الغفر والغوازي وخولي العزبة!

الغفر والغوازي وخولي العزبة!

آيات عرابي

الاحتلال الأوربي لم يحتل بلادنا الا ليكرس تقسيمها إلى كانتونات، فلما اطمئن لوجود وكلاء يقومون بالمهمة تركها لهم وجعل الشعوب المسكينة تفرح باستقلالها، يعني المحتل ترك في الأرض خولي العزبة ليحرسها وأهم واجباته أن يحرس السور، ومن أجل حراسة السور، علم المحتل قبل مغادرته للأرض، خولي العزبة كيف يستعين بمجموعة من الغفر تحرس له السور، وحراسة سور العزبة أهم واجبات الخولي والا يتم فما أسهل استبداله. في مصر كان عبد الناصر هو خولي العزبة.

ولأن العزبة جديدة والغربال الجديد ليه شدة كما يقول المثل العامي، فكان من اللازم الاستعانة بفرقة (غوازي) يطبلون ويزمرون لخولي العزبة ويمجدون عبقريته، فخولي العزبة لا يستطيع العمل بدون (الغفر) وبدون (الغوازي) ولأن خولي العزبة الأول من طائفة (الغفر) كان ضرورياً تمجيد الغفر، وقامت (الغوازي) بالمهمة على خير وجه، حتى أنهم استخدموا حديثاً موضوعاً عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وادعو أن (الغفر) هم خير اجناد الأرض. كل هذا وسكان العزبة المساكين الذين تسرق أموالهم وتستباح أراضيهم ويزيدون فقراً كل عام، صامتون وبعضهم يهلل ويصفق للغفر حتى يكاد يكون من طائفة (الغوازي)..

وبعد اختفاء قصير عادت شلة (خولي العزبة) القديمة واختاروا لهم واجهة جديدة، (صحيح ان الشخص الذي اختاروه عنده لطف وقميصه نازل برة البنطلون، والمخاط يتدلى من أنفه ولا يبدو مقنعاً كخولي عزبة ويتصرف بقدر كبير من الخبال ويبدو معتوها مما دفع أهل العزبة لتسميته بإسم مشين على الانترنت وعلى الجدران، ولكنه ينفذ ما يؤمر به افضل من أي حذا) فالتعليمات الجديد القادمة من صاحب الاسطبل الذي تربى فيه (الغفر) تؤكد على ضرورة تقسيم العزبة وترك الجزء الأهم منها للعدو، لأن العدو يا حرام، لا يمكنه النوم، طالما كان هناك بشر في ذلك الجزء من العزبة، وبالمرة يضرب (الغفر) عصفورين بحجر، يداروا فضيحة مقتل بعض الغفر في بلدة مجاورة، (يريدون تحويلها إلى عزبة) ويوهموا سكان العزبة بأن هناك أشرار يقتلون (الغفر) المساكين، ويبرروا تهجيرهم لسكان ذلك الجزء المظلوم من العزبة، ويتمكن (الغفر) وقتها من قصف سكان ذلك الجزء المظلوم بالطيران واستباحة حياة وبيوت سكانه، دون أن يحاسبهم أحد.

هذه باختصار هي وظيفة ما يسمى بالجيوش العربية، واعلامها وقادتها، عبارة عن خلايا سرطانية تم زرعها في جسد الأمة لحماية أنظمة عينها الاحتلال الأوربي وورثته وما يحدث الآن هو أن الخلايا السرطانية استيقظت وتقوم بدورها الذي تم انشاؤها من أجله وهو تقسيم الأوطان ومحاربة أي مشروع استقلال حقيقي لكي لا تعود تلك (العزب) وتلتئم في وطن واحد كبير يجمع المسلمين كما كان !