بروتوكولات عربية بروح تلمودية

الشيخ خالد مهنا *

[email protected]

هل إسرائيل فعلاً لا تزال رغم تفوقها العسكري وامتلاكها لأكبر ترسانة حربية في الشرق الأوسط في "قبضة المحرقة" كما عبر عنها أبراهام بورج ، ومحكومة بروح من التوجس والخوف والرهبة، ولذلك تسعى على الديمومة  لارتكاب المجازر تلو المجازر، والمذابح تلو المذابح وتسن القوانين العنصرية تلو القوانين، أم أن القتل شئ لازب وطبيعة فيها لا يمكنها الفكاك منه؟؟.

دون أدنى شك فإن ما ترتكبه إسرائيل اليوم من قتل وعصف ونسف لكل ما تطالها يدها نابع من أنها محكومة بشكل مستديم لفكرها العسكري التوراتي مضافاً إليها الفكر الصهيوني المتعطش للدم، فكتبهم الدينية وشروحها زاخرة بالنصوص والتوجيهات التي تحثهم على قتل الأغيار (غير اليهود) ولو كانوا أطفالاً رضع أو نساء قواعد أو كهول، ولا يزال "حكمائهم!!!" يتحفونا كل يوم بالفتاوى التي تحثهم على هذه العبادة...

*فقد جاء في سفر أشيعاء: ".....وتحطم أطفالهم أمام عيونهم، وتنهب بيوتهم، وتفضح نساءهم، ها أنذا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدّون بالفضة، ولا يسرون بالذهب، فتحطم القسي الفتيان، ولا يرحمون ثمرة البطن، لا تشفق عيونهم على الأولاد".

ها هي إسرائيل الدولة المارقة تأبى عليها كرامتها أن ترى مجنونها الليبي المدلل يتفوق عليها بالقتل والتدمير فتعود لتحشد همتها مستهدفة الدم الفلسطيني وخاصة الطفولي منه في غزة، مذكرة الأسرة العالمية باحترافها من غير قبول منها أن ينازعها أحد على خطف الأرواح وقتل البراعم الصغيرة حتى لو كان أخضراً دون اعتبار منها لقيم حضارية...

والأدهى من ذلك أن كل ذلك يأتي تحت بند "الدفاع عن نفسها".... وكأنها هي المظلومة والضحية والبريئة...

إن نعجب فعجباً قولهم وادعاءهم وكأني بهم  في خضم ما يحوم حولهم تناسوا ما ورد في سفر العدد: "وسبى بنو إسرائيل نساء مدين وأطفاله وجميع بهائمهم ومواشيهم، وغنموا ممتلكاتهم، وأحرقوا بالنار جميع مدنهم بمساكنها وقصورها، وأخذوا جميع الأسلاب والغنائم من الناس والبهائم..."

وفي النص التالي (التثنية 13/16) نقرأ أمراً بحرب إبادة شاملة تشمل الإنسان والبهائم والأمتعة والمنازل ودور العبادة لأي مدينة تخرج عن حكم الإسرائيليين ولا تطيعهم ولا تخضع لهم وتعبد آلهة أخرى غير إلهها: "فاضربوا تلك المدينة، وحللوا قتل جميع ما فيها حتى بهائمها بحد السيف، واجمعوا جميع أمتعتها إلى وسط ساحتها، وأحرقوا بالنار تلك المدينة بكل ما فيها، قرباناً للرب إلهكم، فتصير ركاماً إلى الأبد، لا تبنى من بعد".

وفي سفر صموئيل الأول نقرأ أمرا واضحا آخر في قتل الأطفال والرضع: (وقال صموئيل لشاول: أنا الذي أرسلني الرب لأمسحك ملكا على شعبه بني اسرائيل، فاسمع الان قول الرب. هذا ما يقول الرب القدير: تذكرت ما فعل بنو عماليق ببني اسرائيل حين خرجوا من مصر، وكيف هاجموهم في الطريق، فاذهب الان واضرب بني عماليق، وأهلِك جميع مالهم ولا تعف عنهم، بل اقتل الرجال والنساء والأطفال والرُضّع والبقر والغنم والجِمال والحمير

ومن النصوص الأخرى:

(واذا اقتربتم من مدينة لتحاربوها فاعرضوا عليها السلم أولا، فاذا استسلمت وفتحت لكم أبوابها، فجميع سكانها يكونون لكم تحت الجزية ويخدمونكم. وإن لم تسالمكم، بل حاربتكم فحاصرتموها فأسلمها الرب الهكم الى أيديكم، فاضربوا كل ذكر فيها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وجميع ما في المدينة من غنيمة، فاغنموها لأنفسكم وتمتعوا بغنيمة أعدائكم التي أعطاكم الرب الهكم. هكذا تفعلون بجميع المدن البعيدة منكم جدا، التي لا تخص هؤلاء الأمم هنا. وأما هؤلاء الأمم التي يعطيها لكم الرب الهكم ملكا، فلا تبقوا أحدا منها حيا بل تحللون إبادتهم..) التثنية: 20/10 – 17.

فقتل الذكور واستبقاء النساء والأطفال والبهائم ينطبق فقط "على المدن البعيدة وليست على مدن الشعوب الكنعانية، فهذه أمرهم الرب بتحريمها، لذلك قال (ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا) أى ليست مدنا كنعانية فهذه لا تفاوض معها ولا دعوة للصلح. فأهل كنعان قد صدر ضدهم الحكم بالهلاك لشرورهم"(3).

وفي النص التالي نقرأ أمرا بحرب إبادة شاملة تشمل الانسان والبهائم والأمتعة والبيوت! لأي مدينة تخرج عن حكم بني اسرائيل وتعبد آلهة أخرى:

أما مدينة "عايّ" فكان مصيرها:

(ولما انتهى بنو اسرائيل من قتل جميع سكان عايِّ في البرية حيث طاردوهم وأسقطوهم بحد السيف عن آخرهم، رجعوا الى عايِّ وقضوا أيضا على من فيها بحد السيف. وكان عدد القتلى في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفا وهم جميع أهل عايِّ. ولم يردّ يشوع يده التي مدها بالحربة حتى هلك جميع سكان عايِّ. أما البهائم والغنائم فأخذها بنو اسرائيل لأنفسهم حسبما أمر الرب يشوع. وأحرق يشوع عايِّ وجعلها تل ردم وخرابا كما هي حتى اليوم). يشوع: 8/24 – 28.

النص واضح لا يحتاج إلى تعليق! فقد شملت حرب الإبادة الجماعية هذه قتل جميع سكان المدينة من الرجال والنساء والأطفال ولم ينج منها إلا البهائم!

فهل بعد الحديث من كلام يقال؟ رفعت الأقلام وجفت الصحف...

**2مناسبة مثلى  للتحرر من كل الشهريارات

سنوات عجاف مرت بأمتنا ذقنا فيها كؤوس الذل والهوان والقهر أشكالا وأصنافاً وألواناً..

منذ النكبة والنكسة وقبلها وبعدها، ونحن واحسرتاه نبتلع الأسياخ المشتعلة على طريقة الهندوس .. نركض على صفيح ملتهب .. ننزف كالعصافير المبتلة.. وقلوبنا تقفز كفهد استوائي بين الأدغال، وحرارة أجسامنا لم تنزل عن الأربعين خطاً واحدا..

لا أذيع سراً خطيراً إذا قلت أن أنظمة هذه الأمة التي قبعت على صدرنا سنوات طويلة كالسنونو السوداء رافضة الرحيل، أصبحت أباطرة في فنون السلخ والذبح والقهر، وقد فاقت بروتوكولاتهم البروتوكولات الصهيونية التي تروي اليوم في غزة والقدس والخليل والعراقيب واللد والجليل وهدم بيوت الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المنسي.. والتي توصي بتخريب العالم سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً، ليقيموا دولتهم على أنقاضها .. ولقد اكتشفت بعد قراءة بروتوكولات ملوك وزعماء العرب أنها وثائق حقيقية لا لبس فيها، لا بل ما جاء في "بروتوكولات الزعماء العرب" في موقعه الجمل في ميدان التحرير"مصر" و.. اشد قسوة ..

تبكينا وتدمي قلوبنا الأخبار الوافدة إلينا من غزة وأخبارعربدة المستوطنين في الخليل ونابلس وباقي أرجاء الوطن الذين دخلوا مرحلة الهستيريا الرسمية وأقصى حالات الجنون.. ويدمي أفئدتنا الروايات الوافدة إلينا من القطر الليبي واليمني والسوري والعراقي و.. الذين ثبت عليها الدليل القاطع أنهم يعتبرون دم أبناء شعوبهم من الكماليات، واذا كنت أعتقد أن الصهيونية تحمل مسؤولية كاملة عن فساد الأرض وتخريبها فإني لأعتبر أن غالبية الأنظمة العربية - مسؤولة مسؤولية كاملة عن كساحنا الحضاري والأخلاقي، بل هم ضليعون حتى النخاع بزرع بذور الإرهاب والاستبداد، وأن بقاءهم شهادة عار في جبين الإنسانية .. واسمحوا لي أن أقول أننا بصمتنا عليهم لا يحق لنا الإدعاء أننا سنملك ذات يوم متراً واحداً في فلسطين أو متراً واحداً في الجنة !!

ومع وجودهم وبقائهم في الحكم ستظل إسرائيل تحتفظ بأثاث البيت الفلسطيني المسروق، وبدراجات الأطفال وتأكل برتقال يافا وغزة، وتستشفي بمياه "الحمّة" المعدنية، وتبيع صورة الهيكل المبني في أذهانهم على أنقاض الأقصى..

ليس يشغل بالي في الوقت الحاضر،ما تفعله إسرائيل بنا فقد تعودنا عليها واعتدنا الصبر عليها والتحمل.. ما يشغل بالي اليوم أن يطول أمد الإرهابيين العرب لأننا لم نعد قادرين على تحمل قاذوراتهم ساعة من الزمن..

إن اندلاع الثورات والطهارات في معظم الأقطار العربية مناسبة جميلة أتاحت لنا أن نشم رائحة الحرية، ولكن رائحة الحرية شيء، وتذوقه والإحساس به شيء آخر، وما حصلنا عليه حتى اليوم لا يسمح بالقول أن السماء أصبحت وردية، لأن ما  يجري في المنطقة حتى الآن هو نوع من المداواة بالفاليوم..

أنهم ما داموا يأكلون من زرعنا، ويتنفسوا هواءنا، ستظل مجموعات سلوكياتنا ومظاهراتنا مجموعة من السلبيات تضاف إلى الكم الهائل من سلبياتنا، وإنها المناسبة المثلى والنادرة للتحرر من كل الشهريارات الذين استوطنوا نخاعنا الشوكي.. وانها الفرصة الذهبية لنقول  لـِلجُـبَـنـاء ما قال به الشاعر:

إ نَّ  الـحـُـرَّ لا  يـَهْـرَ بْ

وَقـَد يَـشْـقى، وَقـَد يَـتـعَـبْ

..... وَقـَد يَـعْـرَى، وَقـَد يَـسْغـَبْ

وَقـَد يـَظـْمَا وَيـُسْـقى الـماءَ

..... مـَطـعـُونــاً فـَـلا يَـشـْرَبْ !

بَـلى نـَغـضَبْ.... بَـلى، وَنـَقــُولُ لـِلـتـَّـاريخ

..... كـَيـفَ حـِسـابـُهُ يـُحـسَـبْ

وَكـيـفَ صُروفــُهُ تـُـروَى

..... وَكـيـفَ حـُروفــُهُ تـُكـتــَبْ

وأنـَّـا  أهـْـلُ  صَـفـْحَـتِـنـا

..... نـَخـُطُّ بـِهـا الـَّذي نـَرغـَبْ

فـَهـذا الـحَـرفُ لا يـَبـقى

..... وَهـذا الـحَـرفُ لا يُـشْـطـَبْ

وأ نَّ  قــُـلامـَةً  لـِلـعـَــار

..... فـي تـأريـخِـنـا تــُنـْـشـَـبْ

نـُريــقُ لـَهـا دَمَ الـدّنـيــا

..... وَنـَذهـَـبُ أيـَّـمـا مَـذهـَـبْ !

بَـلى نـَغـضَبْ

بَـلى نـَغـضَبْ

وَنـَدري في خِضَمِّ الـمَـوتِ

..... أنَّ الـمـَوتَ لا يَـلـعَــبْ

وَيـَدري الـمَوتُ أنـَّا مِـنـْهُ

..... لـِصْـقَ الـنـَّـابِ أو أقـرَبْ

وأنـَّا، مـا تـَشِـبُّ الـنـَّــار

..... نـَملـِكُ أضـلــُعـاً تـُحـْطـَبْ

وَأنَّ بـِنــا دَمــاً تـُسـقـَى

..... بــِهِ الــدُّنـيــا وَلا يـَنضَـبْ

بَـلى نـَغـضَبْ

وَنـَدري أنَّ بَـعـضَ الـنـاس

..... كـُلُّ رَصاصِهـِم خـُـلــَّـبْ

وأنَّ خـُيـُولَ بَعـضِ الـنـَّاس

..... فـي الـغـاراتِ لا تـُركـَـبْ

وَنــَعـلــَمُ  أنـَّـنــا  الأوفـَى

..... وَنـَعـلــَمُ  أنـَّـنــا الأوثـَبْ

وَتدري الـنـَّارُ تدري الـنـَّار

..... أنــَّـا  أهـلــُهـا  الأوْهـَبْ

وَأ نــَّـا ضَـوؤهـا الأبـْهـَى

..... وَأنــَّا جـَمـْرُهــا الأرْهـَبْ

وَنـَعـلـَمُ مِـن أزيـز الـنـَّـارِ

..... أيـنَ  شـَـرارُهـا  يـَذهـَبْ

وَكـَيـفَ رَمـادُهــا يـَخـْبـُو

..... وَكـَيفَ لـَهـيـبُهـا يَـلـْهَـبْ

فـَنـَركـُضُ نـَحْوَهـا كالرِّيح

..... لا نـَعـيـَى، وَلا نـَرهـَـبْ

وَنحْضُنـُها لـِشَعْـرِ الـرَّا س

..... تـَنـْهَـبُ مِنـهُ مـا تـَنـْهَـبْ

وَلـَم نـَجْـزَعْ، وَلا والــلــَّـه

..... عـُمْـرَ الـنـَّخْـل ما حَـدَّ بْ

وَعـُمْـرَعَـزيزِنا في الـمَوت

..... لا أ قـعـَى،  وَلا حَـنـَّـبْ

وَلـكـنْ مِـثـلَ نـَجْـمِ الـلـَّيـل

..... نـَهْـوي كـَوكـَبـاً كـَوكـَـبْ

وَنـَتـرُكُ لــُجـَّةَ الـظـَّـلـمـاء

..... تـَسْـطـَعُ غـَيْهـَباً غـَيْهـَبْ

وَنـَحـنُ نـَجُـزُّ شـَعْـفـَـتـَهـا

..... وَنصخَبُ فوقَ ما تصخَـب

.

نحن جميعا في التصور العقدي يجب أن نكون كأسنان المشط ، وحلم هؤلاء الذين تساووا مع الصهيونية كسرنا وتكسيحنا وإبادتنا ، وإقامة مملكة القهر والكبت على أنقاضنا ، لذا فان الثورات الدائرة الآن مختلفة عما يجري في أي بقعة جغرافية ، وهي لن تقرر مصير ا قطر او الأمصار بل ستقرر مصير الأمة برمتها ، فإما ان نربح الجولة ونبقى وإما ان نخسرها فنندثر...

                

*رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.