ملكوا دينَهم ودنياهم، في ظلّ أسرة أسد،

وليذهب شعب سورية إلى الجحيم !

عبدالله القحطاني

بعض مشايخ سورية ، في بعض المدن ، خنعوا لحكم آل أسد ، فحفظوا لهم ( دينهم ودنياهم !) .

 دينهم : هو عباداتهم الشخصية .

 ودنياهم : هي مناصبهم ورواتبهم وثرواتهم .

 لقاء ماذا !؟ لقاء فتاوى ، يصدرونها للناس ، بعدم الخروج إلى الشارع ، للمطالبة بحرّياتهم المسلوبة ، ولقمة عيشهم المنهوبة ، وحرمات دينهم المستباحة !

 لن نجادلهم في هذا ! ولن نقول لهم : اتّقوا الله ، إذا كنتم تعرفونه ! بل نقول لهم ببساطة متناهية :

· إن حرمة الدين المستباحة ، لشعبكم كله : هي حرمة دينكم ، التي تزعمون أنها مصونة لكم ، بصفتكم أفراداً .. إذا كنتم ترون ، أنكم تنتمون إلى دين أكثرية شعبكم !

· وإن الفتنة التي تحذّرون الناس منها ؛ فتنة المطالبة بالحرّية والكرامة : هي من أعظم الجهاد ، عند الله . ونحسبكم تحفظون الأحاديث التي تنصّ على ذلك ! ومنها : ( إن من أعظم الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر ) . فمتى كانت مطالبة الناس ـ سلمياً ـ بحقوقهم وحرياتهم وكراماتهم .. فتـنة !؟

· وإن ماتمارسونه أنتم ؛ بخنوعكم ، وتخديركم للناس ، ليظلّوا خانعين لآل أسد: هو أشدّ الفتنة وأبشعها ! لأن وجود النظام القائم ، اليوم ، في سورية، هو الفـتـنة عينها ؛ بما يفعله ، بالناس ، من انتهاك لسائر مقدسّاتهم ، ونهب لثرواتهم !

· وإن الشعب السوري : خرج من بيوته ، ولن يعود إليها ، حتى يطرد شياطين الفتنة ، من بلاده !

· وإن شياطين الفتنة : لو استطاعوا إعادة إخضاع الشعب السوري ، ببركات فتاويكم .. فستكونون ، مع هؤلاء الشياطين ، في بوتقة واحدة ، في الدنيا ، أمام شعبكم ، وأمام الناس .. وفي الآخرة ، أمام الله ، وأمام الخلائق أجمعين!

· وإن ادّعاءكم الحكمة : هو ادّعاء سمج ؛ لأن الحكمة تتطلب ، منكم ، الالتزام بواجب الوقت ، وهو مؤازرة شعبكم ، المطالب بحقوقه المشروعة!

· وإن فتاويكم : بتحريم منابذة الشياطين ، والخنازير المسعورة .. تطيل مدّة بقاء هذه الشياطين والخنازير، على صدور شعبكم ، وتكلفه مزيداً من الضحايا الأبرياء ، من رجاله ونسائه ، وأطفاله وشيوخه .. وتتحمّلون وزرَ هذا كله !

· وإن دنياكم ذاتها : ستضيع منكم ، بعد أن يسقط نظام القتلة المجرمين .. الذين تدعمونهم بالفتاوى ، ليدعموكم بالمناصب والثروات ! ولن تضيع الدنيا ، وحدها .. بعد ضياع الدين ؛ يل يُخشى أن تضيع حياتكم نفسها ، في السجون والمنافي ، أو في القبور؛ حين يرى القتلة ، أنهم بحاجة إلى كباش فداء .. أو حين يرى الناس ، أنكم كنتم تخدّرونهم ، لحساب آل أسد، ليستمرّوا في استعبادهم ، وذبحهم ، ونهب ثرواتهم !

· وإن الصمت : خير لكم ـ أو أقـلّ سوءاً ـ من فتاوى الذلّة .. إذا خشيتم من إصدار فتاوى العزّة ، التي تُعزّ شعبكم ، وتُعزّكم .. عند الله ، وعند الناس !

· فاختاروا لأنفسكم ، اليوم .. بعد أن تفكّروا ، طويلاً ، بحالكم ، وبما ستصلون إليه ، من مآلكم !