مغربي وأفتخر

" مغربية حتى الموت "

فدوى مساط صحفية مغربية مقيمة بأمريكا

علي مسعاد

[email protected]

إذا ، كان الدين ، من بين أهم العوامل المشتركة ، بيننا كعرب ومسلمين ، فإن من بين أبرز تعاليمه السمحة ، أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه و أن لا نسيء الظن ، بيننا كإخوة في الدين و أن لا فرق بين غني ولا فقير ، إلا بالتقوى ، إلى ما لانهاية ، من التعاليم السمحة ، التي يمتاز بها ، هذا الدين، عن بقية الديانات السماوية .

الشيء ، الذي غاب ، عن القائمين عن البرمجة التلفزيونية ، بقناة " الوطن " ، التي بثت  ، مؤخرا، مسلسلا كويتيا ، كله سب وقذف في حق المغربيات و اتهامهن بأفدح الأوصاف وأحطها ، وهو ما يجانب الحقيقة  و الواقع ، ليس ، لأن المغربيات لا يخطئن وفوق الشبهات ، بل لأن نساء العالم ، بما فيهن الكويتيات معرضات للخطيئة والزلل وليس وقفا على المغربيات وحدهن  دون نساء العالم .

وكما ، أن الرجل الكويتي يحب أن تكون نساء بلده ، في المراكز العليا وفي صورة لائقة ، كذلك المغاربة ، لهم الطموح ذاته والرغبة نفسها ، وقد هالهم الصورة التي وضعت فيها المرأة المغربية ، من خلال الحلقة المبرمجة ، ضمن المسلسل ، التي أثارت استياء الكثير من المغاربة هنا وهناك ، لأن موضوع الحلقة المعنية ، مسهن في شرفهن وكرامتهن  و خدش  الصورة الحقيقية التي لطالما اجتهدت المرأة المغربية ، للوصول إليها وقد نجحت في ذلك بشكل كبير  وعن جدارة واستحقاق وجولة قصيرة عبر يوتوب ، يمكن أن يقف المرء أمام التضحيات التي قامت بها المرأة المغربية ، حتى أصبحت  عالمة ، قاضية ،صحافية بطلة  رياضية و باحثة في العلوم الاجتماعية .

خدش وتشويه ، تعرضت له ، بعد الجهد و التعب ، ليأتي ، في آخر المطاف ، مسلسل تلفزيوني ، عارضا التهم والأكاذيب الملفقة ، التي لن تمحوها كلمات الاعتذار التي تقدمت بها " الوطن " ، لأن الكلام الجارح وسوء الظن والنظرة المتعالية ، عرت المسكوت عنه ، في الشخصية الخليجية ، التي تنظر بعين الربا والشك والحيطة ، لكل مغربية ، فكرت في زيارة دول الخليج .

والتي لا تسلم من نظرات الاحتقار والتعالي ،  سواء في المطار أو في الشوارع أو خلال  العلاقات الاجتماعية و الإدارية وسوء المعاملة التي ، إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الأحكام المسبقة والجاهزة ، مازالت لم تمح بعد ، لدى الكثير من رجال ونساء الخليج .

الذين يفهموا بعد ، أنه ليس كل امرأة مغربية ، مهاجرة إلى دول الخليج ، باغية أو راقصة أو فنانة أو راغبة في سرقة الرجال و لها باع طويل في السحر والشعوذة ، لأن فئة النساء المغربيات المهاجرات ، من أجل البحث العلمي ، العمل ، المشاركة في الندوات والمؤتمرات و المبعوثات في مهمة رسمية والصحفيات ، لهن الأكثر زيارة من من

أخطأن الطريق إلى جادة الصواب .

لذا يبدو أنه من غير المعقول ، ما تتعرض إليه ، النساء المغربيات في مطارات دول الخليج من حيث الميز و العنصرية وسوء المعاملة ، العملة الأكثر رواجا ، في بلاد المفروض فيها ، أن أهلها يشاركوننا الدين واللغة و التقاليد .

وهي تصرفات غير حكيمة ، لأنها ، برأيي ، تفوق بكثير ، ما يتعرض إليه المهاجرون السريون المغاربة بأوروبا و أمريكا ، لأنها لا تصل إلى ما وصلت إليه المعاملات العنصرية ، بدولهم .

لأنه ،أن تكون مهاجرا مغربيا ، بدول الخليج ، يعني أوتوماتيكيا ، أنك ستواجه عديد مشاكل ، ناجمة عن سوء الظن وعن النظرة الفوقية وما لا يعد و لا يحصى  ، من الأحكام الجاهزة والمسبقة عن المغربي والمغربيات .

وأن ، تعمل جهدك ، لتصحيح الصورة " المشوهة " ، التي تتناقلها  بعض المواقع الإلكترونية و المنتديات ، التي يشرف عليها ، بعض الحاقدين والناقمين ، على المغاربة والمغربيات بالخصوص ، لأن المروجين للأكاذيب والإشاعات المغرضة ، هم أكثر من الهم على القلب ، في عصر أصبح فيه من السهل فبركة الصور والفيديوهات ، لتغليط الرأي العام و توجيهه . 

لكن ، مهما حاولوا جاهدين ، في إبراز الجانب الفارغ من الكأس ، فأنا مغربي وأفتخر.