفهم ، وكما قال تعالى : { قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 100] . وأقول له مذكراً ولأهلنا الثوار مبشراً : { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } ، وليس النصر بالقلة والكثرة لكنه بالمعية والصبر ، وربنا يقول : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ } .

ثم إن الثورات لا تقوم بها كل الجماهير ولا حتى أكثريتها ، فالذين أسقطوا نظام مبارك الذي كان يحميه ( مليونا رجل أمن ) أسقطه حوالي مليون مواطن مصري أو يزيدون ً، ولم يخرج ثمانون مليون مصري للثورة !؟.  وفي تونس ما هو أعجب ، إذ أن أكبر مظاهرة خرجت فيها لم تتجاوز خمسين ألف متظاهر أحدقوا بوزارة الداخلية ، فولى بعدها ( بنعلي ) هارباً ولم يعقِّب خوفاً من غضب الجماهير؟.

ثم إنَّ مما ينبغي التنبيه إليه هنا هو أن الأغلبية الصامتة من أهلنا في سورية التي لم تخرج هي مع هؤلاء الشباب المتظاهرين ، وهي تدعمهم وتؤازرهم وتقدم لهم الغطاء الشعبي والأمني وتوفر لهم الدعم اللوجستي إذا صح التعبير هنا ، ولو كان ظهرهم مكشوفاً لاستطاعت عصابات الأمن إخماد ثورتهم والسيطرة عليها في أيام معدودات ، وانظر الآن إلى الثورة السورية وهي تمتد في جميع أنحاء سوريا من درعا إلى القامشلي – طبعاً باستثناء بعض المناطق لظروف وأسباب خاصة - ؛ هل تجد داراً أو بيتاً إلا وفيه شاب أو أكثر من المنخرطين في الاحتجاجات والاعتصامات والحرب الألكترونية وغيرها من أنشطة الثورة المتنوعة ، ومعنى ذلك يجب أن تضرب كل واحد يخرج للتظاهر بعشرة على أقل الأحوال ، فلو خرج خمسة آلاف فهم خمسون ألفاً وإن خرج عشرة فهم مئة ألف ، فكم يبلغ عددهم إذا علمت أن أعداد المتظاهرين تبلغ ثلائمئة ألف أحياناً أو أكثر . ولا ينبغي هنا في هذه القراءة للأرقام ومدلولاتها إغفال حساب عوامل كثيرة تحجب الرقم الحقيقي للمتظاهرين ومن أبرزها التعتيم الإعلامي ، فليس جميع المظاهرات والاعتصامات يتسنى وصول صورها وأخبارها إلى المواقع والقنوات كما هو معلوم ثم هل يمكننا إغفال الضغط الأمني الشديد والحصار الرهيب وتقطيع أوصال المدن والبلدات والاعتقالات بالجملة لآلاف الشباب والشابات ، وعلى ضوء ذلك نقرأ ضعف حركة المظاهرات في درعا ودوما والمعضمية مع أنها كانت معاقل هذه الثورة المباركة ، وأقول للنظام السوري البائس : جربوا وفكوا الحصار عن تلك المدن لساعات ثم انظروا كيف يخرجون وهم ألوف ؟!. وأنا أتحداهم ، وأقول لهم : جربوا تجربة أخرى وهو أن تفكوا الحصار ، وترجعوا الجيش إلى ثكناته ، وتفرجوا عن آلاف المعتقلين وتكفوا يد عصابات الأمن والشبيحة عن المواطنين ، وتوقفوا آلة البطش المرعبة ثم لْينظروا ؛ كيف سيخرج ملايين السوريين في المظاهرات !؟.