هذه أموال اليهود

هذه أموال اليهود

جميل السلحوت

[email protected]

التقيت والشاعرة الاسرائيلية البروفيسورة حاموتال بار يوسيف عن طريق ناشط السلام الاسرائيلي هليل باردين، وبينما كنت أشرح لهما عن حقوق شعبي في وطنه، والويلات التي يكابدها من الاحتلال الاسرائيلي، والموبقات التي يرتكبها المستوطنون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أشارت لي الشاعرة الى الحيّ اليهودي الواقع في طريق القدس بيت لحم وقالت: انظر الى هذه الأبنية...انها من مال الشعب اليهودي، فاليهود في الخارج هم من يتبرعون بإقامة هذه المدن وهذه المؤسسات، وهذه الشوارع التي تضاهي مثيلاتها في أوروبا وأمريكا...فأين المال العربي؟ ولماذا لا يتبرع الأثرياء العرب لكم كي تبنوا مدنكم وقراكم؟

وفي الواقع أنني وجدت نفسي عاريا أمامها، ولم أجد جوابا شافيا على سؤالها...لكنني أجبت اجابة انشائية فيها دفاع عن أبناء أمتي، مع أنني أعلم أن الأثرياء العرب في غالبيتهم لا يتبرعون للمرابطين في ارض الرباط حتى بأموال زكاة من يخرجون زكاتهم، ولا بقيمتها لمن لا يخرجونها...وتذكرت المليونير اليهودي الأمريكي موسكوفيتش الذي أخذ تهويد القدس العربية المحتلة مقاولة على حسابه الخاص، فقد تبرع بعشرات مليارات الدولارات من أجل تهويد القدس....وتساءلت عن امكانية وقوف كل الأثرياء العرب مجتمعين ليتبرعوا كرجل واحد للحفاظ على عروبة القدس بمقدار ما يتبرع به موسكوفيتش وحده، ولم أحاول الاجابة على تساؤلي خوفا من أن أكفر بعروبتي، وبأبنائها الأثرياء.

وتذكرت أن القمم العربية كانت تقرر بضع مئات من الملايين للقدس، لكن المبالغ التي كانت تصل لا تساوي 10% من المقرر، وتذكرت الحديث النبوي الشريف القائل"المؤمنون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ويبدو أننا لسنا مؤمنين أو أن أبناء جلدتنا غير مؤمنين، ومن حقي أن أتساءل عن امكانية عودة أبناء أمتي الى الايمان بأن قبلة المسلمين الأولى ومعراج الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وأحد المساجد الثلاثة التي تشد اليها الرحال تئن من ثقل بساطير المحتلين، وبالتالي عليهم أن يتبرعوا من أموالهم لتثبيت سدنتها في الأرض التي باركها الله، خصوصا وأنهم يفتدونها بأرواحهم.