المعجزات والكرامات في الصوفية والصفوية

المعجزات والكرامات

في الصوفية والصفوية

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

[email protected]

المعجزة في اللغة مشتقة من عجز، أي ضعف وعجز عجزًا من باب تعب، وأعجزه الشيء فاته وأعجزت زيدًا وجدته عاجزًا وعجزته تعجيزًا جعلته عاجزًا وعاجز الرجل إذا هرب فلم يقدر عليه، ومعنى الإعجاز: الفوت والسبق. يقال عجز عن الأمر إذا قصر عنه، كما جاء في سورة المائدة/31(( أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ الْنَّادِمِينَ)). وفي سورة التوبة/2 جاء((وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللهِ)).

يصف الماوردي المعجزة " هي ما خرق عادة البشر من خصال لا تستطاع إلا بقدرة إلهية تدل على ان الله تعالى خصه بها تصديقا على اختصاصه برسالته , فيصير دليلا على صدقه في ادعاء نبوته إذا وصل ذلك منه في زمان التكليف، وأما عند قيام الساعة إذا سقطت فيه احوال التكليف فقد يظهر فيه من اشراطها ما يخرق العادة فلا يكون معجز المدعي نبوة". (اعلام النبوة للماوردي/58). وذكر البغدادي وحقيقة المعجزة على طريق المتكلمين هي" ظهور امر خارق للعادة في دار التكليف لإظهار صدق ذي نبوة من الانبياء او ذي كرامة من الاولياء مع نقول من يتحدى به عن معارضة مثله "( اصول الدين/170) ذكر الزرقاني: على أن المعجز أمر خارق للعادة يعجز البشر متفرقين ومجتمعين على الآتيان  بمثله" .(مناهل العرفان في علوم القران).

ووضع العلماء للمعجزة شروطا أهمها أن يكون مبعثها الله تعالى، وأن تكون خارقة للعادة وغير ما اعتاد عليه الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية. وأن تكون المعجزة قولا أو فعلا مقرونة بالتحدي للمكذبين أو الشاكين. وأن تكون بدعوة من رسول ونبي فقط! وأن تكون موافقة أي متجانسة مع الدعوى، وأن تكون سالمة من المعارضة والسخر والكذب والإفتراء، فمتى أمكن أن يعارض هذا الأمر ويأتي بمثله، بطل أن تكون معجزة.

لذا فالمعجزة، أمر يجريه الله على يدي الرسل الأنبياء فقط، ويكون على خلاف ما اعتاده الناس من نواميس الكون وقوانينه، الغرض منها هو إثبات صدق نبوتهم. مثل تحول عصا موسى إلى حية، وانشقاق القمر للنبي محمد(ص). في حين تعد الكرامة حالة منفردة يجريها الله تعالى على أيدي الصحابة والأولياء كموضوع سارية الجبل مع أمير المؤمنين عمر الفاروق. وهي تخالف ما تعارف عنه الناس من نظام أو سنن ونواميس الطبيعة مثل ولادة مريم العذراء للسيد المسيح وجلب ثمار الشتاء صيفا. لذا فالمعجزة حالة وقتية محددة بظرف مكاني وزماني معين إستوجبتها ظروف إستثنائية وهي تخص الرسل والأنبياء فقط. أما الكرامة فتخص الأولياء وحالتها أيضا وقتية لكنها قد لا تكون مستوجبة الحدوث بسبب ظروف معينة. وإذا أعتبرت الكرامة معجزة فأن مدعيها يكون قد كفر لأنه بذلك يدعي النبوة.

يلاحظ إن ما يسمى معجزة عند الأنبياء والأئمة تدعى كرامة عند الأولياء، وربما المتصوفة أكثر حرصا من الصفويين من ناحية التسمية وليس الفعل، لأنهم أيضا يرتقون بكرامات شيوخهم إلى مستوى المعاجيز عند الأئمة، كالعروج للسماء، وإحياء الموتى وعلم الغيب وغيرها. فسموها كرامات، بينما أصر الصفويون على إعتبارها معاجيز كما هو واضح في عناوين كتبهم ووصفهم لمعاجيز أئمتهم.

صنف السفاريني الخوارق الى ستة أصناف(المعجزة) و( الإرهاص) و( الكرامة) و( الإستدراج) و(المعونة) و (الإهانة). واعتبر الكرامة أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة، يقوم به رجل صالح ذو إعتقاد وإيمان صحيح. (لوامع الأنوار البهية2/290). ويذكر عبد القاهر البغدادي(أصول الدين/174) بأن كلاهما متساوية في كونها ناقضة للعبادات. موضحا بأن الفرق بين المعجزة والكرامة، إن صاحب المعجزة يفصح عنها علنا متحديا من لايصدقه، في حين يجتهد صاحب الكرامة في كتمانها. وكرامات الأولياء كثيرة تقف بخجل وتواضع أمامها معاجز كل الرسل والأنبياء والصحابة. يذكر تاج الدين السبكي" ما بال الكرامات في زمن الصحابة وإن كثرت في نفسها قليلة بالنسبة لكرامات الأولياء"؟ وقد شخص الإمام أحمد بن حنبل العلة بقوله " لأن الصحابة كان إيمانهم قويا، فلم يحتاجوا إلى زيادة يقوى بها إيمانهم، وغيرهم ضعيف الإيمان في عصره، فإحتاج إلى تقوية إيمانه بإظهار الكرامة".( مدارج السالكين1/5).

المعجزة عند الصفويين كما عرفها مرجعهم الطوسي هي الأمر الخارق للعادة، يأتي بها مدعي النبوة بإرادة الله وتكون دليلاً على صدق دعواه، وهي تستلوم شوطا هي، أن تكون خارقة للعادة، وأن تكون من فعل الله تعالى أو جاريا مجرى فعله، أن تتعذر على الخلق جنسه أو صفته المخصوصة، وأن تتعلق بالمدعي على وجه التصديق لدعواه". (الإقتصلد في الإعتقاد/250). ويرى هاشم البحراني أن " معجزات الأنبياء والأئمة دليل على صدقهم على الله في دعواهم النبوة والإمامة، لأن العجز الخارق للعاده فعله الله". (مدينة المعاجز1/41). وقد عارض الكثير من العلماء والمفكرين حديث المعجزات والكرامات لعدة أسباب: منها إنها تعكس العبث في الفعل السماوي، وإن ظهورها في غير الأنبياء يقلل من قيمة معجزاتهم وكراماتهم، وهذا من شأنه أن يجعل المعجزة والكرامة مفهوما واحدا. وكانت محاور المتصوفة حول كراماتهم تتجسد في إحياء الموتى والكلام معهم، رؤية الذات المقدسة والتكلم معها وكذلك رؤية النبي(ص) والكلام معه. المشي على الماء والدخول في النار وطي المسافات، الكلام مع الحيوان والجماد وإنصياعهما لأوامرهم. ومعرفة علم الغيب، والقدرة على ابراء العلل والأمراض والشفاعة وغفران الذنوب. والتحكم والتصرف بالكون.

الطامة الكبري إنهم يجعلونا مشركين إذا لم نقتنع بمعجزاتهم وكراماتهم التي تخالف نواميس الطبيعة والمنطق! بمعنى أن تؤدي الفرائض كلها وتبتعد عن الكبائر كلها وتحصر أعمالك بالبر والتقوى، فهذه المسائل لا تنفعك إن أنكرت كراماتهم وتخاريفهم. ويحصر الشيخ إبن عطاء الله السكندري الكرامات بطرفين هما: الجواز والوقوع من ثم يجعل من الجواز وجوبا أي وقوعا! محذرا بأن" جحد الكرامة في الولي هي جحد لقدرة الله العزيز القدير".(كتاب لطائف المنن)!  بربكم أي منطق أعوج هذا؟

إن الإعتماد على خوارق الشيوخ والأئمة والتركيز على اختلاق قصص وأساطير من وحي ألف ليلة وليلة، الغرض منه رفع مكانة ومنزلة الأئمة والشيوخ في نفوس الأتباع، وتحميلهم على الرضوخ والطاعة العمياء لهم، من ثم تدريجيا تتحول الطاعة إلى تقديس وتنتهي بعبادة الإمام والشيخ. حتى هذه المعاجز والكرامات توجه أحيانا لأغراض تتعارض مع تعاليم الإسلام كمعصية الله أو رسوله أو تتنافي احيانا مع أسس الأخلاق العامة. وإلافأية كرامة للمعاصي كالسرقة والقدرة على الجماع. يذكر الدباغ "ان الولي صاحب التصرف يمد يده الى جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم". هل هذا وليٌ أم نصاب يمتهن السرقة!

إقرأ هذه الأعاجيب التي يريدون منا أن نصدقها. فأحد شيوخهم يختم القرآن(360000) ختمة في اليوم الواحد. أي (15000) ختمة في الساعة! أو(250) ختمة في الدقيقة الواحدة. وهذا الأمر يذكرنا بمثل غربي(Han leser som fanden leser Bibelen ( ترجمته" السيد يقرأ مثلما يقرأ الشيطان الإنجيل". وآخر لم يأكل ويشرب لمدة(40) عاما. وآخر أمر الشمس بالغروب لإكمال سفره! ربما أزعجه الحر الشديد. للمزيد راجع كتاب(صور من الصوفية) لأبي العزائم جاد الكريم. وفي ترجمة النبهاني للشيخ بركات الخياط يذكر بأنه" إذا قدموا له لحم الضأن وإشتهى لحم حمام ينقلب في الحال إلى حمام". (جامع كرامات الأولياء)! وفي كتاب (تذكرة الأولياء) للشيخ عطار النيسابوري يحدثنا عن الحسن البصري بأنه كان يصلي الصلاة الأولى في البصرة، والثانية في مكة، والثالثة في البصرة وهكذا دواليك وهذا ما يسمونه طي المسافات. ومن كرامات الشيخ ذو النون المصري إنه كان في سفر في سفينة، فسُرق من أحد ركابها جوهرة ثمينة وأتهم الشيخ بسرقتها" فإذا بآلاف الأسماك تخرج وفي فم كل سمكة جوهرة لتقدمها الى ذو النون".( كتاب تذكرة الأولياء/ الشيخ عطار النيسابوري) كل هذه التخاريف ويحذرونا بأن" من لايصدق هذه الكرامات فقد كفر".

وكذلك الأمر مع الصفويين. في كتاب (مدينة المعاجز للسيد هاشم البحرانيج1/220) يتحدث بأن النبي محمد(ص) أخبر الإمام علي(رض) بأن الشمس سوف تحدثه، وفي اليوم لتالي سلم عليها الإمام قائلا" السلام عليك ورحمة الله وبركاته أيها الخلق السامع المطيع. فردت الشمس: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خير الأوصياء"! لاحظ يناديها بصيغة المذكر وليس المؤنث! وفي كتاب (دلائل الرضا) عن عبدالله بن جعفر الحميري، بإسناد الحميري إلى سليمان الجعفر، إلى أبي الحسن الرضا(ع): كنت معه وهو يريد بعض أمواله، فأمر غلاماً له يحمل له قباء، فعجبت من ذلك وقلت: ما يصنع به! فلما صرنا في بعض الطريق، نزلنا إلى الصلاة وأقبلت السماء تمطر، فألقوا القباء علي عليه، وخر ساجداً فسجدت معه، ثم رفعت رأسي وبقي ساجداً، فسمعته يقول : يا رسول الله يارسول الله.! فكف المطر". وفي (كتاب الأنوار النعمانية 1/25) ورد عن الإمام علي(رض) بأنه "هو الذي الذي جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم. وهو الذي أنجا نوحاً من الغرق. وأنجا موسى من فرعون وآتاه التوراة وعلمه إياها. وأنه الذي أنطق عيسى في المهد بالحكمة وعلمه الإنجيل. وكان مع يوسف وأنجاه من كيد أخوته. وكان مع سليمان على البساط وسخر له الريح". (كتاب إثبات الوصية للمسعودي الهذلي/160) وأن بعضهم قال للإمام علي(رض) بأن الفرات قد فاض بمائه" فقام حتى توسط الجسر، ثم ضربه بعصاه ضربه فنقص ذراعين، ثم ضربة ضربة أخرى فنقص ذراعين".  و"إن الإمام علي قال لأصحابه يوماً (غضوا أعينكم) ففعلوا فنقلهم إلى مدينة أخرى غريبة أهلها أعظم من طول النخل وأخبرهم أن هؤلاء قوم عاد ثم صعق فيهم الإمام علي صعقة فأهلكتهم". (بحار الأنوار 27/39) .كذلك إن" الإمام علي لو شاء أن يجوب الدنيا والسموات السبع ويرجع في أقل من طرفة عين لفعل"(بحار الأنوار 27/39). ونسبوا للإمام المفترى عليه من المهد إلى اللحد قوله" أنا الذي أقتل مرتين وأحيي مرتين وأظهر كيف شئت" للمزيد راجع( كتاب مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين لرجب البرسي/170). وهناك المئات من تلك الأحاديث المفبركة يمكن الرجوع اليها بيسر.

هذه بعض من معاجيز الصفويين.

تحول الملائكة من التسبيح الى الطحن والحضانة! يروي محسن عقيل عن أم أيمن" مضيت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء لأزورها في منزلها، وكان يوماً حاراً من أيام الصيف، فأتيت إلى باب دارها، وإذا أنا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب وإذا بفاطمة الزهراء نائمة عند الرحى،  ورأيت الرحى تدور وتطحن البر،  وهي تدور من غير يد تديرها،  والمهد أيضاً إلى جانبها  والحسين نائم فيه، والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفاً تسبح لله قريباً من كف فاطمة الزهراء .قالت أم أيمن : فتعجبت من ذلك فتركتها ومضيت إلى سيدي رسول الله (ص) وسلمت عليه وقلت: يا رسول الله إني رأيت اليوم عجباً، ما رأيت مثله أبداً . فقال لي: ما رأيت يا أم أيمن؟ فقلت: إني قصدت منزل فاطمة الزهراء، فلقيت الباب مغلقاً،  فإذا أنا بالرحى تطحن البر، وهي تدور من غير يد تديرها، ورأيت مهد الحسين بن فاطمة يهتز من غير يد تهزه،  ورأيت كفاً يسبح لله قريباً من كف فاطمة الزهراء، ولم أر شخصه .فقال : يا أم أيمن اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة،  وهي متعبة جائعة، والزمان قيض، فألقى الله عليه النعاس فنامت.  فسبحان من لا ينام،  فوكل الله ملكاً، يطحن عنها قوت عيالها، وأرسل الله ملكاً آخر، يهز مهد ولدها الحسين، لئلا يزعجها عن نومها، ووكل الله ملكاً آخر، يسبح الله عز وجل، قريباً من كف فاطمة يكون ثواب تسبيحه لها، لأن فاطمة، لم تفتر عن ذكر الله عز وجل، فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة. فقلت: يا رسول الله أخبرني من يكو الطاحن، ومن الذي يهز مهد الحسين ويناغيه ومن المسبح؟ فتبسم النبي (ص) ضاحكاً وقال : أما الطحان فهو جبرائيل، وأما الذي يهز مهد فهو ميكائيل،  وأما الملك المسبح فهو إسرافيل". (معاجز أهل البيت/138).

كما ذكر رستم بن جريرالطبري " قال إبراهيم بن سعد: رأيت محمد بن علي(ع) يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفه دراهما فأخذت منه كثيراً وأنفقته في الأسواق فلم يتغير". (دلائل الإمامة/398)! إذن لماذا يركضون وراء الخمس ويشحذون من الناس؟ كذلك" حدثنا محمد بن عمر قال: رأيت محمد بن علي(ع) يضع يده على منبر فتورق كل شجرة من نوعها، وإني رأيته يكلم شاة فتجيبه". وأخرى" قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد بن علي(ع) وهو يكلم ثوراً فحرك الثور رأسه فقلت: لا ولكن تأمر الثور أن يكلمك. فقال: عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَئْ. ثم قال للثور: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فقال الثور! ثم مسح بكفه على رأسه". (نوادر المعجزات/181). ونحن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

وأخرى لعماد الدين محمد بن علي الطوسي "عن إسماعيل بن عباس الهاشمي قال: جئت إلى أبي جعفر(ع) يوم عيد ، فشكوت إليه ضيق المعاش، فرفع المصلى فأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها. فخرجت بها إلى السوق فكان فيها ستة عشر مثقالاً من الذهب". (الثاقب في المناقب/526). وأخرى " إذا أطال أحد من الناس صوته أمام علي فينظر له ويقول له: اخسأ. يتحول رأسه إلى رأس كلب. ثم إذا تراجع هذا الإنسان وطلب العفو ليعيد له رأسه كما كان يقوم علي فيحرك شفتيه فيعود الرأس كما كان". (الثاقب في المناقب/343).

وهذه بعض من كرامات المتصوفة:ـ

ذكر ابو العزايم جاد الكريم" من كرامات الشيخ أحمد الرفاعي أنه إذا كان ألقى الدرس سمعه الأصم والسميع، والقريب والبعيد، وأن الله أحيا له الميت، وأقام له المقعدين، وقلب له الأعيان، وصرفه في الخلق (الطريقة الرفاعية/134). ويذكرون كذلك أن الله أبرد لأتباعه النيران، وأزال لهم فاعلية السموم وألان لهم الحديد، وأذل لهم السباع والأفاعي، وأخضع لهم طغاة الجن، وصرفهم في العوالم، وأطلعهم على عجائب الأسرار". (صور من الصوفية/ 8). وذكر المناوي" أنه سجد سجدة واحدة، فامتد سجوده سنة كاملة، وما رفع رأسه حتى نبت العشب على ظهره". (قلادة الجواهر/ 340). كما جاء في  ترجمة محمد بن عبد الله بن علوي بن الفقيه المقدم"  وله كرامات خارقة للعادات منها انه كان جالسا عند بعض اصحابه فقام مسرعا وثوبه يتقاطر ماء فسأله عن قيامه فقال: إنخرق مركب بعض اصحابي فاستغاث بي، فحشوت الخرق بثوبي حتى اصلحوا ما انخرق فيه وعاد على ما كان عليه". (المشرع الروي1/186).

ذكر الزبيدي في ترجمة  إسماعيل الجبرتي الصوفي" إن الشيخ حضر مرة سماعاً فلما كان في أثناء السماع، إذا به قد صرخ صرخات كثيرة، وجعل يجري في الطابق وهو يقول  الجلبة، الجلبة! ثم استقام وأخذ يشير بيده كالذي يمسك شيئاً، ثم وقف ما شاء الله كذلك! ثم رجع إلى السماع! ، فلما كان بعد ليالٍ وصل الشيخ يعقوب المخاوي من السفر وأخبر أنه حصل عليهم في البحر ليلة كذا ريح عاصف وتغير البحر حتى أشرفوا على الهلاك، وقال: فقلت: يا شيخ إسماعيل الغارة يا أهل يس، قال: فرأيته والله بعيني وقد أقبل على وجه الماء كالطائر، وأمسك الجلبة بيده حتى استقرت، وسلمنا الله تعالى ببركته".( طبقات الخواص/102). وذكر أحمد بن حسن العطاس" حكى سيدي رضي الله عنه عن الحبيب عبد الله بن عمر بن يحي أنه لما وصل إلى مليبار دخل على الحبيب علوي بن سهل، فرأى في بيته تصاوير طيور وديكة وغيرها. فقال: يا مولانا إن جدكم صلى الله عليه وسلم يقول: يكلف الله صاحب التصاوير يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح". فقال له الحبيب علوي:عاد شيء غير هذا؟ فقال: لا قال: فنفخ الحبيب علوي تلك التصاوير، فإذا الديكة تصرخ والطيور تغرد. فسلم له الحبيب عبد الله بن عمر له حاله". (تذكير الناس بكلام أحمد العطاس/155). هكذا يستهينون بعقولنا ويكفروننا إذا لا نصدق هذه التخاريف، ونحن في الألفية الصالثة!