نعم إياك أعني

قضيتنا المتنحية كيف نتقدم بها...؟

زهير سالم*

[email protected]

و مرة أخرى أعود ..

الأمر ليس صعبا. والممكنات أكثر من أن نحيط بها، بصمت تمضغ الأحزان. هل نسيت؟! لا تثريب على الآخرين إذن إذا نسوا. نقولا مكيافيلي نصح الطغاة: اقتلوا الأب واتركوا للأولاد المال يشغلهم عن أبيهم. هل كان صادقا ؟! لماذا يظل الناس يلعنونه إذن؟!

نكتب عن ظلمة ومحنة وريح وبرد.. هناك جسد مرمي في صحراء تدمر منذ ثلاثين عاما يتطلع إلينا بل يتطلع إلينا بل يتطلع إليك، ودعنا من الآخرين، إنه أب أو أخ أو ولد أو زوج... إنه هناك يريد أن يعود إلى البيت، يتوسل بعينيه الغارقتين في قلب الرمال، من بقي من أهله ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) تصور لو أنك مكانه، وأنه قد نسيك، انشغل عنك بلعق الصفحة، أي صفحة لا يهم!! أتحدث عما يقرب من عشرين ألف إنسان، أتحدث معهم وأكتب إليهم...

 ولو فرضنا أن وراء كل واحد من هؤلاء الألوف العشرين خمسة أولياء فقط، وأن كل واحد من هؤلاء الأولياء ألقى على صفحة الماء كل صباح حصاة، وتساءل عاليا : أين أبي..؟ أين ولدي...؟ أين أخي..؟ أين زوجي...؟ أين عمي..؟ أين خالي..؟ مائة ألف صوت تطرح صوتا كل يوم مع كل صلاة فجر في عصر الانترنت : الياهو والهوتمل والفيسبوك والتوتير..

لو أن كل واحد منا أقصد أنا وأنت، نعم أنت إياك أعني ، حاول أن يتقحم الفضائيات كل الفضائيات لطرح القضية بأبعادها الإنسانية والسياسية والاجتماعية .. هل كان العالم سينسى؟ هل كانت القضية ستتنحى؟ هل كان صوت الكذب سيغمر صوت الحق؟..

مع مائة ألف صوت كل يوم من أولياء المفقودين، ومائة ألف صوت من المشردين، ومائة ألف صوت من المحرومين من الجنسية.. سيكون لدينا مع كل صباح مظاهرة نصف مليونية يومية لا تكلفنا أكثر من دقائق معدودات ..

والمطلوب منك فقط أن تكون : مهتما وأن تكون قادرا..

مهتما بالحبيب الفقيد، ومهتما بالوطن ينخره السوس، ومهتما بمشروع الحرية مشروع الكبار: هيثم ابن الثمانين، وطل ابنة العشرين، مهتما بالجولان المحتل، مهتما بالثروة والفرصة الوطنية يعبث بها العابثون..؟ مهتما بالمسلمة المستضعفة في بلد ابن الوليد ترفع عينيها إلى السماء وتنادي: يا رب ..

وأن تكون قادرا على المبادرة لتعيد كل صباح السؤال: أين .. وكيف...؟ ولماذا...؟ وأن تُسمع صوتك للعالم أجمع. ..

ساعة من يومك، والساعة كثير تنفقها في الوفاء، وفي النصرة ، وفي المطالبة بحق؛ تصرخ.. تتصل وتتواصل .. تكتب، تشرح.. تعلّم....إذا كنت مستعدا لتجود بهذه الساعة لن تظل تسأل لماذا تتنحى في سورية قضية المستضعفين..

ساعةً أو بعض ساعة إذا كنت مستعدا فاكتب إلينا تساعدنا أو نساعدك..

                

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية