إدارة أوباما تستعد للتعامل مع الإسلام السياسي

واشنطن بوست:

المصدر: المصريون

قالت صحيفة أمريكية إن إدارة أوباما تستعد للتعامل مع صعود حركات الإسلام السياسى فى المنطقة بعد عقود من الرفض ودعم الأنظمة القمعية.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الولايات المتحدة لعدة عقود رفضت صعود حركات الإسلام السياسى فى العالم العربى، ودعمت فى سبيل ذلك أنظمة القمع العسكرى والفاشى، التى لم تتورع يوما عن اللعب بالورقة الدينية، أمام شعوبها وأمام واشنطن على حد سواء. 

ومع سيطرة هذه الروح على تحركات الحكومات الغربية، خرجت نظرية المفكر الأمريكى صموئيل هانتنجتون المعروفة باسم «صراع الحضارات»، والتى تقول إن العالم الإسلامى وفى القلب منه العالم العربى لا يستطيع بل هو معاد للقيم الغربية مثل الديمقراطية والحرية، لذا وجب منع صعود الإسلام السياسى فى تلك الدول. ومع بدء تساقط «الحكام المعمرين»، هددوا جميعا بأن بديلهم هم الإسلاميون أو الفوضى، لكن الجديد هو أن الغرب رفض هذا التهديد ليتركهم بلا نصير اعتمدوا عليه طويلا. والآن «تستعد إدارة (الرئيس الأمريكى باراك) أوباما للتعامل مع صعود حركات الإسلام السياسى»، التى ظلت محظورة طيلة العقود الخمسة الأخيرة، لأن الثورات العربية من شأنها أن تعطى للإسلاميين دورا أكبر فى العالم العربى.

وتابعت الصحيفة أن البيت الأبيض أمر الشهر الماضى بتقييم داخلى لتوضيح الفروق الأيديولوجية الكبيرة بين التيارات الإسلامية بدءا من جماعة مثل الإخوان المسلمين، وانتهاء بالقاعدة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد كبار مسئولى الإدارة الأمريكية، رفض الإفصاح عن هويته، قوله: «يجب ألا نخاف من الإسلام لتداخله مع السياسة فى هذه البلدان»، لأنه مجرد سلوك سياسى، وليس دينيًا. ومن ناحية أخرى، نشرت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها الإلكترونى مقالا للكاتب السياسى ديفيد بروكس، حول «زيارته لنظرية هانتنجتون» لصراع الحضارات، ويتساءل حول مدى انطباق النظرية على الواقع. ويقول بروكس: «ها هى شعوب المنطقة تنتفض لتطالب بذات المطالب التى نادت بها شعوب أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية، الديمقراطية». وأضاف: ظهرت الشعوب العربية، التى تغيرت ظروفها، تدافع عن قيم الدولة الوطنية وليس للانتماءات الدينية، ورأينا الشباب يتعرضون للموت فى سبيل إقرار «التعدد والانفتاح والديمقراطية». وبحسب روكس لم يستكن العرب للخوف الذى حكمهم وعاشوا فيه لعقود، لهذا «أعتقد أن هانتنجتون كان مخطئا»، فى تحليله للثقافات على مستوى العالم. 

وأشار إلى إنه فى أعماق الثقافات المحلية، هناك اشتراك فى القيم العالمية، مثل الكرامة، و«بناء نظام سياسى يستمع ويحترم ويستجيب لإرادة الشعب». 

وهذا اتفقت فيه صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، التى عنونت تقريرها المنشور على موقعها الإلكترونى أمس الأول، «الكرامة.. فى القلب من الثورات العربية». 

وتقول الصحيفة إن المصريين والليبيين والتونسيين العاديين كثيرا ما يرجعون سبب انتفاضاتهم لرغبتهم فى استرداد «كرامتهم». 

وتنقل الصحيفة عن محلل سياسى فى معهد العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية فى باريس، كامير بيطار «الخبز وحده لم يعد كافيا، الناس تريد الخبز والحرية والكرامة، فهل هذا كثير؟». وبدوره قال نبيل الشايبى أستاذ العلوم السياسية فى جامعة كولورادو إن «العرب يرفضون «الحقرة»، (وهى كلمة جزائرية تعنى الاحتقار)، وهذا ما أخرجهم على حكامهم، «كيف يبقى لحاكم شرعية وهو يضرب شعبه بالرصاص، ثم يدفع لهم الأموال ليدافعوا عنه؟».