أمة في خطر 1

أمة في خطر

د. ايمن بسيوني

 الجزء الأول

 2005

" بسم الله الرحمن الرحيم "

اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5)

صدق الله العظيم

سورة العلق ( الآيات 1-5)

إهداء خاص

إلي فخامة الرئيس محمد حسني مبارك

رئيس الجمهورية

سيدي الرئيس :

تحية طيبة وبعد ،،

إن صرخات الإبداع تناديكم وتستجير بكم وتستصرخكم أن تحلوا عنها قيود الا ابداع ، فألا إبداع قد انتصر علي الإبداع وأسكنه في تابوت عجز الجميع علي أن يخرجوه منه ولذلك تعالت الصرخات لتقول لكم .

سيدي الرئيس :

أطلقوا دولتكم إشارة الحرية للإبداع ودع المبدعين يبدعون ، دع المبدعين يحضرون ، دع المبدعين يتحدثون .

 فنحن

 " أمة في خطر "

 ونريد

 " الخروج من الأزمة "

إهداء

إلي روح أبي الطاهرة

إلي روح أمي الطاهرة

أهديكم

هذا الجهد المتواضع

" أمة في خطر "

مقدمة

مع تحديات العصر وظهور رياح التغيير التي تقتلع كل ما هو هش وضعيف وليس له جذور كان لزاماَ علينا ان نرسخ جذورنا بالعلم والتكنولوجيا لكي تمر رياح التغيير بسلام ونحن في هذا العصر لابد ان نثب وثبات جادة لكي نتجاوز ما هو كائن إلي ما ينبغي أن يكون ولن يتحقق ذلك إلا بتضافر الجهود من أجل إنتاج موجات متلاحقة من الأجيال المبدعة القادرة علي تجاوز أنفسها وتجاوز الماضي وتجاوز الحاضر للوصول إلي المستقبل القادرين علي تطويعه وإخضاعه لهم وليس خضوعهم أليه ولا يتأتي ذلك إلا عن طريق تغيير منظومة التعليم بالكامل وبطرق غير تقليدية ، طرق ووسائل تتسم بالإبداع وكان لزاماَ علي مؤلف ذلك الكتاب أن يتسم كتابه بالإبداع ففضل أن يختار لكتابه عنوانين وان يقرأ كتابه من الجهتين وأن يحوي الكتاب موضوعين فكان جزؤه الأول باسم

" أمة في خطر "

ويتناول هذا الجزء إهداء وصرخة إلي فخامة الرئيس كي يعطي إشارة البدء لانتشار حرية الإبداع والمبدعين ،

كما تناول هذا الجزء التعليم في مصر وكذلك أسباب مشكلة التعليم

 ثم تناول الكتاب بعض الإبداعات الشكلية في العملية التعليمية مثل العام الدراسي ثنائي التكوين ومحاولة تغيير شكل العام الدراسي وكذلك الإجازة الدراسية ومحاولة تغيير شكل الاجازة الدراسية لصالح الطلاب بطرق غير تقليدية 0

 ثم تناول هذا الفصل مشكلة من أهم المشاكل التعليمية في مصر ألا وهي مشكلة الدروس الخصوصية0

 وقد عرض هذا الجزء في إسهاب أهم الأسباب التي تؤدي إلي تعاطي الدروس الخصوصية 0

 وينتهي هذا الجزء بتقديم أشكال وإسهامات وتغييرات غير تقليدية من أجل المساهمة في حل المشكلة التعليمية بمصرنا الحبيبة واستودعكم في أمانة الله من " أمة في خطر " لنلتقي علي الوجه الآخر ومع الجزء الثاني من " الخروج من الأزمة " .

د / أيمان بسيوني

5/10/2005

التعليم في مصر وأسباب المشكلة التعليمية :

أصبح التعليم داخل جمهورية مصر العربية يمثل مشكلة من المشاكل العظمي المستعصية الحل علي المجتمع المصري وعلي أولياء الأمور وعلي القائمين بالعملية التعليمية ويقول محمد ابراهيم عيد " المشكلة أساسا تكمن في نظام الامتحانات المصري الذي هو جزء من نظام تعليمي يقوم علي الحفظ والتذكر والتلقين ، ولا يشجع علي الابداع الذي هو جوهر وجود الإنسان .

ولذلك تعددت أسباب مشاكل التعليم في مصر ومنها :

1.    سوء العلاقة بين المدرس والطالب والتي تكمن في التعاملات المادية بينهما مما أضاع احترام الطالب لأساتذته .

2.    أسلوب التعيينات في مجال التدريس والذي يتم بدون أجراء اختبارات للمدرسين وبالطبع يكونون غير مؤهلين تربوياَ لممارسة العملية التعليمية .

3.    عدم عقد دورات تدريبية فعالة للمدرسين قبل تسلمهم العمل .

4.    ضعف المنظومة التعليمية .

5.    عدم وضع الاستراتيجيات التعليمية الصحيحة واللجوء إلي العشوائية في التعليم .

6.    تكدس المناهج الدراسية .

7.    ارتفاع أعداد الطلاب في الفصول .

8.    ضعف مرتبات المدرسين .

9.    الدروس الخصوصية .

10.                    عدم الإحساس بالإنتماء .

11.                    إنعدام الثقة بين المدرسين وأولياء الأمور .

12.                    الجهل بماهية العملية التعليمية .

13.                    النظام السياسي السائد .

14.                    النظام الاجتماعي .

15.                    النظام الاقتصادي .

16.                    النظام التكنولوجي .

الإبداعات الشكلية في العملية التعليمية

هناك ثلاثة محاور سوف نتحدث عنها من الناحية الشكلية في العملية التعليمية ولكن من الناحية الإبداعية وهي :

1)    العام الدراسي ثنائي التكوين .

2)    الاجازة الدراسية .

3)    الدروس الخصوصية .

أولاَ – العام الدراسي ثنائي التكوين :

ما هو المقصود بالعام الدراسي ثنائي التكوين ؟.

 لقد نشأنا سيدي داخل المجتمع المصري ووجدنا أن العام الدراسي عندنا عاما ثنائي التكوين أي أنه عند ذكر العام الدراسي أو حتي بطولة كروية مثل بطولة دوري كرة القدم فسوف نقول مثلاَ العام الدراسي 2004- 2005 أو دوري 2004 - 2005 ولم أجد إنسان تطرق إلي هذا الموضوع من قريب أو من بعيد ولعل لذلك فلسفة ولكن أين رياح التغيير التي يجب أن تهب دوماَ وتكراراَ حاملة معها حبوب اللقاح لتخصب وتزهر الأجيال الجديدة عاما بعد عام فمنذ ما يقرب من مائة عام ونحن نسمع ونري ونعيش العام الدراسي ثنائي التكوين ولماذا لا يصبح العام الدراسي عاما فردي التكوين بمعني أن يكون العام الدراسي عاماَ فردياَ مثل العام الدراسي 2004 أو دفعة 2004 وذلك من أجل التيسير والتسهيل ليس إلا وقد حاولت أن أبدأ بحل المشكلة التعليمية عن طريق التغيير في شكل وموضوع العملية التعليمية بأساليب بسيطة وسهلة وغير تقليدية من أجل إنشاء عقول مصرية تعتمد علي البساطة في الأداء وعلي ألا إن تكون تقليدية ، والإبداع في الحلول ، أني أحاول تقديم الحلول الإبداعية الغير تقليدية من أجل إنشاء عقول فردية مبدعة غير متوأمة تعتمد علي الدوجماطيقية في التفكير والجمود في الأداء وليصبح الفكر لدينا هو أسلوب حياة ولننأي عن التفكير الشمولي الذي يعتمد علي العمومية في التفكير والشمولية في الأداء وفكرة الحل الأوحد الذي يمدنا بالحل الأوحد وبالحلول المطلقة عديمة المساحة في التفكير القادرة علي خلق أجنة الإرهاب .

ثانياَ – الإجازة الدراسية :

سيداتي - آنساتي - سادتي

كم تغنت فرقة ثلاثي أضواء المسرح بالإجازة وقد تغني عبد الحليم حافظ بها وكذلك سعاد حسني وغيرهم من الفنانين وبالطبع كما نعرف جميعاَ فلكل شيء منظومة وهدف وأيضاَ الإجازة لابد أن يكون لها منظومة وهدف ، وأبسط معاني الوعي في أي إجازة أن تؤتي ثمارها فلا يجب أن تكون قصيرة جدا فتفقد معناها أو تكون طويلة جداَ فتدعو إلي الملل وسوف أقوم بشرح وتفسير الإجازة المقترحة وهي نوع من الأجازات الغير تقليدية وأترك لسيادتكم مقارنتها بأجازتنا التقليدية وبالطبع لديكم حرية الاختيار .

الهذه الدرجة ولقد مر علينا قرن من الزمان والشعب المصري بكافة عقوله الجبارة والعملاقة المنيرة والمستنيرة بالعلم والإبداع مستكين لما فعله بنا الأجداد .

ولم يحاول حتي مجرد التفكير في التجديد أو التغيير في شكل هذه الإجازة ، الهذه الدرجة لا نحاول حتي أن نقلد قادتنا ألم يكن القائد جمال عبد الناصر قدوة لنا حينما حول المملكة المصرية إلي الجمهورية العربية المتحدة لقد حول المملكة إلي جمهورية .

وأين نحن من القائد محمد أنور السادات الذي لم يجد اسم مصر في الجمهورية العربية المتحدة فأبدع وأطلق اسم جمهورية مصر العربية أليس هذا كله إبداع .

أين نحن من القائد محمد حسني مبارك حينما قال كلمته بتغيير الدستور في 25/5/2005 ليكون الرئيس المصري بالإقتراع أو الانتخاب الحر المباشر ولأول مرة في تاريخ شعب مصر يكون انتخاب رئيس الجمهورية بالاختيار أليس ذلك إبداعا

سادتي إن عقلي يئن وقلبي يرتعد وجميع حواسي تستصرخكم وأدعوكم وأدعو نفسي أن نرفع عن أنفسنا ذلك التابوت الجاثم فوق أجسادنا حتي جعل عقولنا لا تدرك ولا تعي ولا تحاول التطوير أو التغيير بل أصبحنا نفضل الجمود والاستكانة والسكون والرضا بما هو كائن ولا طموح إلي ما ينبغي أن يكون وكان الإجازة السنوية هي مقرر فرض علي المصريين في وقت معين وفي زمن معين ومن يحاول الاقتراب منه أو العبث فيه فسوف يتهم بالإلحاد .

أهلي – عشيرتي – أبناء وطني – هيا بنا نتحرر من أنفسنا نتحرر من ذاتنا نتحرر من الجمود الذي نحيا فيه ونعيش به ولنحاول ولنتجاور فهذه قضية أمة ونحن إما أباء وإما أبناء وأستحلفكم بالله أن تساعدوني وتساعدوا أنفسكم وتساعدوا وطنكم وتنقذوا أبناؤكم الذين قتلتم فيهم البراءة بدون قصد ووأدتم فيهم الطفولة وسجنتم فيهم الإبداع فأصبحوا ( ماسكات ) شاحبة لأطفال لا تعي شيئاَ عن طفولتها وقتلتم فيهم ملكة الإبداع التي منحها لهم الله ولنعود إلي الإجازة الدراسية التي هي محور حديثنا في هذه النقطة . فالمعروف قديما وحديثاَ أن العام الدراسي يبدأ في شهر سبتمبر ويمتد حتي شهر يناير وتؤخذ إجازة نصف العام لمدة خمسة عشر يوماَ ثم تستأنف الدراسة حتي شهر يوليو ويعقبها الامتحان ، وبحسبة بسيطة نجد أن الجزء الأول من العام الدراسي يستمر حوالي أربعة أشهر يعقبه إجازة نصف العام لمدة خمسة عشر يوما والجزء الثاني من العام الدراسي يستمر حوالي أربعة أشهر يعقبه إجازة آخر العام وبتلخيص أكثر نقول أن السنة الدراسية أو العام الدراسي تتكون من ثمانية أشهر دراسية فعلية وأربعة أشهر أجازات وأحب أن أضيف وأقول أن استمرارية الأشياء بدون تطوير أو تغيير وتحت ضغط متواصل يؤدي إلي فقد مصداقية الشيء ويدعو إلي الملل والكآبة وكيف لأطفال صغار في عمر التفتح والزهور نكبتهم ونكبت أحاسيسهم ومشاعرهم ونحملهم ما لا طاقة لهم به هذه هي المشكلة وكان الحل الذي أخذته من مئات الحلول الغير تقليدية لهذه المشكلة ، فماذا يمنع إن قمنا بتغيير شكل وترتيب العام الدراسي وهذا الموضوع مطروح للمناقشة لمعرفة الأراء والاتجاهات المختلفة والمصلحة العامة والتي هي فوق كل الاعتبارات .

سيدي – ماذا يحدث بعد أن افترضنا جدلاَ تطبيق العام الدراسي فردي التكوين ثم قمنا بتقسيم العام إلي أربعة فصول دراسية وكل فصل دراسي مكون من ثلاثة أشهر يتم تقسيمه إلي شهرين دراسيان وشهر إجازة وكمثال :

·        يناير وفبراير للتدريس ومارس إجازة .

·        إبريل ومايو للتدريس ويونيه إجازة .

·        يوليو وأغسطس للتدريس وسبتمبر إجازة .

·        أكتوبر ونوفمبر للتدريس وديسمبر إجازة .

إن هذا الترتيب للدراسة والإجازة يخلق نمط جديد من الحياة يتسم بالتغيير وعدم الجمود والكآبة والملل الذي يشعر به الأطفال في هذه المرحلة السنية الصغيرة والمراحل الدراسية المختلفة علي أن يكون الأسبوع الأخير من الشهريين الدراسيين هو التقييم لما تمت دراسته ونكون قد رفعنا عن كاهل أبنائنا أحد العناصر الرئيسية في مقتهم للتعليم .

ثالثاَ – الدروس الخصوصية :

تعتبر الدروس الخصوصية هي المحور الثالث في الإبداعات الشكلية للعملية التعليمية حيث تعتبر مشكلة الدروس الخصوصية هي حجر الزاوية أو رمانة الميزان في المنظومة التعليمية التي يجب القضاء عليها ، فالقضاء علي الدروس الخصوصية يعتبر من المستحيلات إن لم يكن هو المستحيل ذاته حيث أصبحت الدروس الخصوصية ظاهرة مصرية فريدة في نوعها ويقول د. محمد إبراهيم عيد " إن المشكلة تكمن في نظام الامتحانات الذي لا يقيس إلا ما حفظه الطالب وقد ترتب علي ذلك النظام أمران كلاهما مر :

أولهما : تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية .

وثانيهما : تفشي الغش في الامتحانات .

وقد أدي الأمر الأول إلي التسابق المحموم بين الأسر والتلاميذ للحصول علي أكبر قدر من الدرجات بجانب فقدان الطالب للثقة في نفسه وخلعها علي المدرس الملاصق له بالإضافة إلي نقص السيولة النقدية نتيجة لإنفاقها علي الدروس الخصوصية .

والأغرب من ذلك إن ارتفاع الدرجات لا يترجم قدرة علمية حقيقية وليس معني ذلك كما سبق القول إن القضاء علي الدروس الخصوصية أمر مستحيل ولكن إذا تم التعرف علي الأسباب التي تؤدي إلي تكالب الطلبة وأولياء الأمور علي تعاطي الدروس الخصوصية وتكالب الطلبة وأولياء الأمور علي أخذها ومنع تلك الأسباب ، فسوف تبتعد الأسر وتنأي بنفسها عن هذا الكابوس الجاثم فوق صدورهم .

فالدروس الخصوصية هي عملية عرض وطلب وإذا منع سبب الطلب فسينتهي العرض ولنحاول سيدي معرفة ما هي أسباب المرض وإذا عرفت أسباب المرض فسوف يتم القضاء عليه نهائياَ إن شاء الله .

ما هي أسباب تعاطي الدروس الخصوصية :

ترجع أسباب تعاطي الطلبة للدروس الخصوصية إلي عدة أسباب وسوف نقوم بذكر وشرح أهم تلك الأسباب التي تتلخص في :

1.    قلة العرض وكثرة الطلب .

2.    عدم وضع الاستراتيجيات والخطط المناسبة للعمالة العامة في الدولة .

3.    ضعف مرتبات القائمين بعملية التدريس .

4.    زيادة عدد الطلاب .

5.    ضعف إعداد القائمين بالعملية التعليمية .

6.    تكدس المناهج الدراسية .

7.    الجهل بماهية التعليم .

أولاَ - قلة العرض وكثرة الطلب :

إن قلة المعروض من الكليات والجامعات وكثرة اعداد الطلبة أدي إلي رفع الكليات للحد الأدني لدرجات القبول بها وهذا أمر طبيعي مما أدي بأولياء الأمور إلي التسارع والتكالب من أجل حصول أبنائها علي أكبر عائد من الدرجات بالاتجاه إلي الدروس الخصوصية حتى وصلت المجاميع إلي مائة في المائة وأكثر – هل هذا معقول هل وصل التضخم لهذه الدرجة ولهذا الأمر حتي يصبح مثلاَ من الاستحالة علي طالب حاصل علي مجموع 98% مثلاَ أن يدخل كلية الطب رغم أن جميع أمكانياتة الأخرى واستعداداته تؤهله لذلك ما عدا المجموع وللقضاء علي هذا السبب يكون عن طريق محورين :

1)    المحور الأول : وهو التوسع في إنشاء الجامعات وأود أن أذكر سيادتكم بأنه لا دخل للحالة الاقتصادية في ذلك البند حيث سيتم مناقشة ذلك بالتفصيل في بنود لاحقة .

2)    المحور الثاني : سوف نر جيء الكلام فيه لاحقاَ حيث انه من ضمن الحلول الغير تقليدية .

ثانياَ – عدم وضع الاستراتيجيات والخطط المناسبة للعمالة العامة في الدولة :

سيداتي – سادتي – ليست الوظائف أطباء ومهندسين وضباط فقط بل يجب أن نضع إستراتيجية عامة للدولة في مجال الوظائف المطلوبة علي مستوي احتياجات الدولة وإنشاء وظائف غير تقليدية والمساواة بين وظائف الدولة فكلنا سواسية ونسعي ونكد ونتعب من أجل وطننا والأصل في الحكم وفي الدستور هو الديمقراطية والمساواة ومادمنا في بلد ديمقراطية فلماذا راتب هذا مليون وراتب ذلك مائة جنيه ، نحن جميعاَ وضعنا حجر أساس أمتنا وكل منا يضع حجر ليكمل ما فعله الآخرين من أجل إعلاء بنيان هذا الوطن ولذلك فلابد من المساواة بين الوظائف وتكون التفرقة بعدد الساعات وكمية الانتاج وليس بشيء آخر فالنظام لا يتأتى إلا بتفاعل متكامل في جميع الأنظمة الفرعية جميعها من أجل رفع شعار التنمية لهذا الوطن .

ثالثاَ – ضعف مرتبات القائمين بعملية التدريس :

إن ضعف مرتبات القائمين بعملية التدريس والتي تجعلهم غير قادرين علي الوفاء بالتزاماتهم المادية نحو أسرهم جعلتهم يبحثون عن طرق أخري لتعويض هذا الضعف المادي ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر :

1)       عدم التزام القائمين بالتدريس بالواجب الأدبي نحو القيام بواجبهم التعليمي نحو الطلاب .

2)       البحث عن مصدر دخل آخر غير التدريس .

3)       المشاركة في إعطاء الدروس الخصوصية .

4)       أسباب أخري .

وللقضاء علي ضعف مرتبات القائمين بعملية التدريس تم اقتراح حلول غير تقليدية وبسيطة جداَ لزيادة مرتبـــات القائمين بعملية التدريس بنسب تتراوح ما بيـــن 400-500 % حتي يتسنى للقائمين بعملية التدريس أن يحيوا حياة شبه كريمة فليس من المعقول أن نطلب من القائمين علي عملية التدريس بالامتناع عن إعطاء الدروس الخصوصية في ظل هذه المرتبات الزهيدة وسوف أقوم بتأجيل هذا الحل إلي فصول قادمة .

رابعاَ – زيادة عدد الطلاب :

سادتي ... لماذا نأخذ دائماَ الأشياء تبعاَ للهوي ولماذا نحول دائماَ النعم إلي نقم فدوماَ سادتي ضعاف الحيلة فقط هم الذين دوما يبكون :

-         أن أعطيتهم يبكون وينوحون .

-         وان لم نعطيهم يبكون ينوحون .

وذلك لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون ، لماذا لا نحول هزائمنا إلي انتصارات ، لماذا لا نحول هذه الأعداد التي ندعي أنها كثيرة إلي قوي منتجة ، لماذا نبكي دائماَ ؟ لماذا لا نستفيد من الإمكانيات والموارد البشرية المتاحة ولذلك فمن الممكن حل مشكلة زيادة عدد الطلاب والاستفادة منها عن طريق ثلاث محاور :

المحور الأول : ( قصر الدراسة النظرية علي ثلاثة أيام فقط )

يتم تخصيص ثلاثة أيام فقط في الأسبوع داخل المدرسة لتدريس المواد النظرية في الفترة ما بين الثامنة صباحاَ وحتي الخامسة مساء علي ألا يعقبها أي واجبات منزلية وبذلك نكون قد خفضنا أعداد الطلبة بطريقة غير مباشرة بنسبة 50% .

المحور الثاني : ( قصر الدراسة العملية علي ثلاثة أيام فقط )

 يتم تخصيص ثلاثة أيام فقط في الأسبوع خارج المدرسة لدراسة المواد العملية المقترحة والتي سوف نقوم بالإفصاح عنها في فصل لاحق ومعني ذلك أننا قد تغلبنا في البند الأول علي أعداد الطلبة بتخفيضها إلي نسبة 50% ورفعنا عن كاهل الطلبة الواجبات المدرسية وسوف تتوالي المفاجآت عند شرح البنود التالية والتي سيتم شرحها في فصول قادمة أن شاء الله .

المحور الثالث : التوسع في إنشاء المدارس

ويتأتى ذلك بإنشاء مدارس غير تقليدية لنشاطات غير تقليدية كما سيتضح أيضاَ في الفصول القادمة .

خامساَ - ضعف إعداد القائمين بالعملية التعليمية :

إن سوء إعداد وتدريب القائمين بالعملية التعليمية بما يتناسب مع ما يقومون به من رسالة هامة في إعداد أجيال قوية قادرة علي مواجهة متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل لهو أمر جلل ولذلك يجب إعداد القائمين بعملية التعليم علي أعلي ما يكون من الناحيتين العلمية والتربوية وتدريبهم علي الإبداع وابتكار الأساليب الغير تقليدية في التعليم من أجل العبور بالأمة مما هو كائن إلي ما ينبغي أن يكون ولا يتأتي ذلك إلا بتضافر قيادات التعليم وإعداد أبنائها المعلمين بما يتناسب مع إنتاج جيل واعد من الطلاب القادرين علي تجاوز ذاتهم ورفع شأن وطنهم عن طريق إمكانيات وحلول غير تقليدية لمشاكل تقليدية وغير تقليدية تواجههم في الحاضر والمستقبل .

سادساَ – تكدس المناهج الدراسية :

سادتي ...تنادي معظم الأديان بالاعتدال ، والإنسان السوي ما هو إلا مجموعة من الأفعال وردود الأفعال المتوسطة الغير مغالي فيها ، والحياة ذاتها تتسم بالوسطية والاعتدال وتعالوا معي لنتفحص معاَ حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما قال ما معناه " ما ملأ أبن آدم وعاء شراَ من بطنه فإن كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه " وجميعنا نعلم ونعرف ونعي ذلك الحديث الشريف الذي يدعوا إلي الاعتدال والوسطية وعدم التكدس ليس في المأكل والمشرب فقط ولكن أيضاَ في كل شيء يخص حياة الإنسان .

وهنا قد تم اقتراح حل لمشكلة تكدس المناهج الدراسية وهو خفض المقررات الدراسية وقصرها علي الثلث لسهولة استيعاب الطلاب للمعلومات فليس القصد من العملية التعليمية هو حشو عقول الطلبة بالكم ولكن المهم هو الكيف هو الابتكار والفهم وليس الحفظ من اجل إفراغ ما تم حفظه في كراسات الامتحانات لإنتاج عقول متوأمة غير قادرة علي الابتكار ولا الإبداع بل يجب الاتجاه إلي الأساليب المبدعة والأخذ بالآراء واحترام رأي الغير والرأي الآخر فليس هناك حلاَ مطلقاَ لمشكلة واحدة ولكن هناك العديد من الحلول ولذلك يجب علينا أ، ننتقي ونختار الحلول السلسة القابلة للتطبيق والمقارنة بينها واختيار أفضلها وبعد ما يقرب من عشر سنوات هم عمر المرحلة الإعدادية والابتدائية وما قبلها يجب أن يكون الطالب علي معرفة تامة بجميع العلوم الطبيعية الأساسية البسيطة مثل العربي والحساب والعلوم والدراسات الاجتماعية والكمبيوتر والرسم وخلافه بمقاييس توجيهية وليس درجات حتى نزيد من هذه التوجهات في المراحل القادمة التي اختير لها اسم المرحلة التأهيلية ( الثانوية العامة حالياَ ) والتي يجب القضاء عليها نهائياَ لأنها تمثل شبح مخيف للطلبة ولأولياء الأمور من أجل خلق مجتمع سوي وتقسم هذه المرحلة التأهيلية إلي أنواع من المراحل التأهيلية مثل :

1)    التأهيل الطبي : ويكون مؤهلاَ لدخول كليات الطب بأنواعها .

2)    التأهيل الهندسي : ويكون مؤهلاَ لدخول كليات الهندسة بأنواعها .

3)    التأهيل التجاري .

4)    التأهيل الاجتماعي .

5)    التأهيل الرياضي .

6)    التأهيل التكنولوجي .

7)    التأهيل الزراعي .

8)    التأهيل العسكري

9)    ما يستجد من تأهيل .

ويكون إعداد الطالب في هذه المرحلة المكونة من ثلاث سنوات هو دراسة مباديء ومواد الكليات التي سيخصص فيها الطلاب ومثال لذلك مثلاَ مدرسة مثل المدرسة الثانوية الجوية أو العسكرية التي تؤهل أبنائها للدخول مباشرة إلي كلياتها العسكرية .

وبذلك نكون قد قضينا نهائياَ علي الدروس الخصوصية وأصبحنا نهتم بعقلية الطفل وصحته ووعيه وتم تنمية قيمة العمل والإنتاج وقمنا بتعميق الدراسة التخصصية بالإضافة إلي زيادة فترة التدريب والتخصص وخفض حجم دراسة مواد ليس للطلاب حاجة إليها بالإضافة إلي ربط الأجر بالإنتاج ودوما ربط عملية الانتقال من عام دراسي حالي إلي عام دراسي مقبل عن طريق تقديم إنتاج من الطالب يوضح جهده ومشاركته وإبداعاته ويتم مناقشته فيه ( بحث مثلاَ ) وليس بعقد امتحان النموذج الواحد المشجع علي الدروس الخصوصية والغش في الامتحانات ، ويتم الاحتفاظ بهذه الأبحاث التي تعتبر بمثابة مراجع للطلاب في مراحل دراستهم الجامعية وبذلك نكون قد عالجنا مشكلة تكدس الدراسة بطريقة شيقة ومبتكرة وجندنا المناهج الدراسية لخدمة الطلبة والمجتمع وأصبحت أكثر تكثيفاَ وتركيزاَ وتصدت لأهم مشاكل التعليم في مصر وهي مشكلة الدروس الخصوصية .

ملحوظة : هذا المنهج في التعليم عن طريق الأبحاث العلمية يدرب الطالب بعد توجيه أساتذته بالطبع أن يتعلم البحث العلمي في المكتبات وطرق كتابة البحث العلمي والتصدي للمشكلة وبحث كيفية علاجها وبالطبع فستكون هذه الأبحاث علي هيئة كراسات بحث بسيطة جداَ في البداية يقوم الطلاب باستكمالها من المكتبة بالتدريج ولها مواصفات خاصة يمكن فتح باب المناقشة في أشكالها وطرقها فيما بعد للمتخصصين .

هذه بعض نقاط قابلة للمناقشة وللزيادة والنقصان وللنقد البناء من أجل بناء مجتمع غير تقليدي يجب في هذه الآونة أن يتجاوز نفسه ويثب وثبات تدفعه إلي اللحاق بالمجتمع العالمي إن أراد أن يكون له مكان في هذا المجتمع الدولي .

سابعاَ – الجهل بماهية التعليم

لماذا يتعلم الإنسان ؟؟

يتعلم الإنسان لأسباب كثيرة يمكن لنا جميعاَ أن نحصرها وأن نصل إليها وإلي أسبابها .. ولكنني أسال سؤالا بريئاَ لماذا نحن في مصر نتعلم من أجل أن نعذب أنفسنا ونعذب أطفالنا ونعذب نساءنا ونعذب رجالنا ، فالأطفال تضرب في المدارس وفي المنازل من أجل التعليم والنساء يصرخن ويولولن من أجل تعليم أطفالها والآباء يعملون صباحاَ ومساءاَ بدون كلل أو تعب من أجل مصاريف الدروس الخصوصية حتى أصبحت حياة الأسر ، ملل وكآبة لا تنقطع بل تصل الأمور أن لا يري الآباء أبنائهم فالآباء في العمل والأبناء في الدروس حتى أصبحت الأسرة المصرية مهددة بالتفكك .

هذا يا سادة هو السؤال الذي لا أستطيع الإجابة عليه ولكن من الممكن وصف أعراض ذلك العذاب الذي يعاني منه الشعب المصري علي جميع مستويات دخله وهو :

1)    الصراع والتوتر الذي يعانيه أولياء الأمور بدأ من المصاريف الدراسية والمستلزمات الدراسية والدروس الخصوصية .

2)    الخوف والقلق علي الأبناء من عدم القدرة علي الحصول علي المجموع اللازم لدخول الكلية المناسبة ( بنظام الثانوية العامة الحالي أصبحت هناك كليات مناسبة وكليات غير مناسبة )

3)    الخوف والقلق علي الأبناء من الرسوب في الامتحانات وخصوصا أن أولياء الأمور يتكبدون مبالغ طائلة في العام الدراسي الواحد بالإضافة إلي ضعف النواحي الاقتصادية في مصر .

4)    عدم تناسب دخل الأسرة مع تكاليف العملية التعليمية .

5)    نقص السيولة النقدية التي تضيع في تكاليف إعطاء الدروس الخصوصية .

6)    سوء العلاقة بين الطلبة والمدرسين بسبب التعاملات المادية مما أضاع احترام الطالب لأستاذه وضياع هيبة المدرس .

7)    الأزمات المالية والمشاكل الأسرية التي تحدث داخل الأسرة المصرية بسبب زيادة الأعباء الغير عادية الممثلة في الدروس الخصوصية .

8)    الخوف من المستقبل ، عن ماذا بعد التعليم فنحن ننتج أنصاف متعلمين لينضموا إلي طابور العاطلين .

9)    الغش في الامتحانات وما له من آثار سلبية علي الطالب وعلي الأسرة وخلق مجتمع غير سوي .

10)                       الإنفاق الاقتصادي المتزايد الغير مقترن بالفعل أو بالمنطق أمثال تصوير أوراق المراجعات وتصوير الملخصات والكتب والنهاية إلقاء كل ذلك في سلة المهملات ، بالله عليكم أيها السادة هل هذه تصرفات وأفعال مجتمع يحاول أن يتجاوز ذاته ، مجتمع يعاني من مشكلات اقتصادية يتصرف بمثل هذا المنطق ، وبمثل هذا الأسلوب ...متروك لكم الرد !!

إذن ما هو التعليم ؟

يكمن التعليم في دعوة الله سبحانه وتعالي بدعوة الناس جميعاَ إلي التعلم إلي التفكير في خلق السموات والأرض إلي الخلق ألي الإبداع في حدود القدرات البشرية التي منحها لهم الله وليس أدل علي ذلك من قوله " بسم الله الرحمن الرحيم " " أقرأ بأسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم " صدق الله العظيم" ( سورة العلق – الآيات من 1 - 5 ) وفيما يدعونا المولي عز وجل إلي القراءة وإلي العلم وما أكثر آيات القرآن الكريم التي تدعونا إلي ذلك ولا توجد آية واحدة تدعونا إلي تعذيب أنفسنا بالعلم أو تعذيب أولادنا أو بالحض علي الدروس الخصوصية أو إلي غير ذلك من الوسائل الغير مشروعة أن التعليم هدفه الأساسي هو الوصول إلي الله سبحانه وتعالي من خلال البحث والتفكير والابتكار والإبداع ونسب إبداع المخلوق إلي إبداع الخالق لكي يخدم الإنسان نفسه ومجتمعه ويكون هذا العلم حافز لمسيرة الإنسان للبحث عن كينونته وربط لنا الله سبحانه وتعالي العمل بالإنسان أي أن العلم مرتبط بالعمل وبذلك فنحن نتعلم لنعمل وعملنا هو العلم ، وهو التجاوز لما هو كائن للوصول إلي ما ينبغي أن يكون وهو التطور وهو الحضارة وهو الحياة التي تعني البقاء والأبدية من خلال تسليم الرايات عبر الأجيال فلا مكان للضعفاء في هذه القرية الكونية فالجهل ضعف والعلم قوة ومن أراد أن يحيا فعليه بالعلم والإيمان فلا حياة بغير علم فقط ولا إيمان فقط ولكن الحياة بالاثنين معاَ والتاريخ خير محدث لنا عن أمم أهلكت بحضارات قامت علي العلم فقط وغير مقرونة بالدين .

إذن فالتعليم هو مطلبنا هو ملاذنا هو ملجأنا هو نافذتنا نحو الحياة من أجل أن يكون لنا مكان في هذا العالم الذي لا مكان فيه للضعفاء والجاهلين والذين هم علي ثقافة الذاكرة معتمدين ، فالتعليم تجاوز وثبات يتجاوز بها الإنسان نفسه وماضيه وحاضرة وليس بالدروس الخصوصية يكون التعليم ويكون التجاوز ولكن يتأتي ذلك عن طريق التعليم القائم علي الإبداع لا علي الدروس الخصوصية لكي نتجاوز ما نحن به إلي ما ينبغي أن نكون فيه .

التعليم كما اراه

* التعليم كما اراه هو نهايه مرحله يحصل فيها الخريج علي ثلاثه اشياء )

1- شهاده في مجال التخصص .

2- عمل يتناسب مع التخصص .

3- شقه سكنيه .

* التعليم كما اراه هو تغيير اسم التعليم الي التدريب او التعليم التدريبي .

* التعليم كما اراه هوتحويل نظام الالتعليم الحالي الي تعليم انتاجي وليس كما هو في صورته الحاليه كتعليم استهلاكي .

* التعليم كما اراه هوحلم تحول داخلي الي رؤيه اراها وبكل وضوح .

* التعليم كما اراه هو تحول جمهوريه مصر العربيه او اي دوله تنهج هذا المنهج الي نمر من النمور الاسيويه في خلال عام .

( هذا هو التعليم كما اراه فلتروه معي )

ولله الأمر من قبل ومن بعد ،،