من وحي المصطلحات

إيمان شراب

[email protected]

قس يريد حرق القرآن ، وخارجية أمريكية تندد ، وامرأة تـُدعى كلينتون تستنكر !

وكأن أمريكا بذلك قامت بدورها وأخلت مسؤوليتها !

الطفل قبل الراشد يقول : لو كانوا عادلين حقا لوضعوه في السجن قياسا على أساليبهم في حق المسلمين .

تخيّـلتُ لو أن إماما أو داعية ظهر في وسائل الإعلام ليقول إنه في يوم احتلال القدس سيقوم مع أنصاره ، بحرق كنيس ليهود أو كنيسة لنصارى !

ستسحب أمريكا هذا الإمام وأنصاره معه - حتى لو كانوا في بلادهم - يظنون الأمان – ليزج بهم في سجن قد يـُعلم مكانه وقد لا يُعلم !  أما إذا كان التهديد بحق كنيس ليهود فالمسكين يقع بين فكي إسرائيل وأمريكا .

ثم يقولون ونقول مثلهم ومعهم : هذا إرهاب ! ويقيمون حروبا تدوم سنوات وسنوات يطحنون فيها الناس والدواب والشجر والحجر !

وبعد " الإرهاب " الذي ما سمعناه إلا منهم - والذي نحن منه براء – ألبسونا تهمة عدم التعايش ، وأخذ إعلامنا يغسل أدمغتنا بالتعايش ونادانا بالتعايش ! لا أدري ماذا يقصدون بالتعايش ! فهل يعني ذلك ألا نؤذي غير المسلمين  المسالمين بقول أو فعل؟  هل يعني أن نعطيهم حق الجار وحق الإنسانية ؟ هل يعني أن نعود أحدهم إذا مرض ونهنئه إذا فرح ؟ ! كل ذلك موجود في ديننا وسماها الإسلام حقوقا ! فلماذا نردد مصطلحاتهم وننشرها ونسوق لها ؟ لهم حقوق ؟ نعم ، وعلينا أن نؤديها لأن هذا هو إسلامنا .. ولكن ليس لهم عندنا  حب ولا موالاة ، ألا يقول الله تعالى :" لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون "؟ .

بعد التعايش أو قبله ، ظهر لنا مصطلح التسامح !

الذي أعرفه أن نتسامح معهم في حدود الآية :" {لا ينهاكم اللهُ عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرُّوهم وتُقْسطوا إِليهم إنَّ اللهَ يحبُ المقسطين

، إنما ينهاكم اللهُ عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إِخراجكم أن تولَّوهم ومن يتولهَّم فأولئك هم الظالمون "  . أم ماذا ؟!

وفي القائمة بقية : حوار الأديان ! فهل نحاورهم لنثبت لهم أن الدين الإسلامي هو آخر الأديان ولا يقبل الله دينا غيره ؟ أم نحاورهم لنقنعهم بجمال وعدل ورحمة الإسلام  ، دعوة ًإلى الإسلام ؟

وقالوا لنا  اقبلوا الآخر! ..أيُّ الآخرين ؟ أيضا اليهود والنصارى ؟

ما يجب أن نهتم له وندعمه ونسوّق له ، أن يقبل المسلم أخوه المسلم الذي يعيش معه في نفس البلد وقد يكون جاره .. أن يقبل وجوده ولا يعده غريبا .. أن ينظر إليه نظرة احترام وتقدير أيًّا كان وضعه المادي أو الاجتماعي أو المهني ... ألا يظلمه ولا يتفنن في إذلاله ومسح الأرض بكرامته ، لأن الله كرم كل بني آدم .

وأن نقبل إخواننا لو فازوا علينا في أي مباراة ونفرح من أجلهم ..ولا نشهّر ببعض في الإعلام ونهتك المستور .

وآخر صيحة في مصطلحاتهم الموجهة إلينا فقط : التغيير والسلام !! ما قصة تلك المرأة التي تظهر في إحدى القنوات الفضائية لتقول بالإنجليزية : التغيير ليس سهلا،   ولكن النتائج مذهلة ، نحن هنا من أجل السلام  !!!

وقد شطح عقلي ليربط بين التغيير الذي تحدثت عنه نفس القناة طول شهر رمضان وبين التغيير الذي تدعو له تلك المرأة !! ماذا يحدث ؟ !