مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر 2

مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر

 -2-

الخطاب الإسلامي المعاصر معالم وآفاق

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

خطة الدراسة

التمهيد: إحياء رسالة العلماء هي الخطوة الأولى في مسيرة إصلاح الأمة  

أولاً: خطابنا الإسلامي ( الأسس والمنطلقات) 7 معالم

ثانياً:  خطابنا إلى علماء المسلمين  10معالم

ثالثاً: خطابنا إلى الحركات الإسلامية المعاصرة 20معلماً

رابعاً: خطابنا إلى الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي  10معالم

خامساً: خطابنا إلى الاتجاهات القومية والعروبية في العالم العربي  10 معالم

سادساً: خطابنا إلى أصحاب المشروع الجهادي (القتالي) الإسلامي  7 معالم

سابعاً: خطابنا إلى المرأة جنسًا والمرأة المسلمة خاصة 3 معالم

ثامناً: خطابنا إلى الأقليات غير المسلمة في المجتمع الإسلامي 8 معالم

تاسعاً: خطابنا إلى الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية 10 معالم

عاشراً: خطابنا إلى الغرب شعوبه ومفكريه وقياداته السياسية 15 معلماً

 ** 100 معلم

 التمهيد: إحياء رسالة العلماء الخطوة الأولى في مسيرة إصلاح الأمة

 الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد. إنَّ إحياء رسالة العلماء في الأمة هي الخطوة الأولى في مسيرة الإصلاح، الإصلاح الشامل الذي يعيد الأمة إلى مكانتها الريادية، ويجعلها شاهدة على الناس، حاملة لمشعل الهداية ومنهج الخلاص للبشرية جمعاء. وما لم تلتف الأمة الإسلامية حول علمائها، وتتخذ منهم مرجعية عليا لها، فإنها ستبقى تعيش رهن الهزيمة النفسية التي تجعلها ذيلاً لمقولات الغرب وأفكاره وفلسفاته. ولكن، من يبدأ الخطوة الأولى؟ ومن الذي يعلق الجرس، إن صحّ هذا التعبير؟ هل الأمة هي التي تفعل ما عليها أم أنَّ العلماء الربانيين هم من يجب أن يأخذوا دورهم، ويرودوا أمتهم، ويتقدموا الركب والمسيرة؟

لا شكَّ أنَّ العلماء هم من يتحمل المسؤولية، وعليهم أن يقوموا بدورهم، ويجعلوا من أنفسهم أهلاً للثقة من أمتهم، من خلال الصدق والإخلاص والتضحية والوعي والتجرد، ومن خلال حمل همّ الأمة والتفاني في حلّ مشاكلها، ومن خلال رؤية واضحة للإصلاح وإعادة البناء، بحيث يشعر جمهور الأمة بكفاءة قياداتهم العلمية والفكرية، وصدقهم وإخلاصهم، وهنا توجد الثقة، بل تفرض نفسها، ويسلم الناس قيادهم عن طواعية وحب واختيار لمن منحوه الثقة ودخل قلوبهم، وكان منهم ملأ السمع والبصر، عند ذلك تكون السفينة قد تهيأت للإبحار، وتكون البوصلة قد حددت المسار، وبداية الطريق –مهما كان طويلاً- الخطوة الأولى، فهل يعي ذلك علماؤنا ويعقدون النية، ويعزمون العزمة ويمضون غير ملتفتين إلى الوراء؟ عسى أن يكون قد آن الأوان، قبل أن يفوت الأوان. ولا بدّ أن نشعر من أعماقنا أن الأمة فيها خير كثير وعندها طاقات وإمكانيات كبرى. فقط تحتاج إلى القيادة الواعية والمخلصة، والقيادات أيضًا موجودة، وأهمّ ما يحتاج الناس إليه الإرادة الجادة والعزيمة الماضية، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إنّ الله بالغ أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أولاً: خطابنا الإسلامي: الأسس والمنطلقات

 إنَّ أهم السمات التي ينبغي أن يتسم بها الخطاب الإسلامي أشير إليها إشارات هي بمثابة المعالم والعناوين، وتتسع لكثير من الإيضاحات والتفاصيل التي ميدانها العمل الدائب الطويل.

 1. ربانية المصدر في الهوية والمرجعية.

 2. عالمية الوجهة.

 3. وسطية المنهج.

 4. الإيجابية في الحركة بين الثوابت والمتغيرات مع فقه الواقع والموازنات.

 5. المرحلية والتدرج والواقعية

 6. التصالح مع العاملين للإسلام والشعوب والحكام.

 7. الإخلاص والمصداقية أساس النجاح.

نعم، هذه هي سمات خطابنا الإسلامي العامة، والتي سوف نحرص على أن تكون حقائق واقعية في الميدان، يحس بها الناس جميعًا، ويشعرون بمصداقيتها حالاً ملموسًا، لا مجرد كلام منمق مصفوف، ولا مجرد تنظير في فراغ، بإذن الله.

اللهم قد بلغنا، اللهم فاشهد.