رياح التغير قادمة ولكننا نريدها بوحدتنا وتماسكنا

رياح التغير قادمة ولكننا نريدها بوحدتنا وتماسكنا

م. محمود الدبعي

السويد

 منذ أن استبشرت الشعوب العربية من المحيط الى الخليج بالإستقلال و رحيل المستعمر و هي لم ترى يوما سعيدا واحدا. منذ ما يزيد عن ستين عاما وشعوبنا تعاني الويلات من جور الحكام. ، العالم الغربي كله يتكاثف لحل أي قضية أجنبية إلا عند ملفات العرب هل يفسر هذا عجز ؟؟ أم تواطؤ ؟؟! الم تلاحظ شعوبنا هذا ؟! بداية أقولها بصراحة إن العالم الغربي يحيك المؤامرات ضد شعوبنا التي تطالب بالحرية والعدل والديمقراطية ولا يغرنكم الشعارات التي يرفعها الغرب لتطبيق الديمقراطية في الشرق الأوسط و أفريقيا ، نحن نقدر وقفة الشعوب إلى جانب قضايانا ونقدر تعاطفه معها ولكن أصحاب القرار ماذا يقولون و يفعلون ؟

 عذرا فعلامات الاستفهام كثيرة ولكن هذه هي الحقيقة ، فنحن نعيش في علامات استفهام لا إجابات لها ، نعيش في وسط قادة في العالم العربي يعملون على بيع شعوبهم و أراضيهم للأجنبي مقابل قروض مالية لا يدري احد مصيرها ، و يغرقوا شعوبهم في صراعات دولية وإقليمية و هم لا يزاون يبيعون شعوبهم إلى من يدفع أكثر و هذه الشعوب تذبح على حذاء الأجنبي و بالسلاح الذي جاء لحمايتهم من الظلم ، إلا تعون ذلك أيها القادة ؟؟!!

 زمن الثورات 

 انه فعلا زمن الثورات في الوطن العربي الكبير و الفتنة قائمة و لعن الله من أيقضها و دفع المواطنين الى الشوارع ليقولوا لا بدمهم و أرواحهم و كان الأولى أن يخرجوا لينتخبوا ممثليهم و قادتهم بحرية و ديمقراطية . قادة أمريكا وأوروبا يرفعون شعارات السلام مخفين الخناجر خلف ظهورهم حيث يمزقون الشارع العربي الذي يرفع شعارات التحرير والتحرر والديمقراطية التي يمارسونها في دولهم ويطبقونها ويرفضونها في بلادنا. إنهم لا يريدون لهذه الشعوب أن تحكم من ألأحرار بل يريدون أنظمة حكم بمفاهيم تخدم غاياتهم وأهدافهم ، ونحن العرب نطبقها من منظورهم لكي تخدم مصالحهم .

الإنتفاضة مستمرة

رغم ان الانتفاضة المصرية في بدايتها الا انها تظهر مدى خبرة وحنكة الشعب المصري في مواجهة الة قمع التي اعتقد النظام انها لا تقهر وهي خبرات توضع تحت تصرف كل دعاة التغيير على امتداد الوطن العربي وهي توجه إنذارا الى كل انظمة الفساد والاستبداد بضرورة فهم مطالب الناس قبل الانفجار .. فما قبل الانفجار ليس كما هو بعده , وهو انفجار لا يفيد معه زج رجال الأمن و الإستخبارات و الجيش و اعضاء الاحزاب الحاكمة في مواجهة المواطنين كما يحاول اليوم ان يفعل الحزب الوطني الحاكم في مصر , لان هذا الزج يفتح الطريق ليس امام فتنة لا يخشاها الحكام ويطلبها اعداء الوطن بل يفقد الناس الثقة بدور رجل الأمن وستعمل الجماهير على اخراج تلك الاحزاب من الحياة السياسية وهو ما يصعّب من التطور الديمقراطي الذي هو مخرج الجميع لبناء الوطن الحر والعادل و المنفتح على الجميع في شفافية.

 إلى قادة العرب

 أنتم تشاهدون ثورة الشعوب العربية في تونس و مصر و اليمن التي خرجت لتقول لا للعولمة و لا للتطبيع ، وأنتم لم تروا ثورة العربي إذا غضب وإذا ثار في ظل ضغوطكم وظلمكم لشعوبكم فعندها لن توقفه آلة ولا سلاح لن توقفه أية أسلحة فتاكة. و لكن غصن الزيتون و البسمة و الوعد الصادق للتغير كفيلة بإعادة الثقة بين الحاكم والمحكوم. ثورة العربي لا تعيقها انهار الدم ولا الجثث الملقاه هنا و هناك و العربي عبر التاريخ اعتاد على المعارك والحروب مع أعتى آلة عرفها التاريخ وعاصر أطول معارك في العالم وعلى كل المستويات القبلية و الجهادية و النفسية والفكرية ، احذروا ثورة العربي لأنه سيسقط كل منصب وكل قائد ولن يبقى سوى من يختاره الشعب ليبقى ، وعندها لا يبقى تنظيما ولا فصيلا ولا حزبا ولا جهاز قمع عسكري يحكمفقد ملت الشعوب منكم . ألا تستحق هذه الشعوب العربية التي عاشت حياتها حروبا وقتالا أن تستريح ولا تجبروها على ثورة تحرق الأرض تحتكم ؟؟!! ..

 اليوم وقد علمنا الشعب التونسي البطل وعلم العالم كله كيف يقول لا للظالم وكيف يقف أمام الآلة الطاغية بصدر عار و بدون أسلحة علمنا جميعا درسا جديدا وهو أن الحقوق لا تؤخذ بالسلاح وإنما بالعقل والصبر وقوة التحمل لحدود يرسمها الشعب ، ولكنها شرارة إذا انطلقت ستولد نارا تحرق كل من يقف في وجهها ولن يوقفها سلاح ، فالشعب التونسي و اليوم المصري وقفوا في وجه الدبابات والمدرعات و الجنود المدججين بالسلاح و لم يستكينوا و يستسلموا و لمتخيفهم قنابل الغاز و الطلاقات المطاطية و الأعيره النارية لأنهم صمموا على الحرية. شباب العرب استوعبوا الثقافة السياسية كأفضل محللين سياسين عرفوا التاريخ فهم شربواوترعرعوا في جو وبيئة سياسية تخولهم لأن يكونوا قادة المستقبل.

أيها القادة العرب من المحيط الى الخليج ما أجمل أن تجتمع كلمتنا ونوحد جهودنا ونرتب أوراقنا ونضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض وندرس وضعنا لنصلح أنفسنا لنكن قادرين على مواجهة العدو الصهيوني الذي فرقنا ولنكن جديرين لأن نحرر أرضنا بتعاون العقل والسلاح معا ، بتماسكنا سنعرف متى نستخدم العقل ومتى نستخدم السلاح و بتماسكنا سنبني دولة العدل و القانون ، و لن ننجح بفرقتنا و بتحالفنا مع دولة الغدر والخيانة و علينا أن نقول لاللتحالفات السياسية والعسكرية على حساب مقدرات هذه الشعوب .

 كلمة أخيرة ..

 كلمتي الأخيرة أوجهها إلى المثقفين والأكاديميين والشباب الجامعي .. وإلى كل الأيدي العاملة و كل من يستطيع أن يعمل من أجل وحدتنا ، ووحدتنا فقط فهذه هي مفاتيح نجاحنا .. إلى كل مثقف واع يعي كل ما يدور أوجه كلمتي هذه إن كان القادة يزرعون الفرقة فلا بد أن تجمعها الشعوب فلا بد أن نعمل سويا ويد بيد من أجل أن نوحد شعوبنا العربية و نوزع الثروات التي و هبنا الله بعدل وكلمتنا لقيادتنا السياسية ، الكل منا مسئولون عما نحن فيه و كلنا شركاء فيما يحدث على الأرض العربية اليوم و كلنا طماعون وأنانيون لأننا فكرنا بذاتنا ولم نفكر بأن هناك فقراء و محرومين يعيشون في المقابر و على ارصفة الطرقات و تحت الجسور و في الأنفاق و في الصحراء القاحلة و ليس لديهم ماء يتطهرون به و يشربون منه و ليس لديهم قوت يومهم و لدينا ثروات لا تحصى مخزونة في البنوك الغربية و علينا أن نعيدها لتنفق على ثرى هذه الأرض لتتحول الى حقول خضراء و مصانع و مدن و نفتح المجال للشباب بأن يعملوا و ينتجوا و أن نوفر لهم الأمن والحياة السعيدة والرغيده، علينا واجب كفالة المشردين والتي تفرقهم الحدود و كفالة الأيتام والأرامل ، و اطلاق سراح المساجين السياسيين الذين تشتاق إليهم أهاليهم ويشتاقون إلى أبنائهم ، كل ما يتعلق بالمصالحة بين الحكام و الشعوب حله واحد وبسيط لو ابتعدنا عن الأنانية و لو توحدنا سنعيش بسلام ، ولو توحدنا لكنا قوة لا تقهر ، ولو توحدنا سيزور البعيد أهله ، ولو توحدنا لتزلف الينا العالم الغربي لقوتنا ولعقولنا ولصبرنا .. فقد صبرنا أكثر من ستين عاما فليس هناك ما يجعلنا نصبر يوما واحدا... فالتغير قادم و لكننا نريدهبوحدتنا وتماسكنا ..فكونوا يدا واحدة من أجل رضى الله ورسوله علينا...