ثلاثة ردود عاجلة على الفيتو الأمريكي الأخير

م. زياد صيدم

[email protected]

انه الفيتو الأمريكي الظالم.. أما آن الأوان لانتفاضة في مجلس الأمن ليطيح بهذا التفرد في حق استخدام الفيتو ؟ أليس هذا نوع من الدكتاتورية البغيضة؟ فلماذا لا يخضع لمفهوم الديمقراطية أو بنسبة ثلثي الأعضاء  على الأقل فلا يمكن بقاء مجلس الأمن حبيسا لهكذا تعسفا يتنافى كليا مع الوجه الحضاري للمفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان...

فان كانت أمريكا تمارس هذا الفيتو  تعسفا ضد إيقاف الاستيطان  وهو الغير شرعي باعتراف 14 دولة معتمدة في مجلس الأمن وباقي دول العالم  في الجمعية العمومية التي تراكمت في أدراجها عشرات القرارات من إدانة وشجب ومطالبة واستنكار لدولة الاحتلال دون جدوى فعدم إجبار الصهاينة على وقف غول الاستيطان الذي يمثل  العقبة الأساسية للوصول إلى  إقامة الدولة الفلسطينية  فهل ستساعد أمريكا حقا في إقامة وإعلان الدولة المرتقبة على حدود عام 67 بما فيها القدس الشرقية ؟ إن المؤشرات السلبية  وأخرها هذا الفيتو الذي لا يؤدى أبدا إلى مستقبل معلوم بل سيقود حتما إلى نهج بدائل أخرى  لشعبنا الفلسطيني وقيادته التي ستجد نفسها بين أحضان شعبها ولن تكون أبدا بمعزل عن ما يريده.. وباختصار شديد فقد أوصلتنا أمريكا  إلى فقدان الأمل بالمفاوضات كطريق تم السير فيه كخيار كان لابد من طرقه حتى يعلم المجتمع الدولي  من هم اللذين ينكرون حقوقنا الشرعية في حق تقرير المصير و إقامة دولتنا المستقلة وعلى ما يبدو وهذا واضحا بأننا الحلقة الأضعف الآن من المعادلة حيث انتزعت منا أوراقا كانت قوية وفاعلة تتمثل في الكفاح المسلح والمقاومة.. كما  ونجحوا في انقسمنا على أنفسنا داخليا فتبارى الفرقاء في التقرب إلى أمريكا سرا وعلانية وعلى طرح حلول هزيلة قد أغرت أمريكا والكيان أكثر في عدم المضي قدما بما وعدوا به حيث عملوا بكل الطرق والحيل على إسقاط  آخر أوراق  المقاومة المسلحة  من جميع  الفرقاء على الساحة الفلسطينية فتجردنا من أظافر كانت تؤرق وتدمى دولة الاحتلال وحيث تكشفت نوايا الأعداء بما يضمرون تجاه حقوقنا المشروعة فانه يتوجب الرد العاجل بإتباع الآتي:

2** لا بد من زج قضيتنا في ساحات وميادين وشوارع الانتفاضات والثورات القائمة في معظم الأقطار العربية حاليا أو القادمة في الطريق لتكون مقياسا لطهرها ونقائها وحتى يتم استبعاد الدور الأمريكي  في تشكيل قادم لامتنا العربية فنبقى على ما نحن عليه دون إحراز اى تقدم ملحوظ وفاعل تجاه حل القضية الفلسطينية وسنبقى ندور في حلقة مفرغة من المراوغات والضحك على الذقون من جانب الغرب وفى مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية  اصل الشر والبلاء والقهر والعدوان لبلادنا وشعوبنا العربية قاطبة.

3** على الشعب الفلسطيني توحيد كلمته وقواه السياسية بنبذ الفرقة والانقسام وإجبار كل خارج عن الوحدة ولم الشمل بالانصياع لرغبات الجماهير وإرادتها بإسقاط الانقسام والانصهار في بوثقة الشعوب العربية المنتفضة والثائرة على ظلم وفساد أنظمتها  لتعلن مواقفها المبدئية والعاجلة  تجاه أمريكا وتسلطها والصهاينة وعدوانهم فإما اليوم وإما ستضيع الفرص المتاحة إلى الأبد فهل من مستجيب ومتعظ حيث الفرص المتاحة كبيرة وان إضاعتها سيعتبر نوع من خيانة التاريخ الذي لن يرحم أحدا فنحن طلاب دولة وكرامة لا طلاب خبز وطحين فتبا لمساعدات يكون ثمنها شل قدرتنا على الرد بالاحتماء واللجوء خلف الشعوب العربية الثائرة والمنتفضة فنعرقل هكذا دور أمريكا من بسط نفوذها من جديد ونهدد مصالحها تماما كما تعرقل وتهدد وتضرب مصالحنا في الصميم كما نرى من استمرار حماية وتشجيع وتسليح الاحتلال على المضي بكل صلف وغطرسة وقوة في استمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي وعرقلة قيام دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.

إلى اللقاء