هِيَ.. هُوَ.. وَالْحَيَاةُ

ديانا الغبره

- جَمَالُها فِيْ بَحْرِ عَيْنَيهِ ..

إِنَّ حَوَّاءَ الْمَرأَةَ... الْزَّوْجَةَ... الْحَبِيْبَةَ... الْشَّرِيْكَةَ: هِيَ الأُنْثَى الْذَّكِيَّةُ الَّتِي أَدْرَكَتْ أَنَّ الْحُسْنَ وَالْجَمَالَ، مَا هُمَا إِلاّ أَمْواجٌ مُتَدَفِّقَةٌ، تَخْرُجُ مِنْ أَعْمَاقِ بِحارِ الرُّوحِ والْعَقْلِ وَالْجَسَدِ فِي الْمَرأَة، لِتَرْسُوَ بِلُطْفٍ عَلَى شَواطِئِ عُيُونِ آدَمَ الرَّجُلِ... الْزَّوْجِ... الحَبِيبِ.

- مَا يُسْمَحُ بِهِ ..

إِنَّ الْمَرْأةَ الْمُكْتَمِلَةَ الأُنُوثَةِ وَالْكَرَامَةِ وَالْعَقْلِ: هِيَ الَّتِي تَسْعَدُ وَتُرَحِّبُ بِأَنْ يُلامِسَ زَوْجُهَا الْحَبِيْبُ خَلايا شُعُوْرِها وَحِسِّهَا، وَالْوصُولُ إِلى عِنَاقٍ مَعَ شَفَافِيَةِ رُوْحِها أَوَّلاً وَقَبْلَ أَنْ يُلامِسَ خَلايا جَسَدِهَا وَحُدُودَ مَادِّيِتها..

أَمَّا الزَّوْجُ الَّذِي يُهمِلُ إِحْسَاسَها، فَهُوَ رَجُلٌ يَدْعُوها لِنَبْذِهِ خَارِجَ حُدُودِ قَلْبِها رَغْمَ أَنْفِ الْمِيْثَاقِ الْغَليظِ.

_ حُدُودٌ خَطرَةٌ ..

صَمْتُ الْمَرأَةِ، وَروتِيْنِيَّةُ أَعْمَالِها، وَآلِيَّةُ حَرَكَاتِها، وَجُمودُ عَيْنَيْهَا، وَغِيابُ عِطرِها....كُلُّها أَضْواءٌ حَمْراءُ تَلفِتُ انْتِباهَ آدَمَ وَتُنْذِرُهُ بِأَنَّهُ أَضْحى مُغادِراً لأَرْضِ الأَمانِ دَاخِلاً مِنْطَقَةَ الْخَطَرِ الزَّوْجِيَّةَ.

هَذا يَعْني أَنَّ زِيادَةَ أَيِّ خُطْوَةٍ سَلْبِيَّةٍ وَغَيرِ مَدْرُوسَةٍ مِنْ قِبَلِهِ، سَيؤَدي حَتْماً لِتَنْفَجِرَ الأَرْضُ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيهِ وَسَيَسْقُطُ السَّقْفُ عَلى سَاكِنِيهِ.

ومَا ذاكَ إِلا لأَنَّ الْمَساحاتِ الشُّعُوريَّةَ لَدَى حَوَّاءَ أَضْحَتْ مَلِيئَةً بِالأَلْغامِ الْقَاتِلَةِ الَّتِي زَرَعَتْها نَبَرَاتُ آدَمَ ونَظَرَاتُهُ... وتَهَاونُ آدَمَ وإهْمَالُهُ... وَرُبَّما سُخْرِياتُ آدَمَ وَتَهَكُّمَاتُه الَّتي كَانَتْ فِي زَمَنِ الْحُروبِ.

- غيرُ قَابِلَةٍ للتّفاوُضِ..

الأُنْثَى الْمُؤمِنَةُ، السَّلِيمَةُ الإِحْساسِ، وَالْعالِيَةُ الْكَرامةِ، تَتَمَتَّعُ بِمُرونَةٍ عَالِيَةٍ لِلتَّأَقْلُمِ مَعَ كُلِّ أَوْضاعِ الْمَعيشَةِ، وَخُصُوصاً مَا كانَ مَكْتوباً عَلَيْها مِنَ الله  عَزَّ وَجَلَّ  وَلا قُدْرَةَ لأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ عَلى دَفْعِهِ أَوْ تَغْييرِهِ.

فَأُمُورُ التَّعايُشِ جَمِيعُها قابِلَةٌ لِلْحِوارِ وَالنِّقاشِ مَعَ آدَمَ، وَقَابِلَةٌ لِلصَّدِّ وَالرَّدِّ والأخْذِ والْعَطاءِ، إِلاّ أَمْراً وَاحِداً، وَهُوَ حَقُّها فِي أَنْ تَبْقى الأَمِيْرَةَ الْفَرِيدَةَ فِي دُنْيا زَوجِها، وَالْمَالِكَةَ الْوَحيدَةَ لِفُؤادِهِ.

فَعِنْدَما يُفْقَدُ هذا الْحَقُّ تَتَعَطَّلُ عِنْدَها لُغَةُ الْكَلامِ الْمَنْطِقِيِّةُ، وَيُصْبِحُ تَفْكيرُها قَلْبِيّاً فَوْضَوِيّاً، وَرُؤيَتُها شُعورِيَّةً وَبَراهينُها حِسِّيَةً بَحْتَةً!..

فَقَوانِيْنُها الأُنْثَويِّةُ تَفْرِضُ عَلى مَنْ سَكَنَ حَنَاياهَا أَفْعَالاً رُجولِيَّةً صَادِقَةً، وَكَلِماتٍ وَرْديةً تُقَوِّيها وَتُثَبِّتُها على الطُّرُقِ الْوَعْرَةِ لِلْحَياةِ.

فَجَميعُ الأُمُورِ تَبْقى قَابِلَةً عِنْدَها لِلتَّفاوُضِ إِلاَّ حُقُوقَها الْخَاصَّةَ؛ كَالْحُبٍّ وَالرِّعَايَةِ وَالسَّكَنِ وَالأَمانِ، فَهي أُمُورٌ حَتْميَّةٌ لا نِقَاشَ فِيها وَلا مُداوَلاتٍ وَلا حَتَّى مُفاوَضَاتٍ، فَالْمَرأَةُ تُريدُها مُحَقَّقَةً دَوْماً بِالصَّوْتِ وَبالصُّوْرَةِ وَبِالأَلْوانِ أَيْضاً.