سيمفونية حق العودة

محمد عميرة – القدس

[email protected]

إهداء لكل بعيد ... عن أرضه ... وإليها مشتاق ... 

أشهى عطور الأرض لديّ عطر عبق الأرض بعد أوّل شتوة من أواخر أيلول ... وخاصّة إذا كانت هذه الأرض ليست عطشى بعد طول جفاف صيف للماء فقط ... بل وللحريّة التي غابت عنها وعن أهلها طويلا ... تراب أرضنا المباركة ممزوج برائحة الأنبياء عليهم السلام ... تاهت روائح الأنبياء والورود والرياحيين والدماء الزكية وعبق الأرض بعد شتوة أيلول الاولى فكان نتاجها رائحة سحرية لا توصف ...

وكما كانت الأرض تنتظر بشوق ٍ قطرات السماء من الغيم الأسود لتحيا فإنها ما زالت تنتظر بشوق أكبر عودة أبنائها من سجن الشّتات المتـّسع باتـّساع ذاك الغيمالأسود ليعودوا وينهلوا من ينابيعها ماء النصر والظفر بعد طول شوق وصبر . 

حقا ما أجمله من مهرجان ملحمة الفرحة بالعودة ... ستبتلّ الأرض أيضا مندموع فرحة العائدين ... ما أجمل لـمّ الشّمل ... والتقاء الأهل ، وعناق الرفاقباشتياق ، بعد طول فراق  !

كتبت ذلك لأنني سئمت من كثرة العزف على سيمفونيّة حقّ العودة ... لكن متى سنحصل على هذا الحق ، وهو حق ، وكيف إذا حصل وكان ؟ تُرى ... هل ستكون عودة الأبناء إلى أرض الأنبياء -  بعد أوّل قطرة من أواخر أيلول أو مع آخر قطرة من شتوة نيسان التي تـُحيي الإنسان - مقدمة ً لفرحتين وحياتين  ...