مواقف اجتماعية جزئية

مواقف اجتماعية جزئية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

 رحلة في عرض البحر

السماء زقاء صافية , والبحر هاديء تتناغم موجاته الرقيقة ,مع هبات نسمات لطيفة منعشة لتتكسر تلك الأمواج المثارة بتلك النسمات لتعزف موسيقا هادئة ناعمة تنعش الروح من خفتها ورقة تهاديها أمام العين , وصوتها المتسرب للأذان لتطرب النفس وتجذب أي إنسان للولوج بداخلها

قوارب متعددة ذهبت عرض البحر تحمل بداخلها أشخاص من محيط واحد , وبينما يتنعمون بذلك الجو اللطيف , ونسمات البحر العليلة  , كان بالإنتظار غضب ألم بماء البحر فجرف القوارب لمكان بعيد  , معزول عن الناس عند شاطئء جزيرة خالية من الحياة

بعد أن هدأ غضب البحر وعاد للسكون والوقار , هبط الجميع إلى الجزيرة , وكل شخص حمل معه متاعه وطعامه , المفضل والذي كان معه

وكانت المفاجأة الكبرى

مفاجأة كبيرة  كانت  قبل ساعات ماضية لو مر بذهن أحدهم هذا اللقاء , فالقشعريرة ستعم جسمه كله , وقد يلعن الشيطان آلاف المرات , حتى وإن مرت تلك الخاطرة في ذهنه ولو بسرعة البرق

جلسوا أمام بعضهم في حلقة تجمعهم , يتبادلون الابتسامات والنكات , ويقدمون لبعضهم لقيمات من طعامهم الشهي لبعضهم بمرح وسرور , بعد أن تأكدو أنه لايوجد من يراقبهم , وأنهم كلهم في المصيبة سواء , فعليهم أن يكونوا أخوة وأحباء , والإيثار يملأ القلوب , ولم يعكر صفو الإجتماع شيء , ولم تفرقهم أشكال العمائم ولا القبعات

لقاء بين مشرد عربي وسائح عربي كريم

السلام عليكم , وعليكم السلام

هل لي بتقديم خدمة لك ياأخي العربي , والذي أحزنني وضعك وما أنت عليه , كنت أعرفك أنك كنت أكثر جمالاً وعنفوانا وصحة

فقال المشرد سببه الجوع والحرمان وقلة الطعام

فقال السائح ضاحكاً أعانك الله , فهل يوجد عندكم هنا من يأخذ مساعدات ويقدمها للمحتاجين

فقال المسكين

نعم يوجد

قال هل تدلني على المكان غداً

قال له بالطبع

وافترقا على أمل اللقاء غدا

وكانت ليلة هانئة للمسكين في أنه سوف يجد عونا ما من هذا السائح الكريم

وفي اليوم التالي 

خرجا الإثنان مع بعض , وتوجها للمكان المقصود  , وبعد الإنتهاء من الزيارة والتعرف على صاحبي الشأن

وترافقا  السائح والمسكين ببعض أجزاء الطريق

وعند الوداع بكلمات قليلة نطق بها السائح العربي موجها كلامه للمسكين

أشكرك كثيراً لأنك عرفتني على هذا المكان الرائع والسلام عليكم

فرد المسكين

وعليكم السلام , مع حسرة على سعادة زائفة دامت معه طوال الليل البهيج

الـــــجــــــوع

بعد سنين طويلة مضت لم تجمعهم الحياة مع بعض , سأل صديق صديقه

لقد ظهر ت عليك آثار السنين , ويبدو أنك أمضيت خريف عمرك كله , وأين صحتك ذهبت ووزنك قد انخفض كثراً , كأن جلدك أصبح تحت عظمك

فرد عليه وقال :

سببه الجوع

فقال لماذا لاتأكل ؟

فرد عليه ليس معي ثمن الطعام

فقال كل وضحك بمليء فيه

فطائر السبانغ ألذ طعما

منذ أربعة أيام لم يأكل , وهده الجوع وأصبح بطنه منتفخا من الماء , ليهديء به جوعه

وبينما يمشي بخطواته المتثاقلة , والتواء حركات جسمه كراقصة شرقية , على صوت الطبلة والمزمار , يجد مبنى شاهق الإرتفاع إنه يعرف صاحبه

فدخل المكان وسلم على من فيه , ويبدو أن الحظ قادم إليه في هذه اللحظة

فسأله هل تغديت

فقال لا , مع أنه كان يعلم أن الشخص لم يذق الطعام من أيام وكان الغذاء فاخراً والطعام لذيذاً , فطائر محشوة بلحم خاروف , كانت قد قليت بالسمن البلدي الفاخر

فأكل الرجل بنهم ومع اللبن الرائب والمخللات , في وقعة من وقائع ألف ليلة وليلة

وبعد أن انتهى من طعامه وحمد الله سأله صاحب المكان

هل أعجبك الطعام

فقال له لو كانت الفطائر بالسبانغ لكانت أطيب وأشهى

رسالة تأييد للقائد

في ساحة مبنى الجامعة , مجموعة من أعضاء اتحاد الطلبة ومعهم رئيس الإتحاد , يحمل بيده ورقة 

تنقل بين الطلاب للتوقيع عليها

كانت الطائرات الإسرائلية قد اخترقت الأجواء وحطت هداياها بيد آمنة على بعض المنشآت  , والأشخاص ليكونوا شهداء الحرية

إننا نهنيئ الرئيس القائد العظيم والشجاع وقائد الأمة , وأمل الأمة السريلانكية على هدوء أعصابه وحلمه , لأن  سيادته فوت الفرصة على العدو الصهيوني , في جره للحرب ضدها

نحن طلاب الجامعة نرسل رسالة التهنئة هذه وهذا توقيعنا

الأنــــفــــــة

 يجلس الرجل في مضيفة شيخ العشيرة مرفوع الخشم تبدو عليه علامات الفخار , من ابنه الذي يجلس بجانبه , ليتماثلا تماما في المقولة الشائعة (الولد سر أبيه )

والموجودون في المضيفة والشيخ, يقدمون كلام الثناء على الأب وابنه , والذي لم يبلغ الحلم بعد

من سؤال انطلق من على لسان الشيخ موجها للحضور فيقول:

من منكم يعرف من ماذا يصنعون العسل

وكل شخص أعطى جواب مخالف ومغاير

ولكن الشيخ لم يقتنع بالجواب

فرفع الولد يده وقال:

اسمحلي ياشيخ أجاوب عن السؤال

قال الشيخ قل يابني

قال الولد والله يصنعون العسل من البصل

قال الشيخ :

والله صدقت يابني وكل الموجودين قالوا أي بالله صدقت

وقف أبو الولد وقال مفاخراً

والله ابني الي عرف الجواب لابعتو عند مشايخ يدرسوه ولا على مدارس يعلموه