نتنياهو أطلق رصاصة الموت الأخيرة على المفاوضات بالأمم المتحدة

مصطفي البرغوثي :

نتنياهو أطلق رصاصة الموت الأخيرة

على المفاوضات بالأمم المتحدة

رأفت الكيلاني

يصفه الجميع بأنه الصوت العاقل والوطني الذي يعمل لقضية وطنه دون تعصب لأي أيدولوجيات سياسية وعلي غرار ذلك قامت المبادرة الفلسطينية التي يتولي منصب الأمين العام لها رأيناه أثناء العدوان الأخير علي غزة بينهم ليل نهار رغم أنه يعيش خارجها إلا أنه آل علي نفسه إلا أن يكون بين النيران داخل الحدث يقدم الخدمات لأبناء وطنه بالقطاع إنه الدكتور مصطفي البرغوثي صاحب التاريخ في نضاله لقضية وطنه وشعبه تحدثنا معه عن ماهية المبادرة الفلسطينية والتي لا يعرفها الكثير ولماذا نشأت ومتي وما آلياتها للدفع بالقضية الفلسطينية في اتجاهها الصحيح ورأيه في خطاب نتنياهو الأخير أمام الأمم المتحدة وجهود المصالحة بين فتح وحماس ووجوب توحيد الصف ليتم التقدم للأمام بالقضية . وهذا كان محتوي حواره الخاص لــ  «أخبار اليوم» :

القرار الموحد نجاح للقضية الفلسطينية

 بصفتك أمين المبادرة الفلسطينية ما هي تلك المبادرة وإلي أين وصلت وما آلياتها لتحقيق أهدافها؟

 - المبادرة الفلسطينية حركة وطنية ديمقراطية فلسطينية نشأت عام 2002 وقام بتأسيسها مجموعة من القادة والمفكرين الفلسطينيين منهم د. حيدر عبدالشافي ود. ادوارد سعيد وابراهيم الدقاق وقد نشأت كطريق وسطي مستقل تماما عن حركتي فتح وحماس ووضعت لنفسها ثلاثة أهداف رئيسية الأول: تحقيق حرية وتحرير الشعب والأرض الفلسطينية من الاحتلال والتمييز العنصري والاستعمار الإحتلالي الاستيطاني والثاني: تحقيق الديمقراطية وإقامة دولة فعالة والثالث: تحقيق العدالة الاجتماعية وخاصة للفئات المهمشة والمحرومة, ومنذ نشأتها خاضت المبادرة وابتكرت العديد من أشكال النضال بالإضافة لدورها الفعال في تنظيم حركة المقاطعة ضد اسرائيل وفرض العقوبات عليها وحشد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وقد تميزت المبادرة ببعدها عن كل أشكال التعصب الحزبي والفئوي وقامت بدور فعال في جهود إتمام المصالحة والوحدة الوطنية وكان لها دور مميز بشكل خاص في الوساطة لانشاء حكومة الوحدة الوطنية عام 2007 وقد خاضت المبادرة انتخابات الرئاسة عام 2005 وفازت بالمركز الثاني واستطاعت أن تحظي بتأييد 20% من الناخبين في ذلك الوقت ولها أعضاء بالمجلس التشريعي الفلسطيني وفي عدد كبير من المجالس البلدية حاليا وتعتبر أكثر الحركات شبابا في فلسطين حيث إن 80% من أعضائها من الشباب والنساء.

«أوسلو» ماتت

 كيف تري مسيرة  اتفاق أوسلو  ؟ وهل المفاوضات أثمرت شيئا للقضية الفلسطينية حتي الآن؟

- نحن بالمبادرة نؤمن بأن مسيرة أوسلو والمفاوضات قد فشلت تماما وأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلي استراتيجية وطنية جديدة موحدة هدفها المركزي تغيير ميزان القوي لصالح الشعب الفلسطيني من خلال الجمع ما بين المقاومة بكل أشكالها وحركة المقاطعة وفرض العقوبات وبناء قيادة وطنية فلسطينية موحدة ودعم صمود الفلسطينيين علي الأرض.

مليء بالأكاذيب

 ما تعليقك علي خطاب نتنياهو الأخير بالأمم المتحدة وانعكاسه علي القضية الفلسطينية؟

- انه خطير جدا لكشفه نوايا اسرائيل الحقيقية لتصفية القضية الفلسطينية و محاولة الالتفاف عليها بالدعوة للتطبيع مع الدول العربية وتجاهل القضية الفلسطينية و اعلانه الصريح برفض الانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فيما يمثل إعلانا للمرحلة الأخيرةمن التطهير العرقي والتهويد الذي تقوم به اسرائيل منذ ستة و ستين عاما فخطاب نتنياهو فاشي و عدواني شرس و ملئ بالاكاذيب و التلفيق و محاولة التضليل وقد حاول نتنياهو نزع انسانية الفلسطينيين بتصويرهم علي انهم نسخة اخري لداعش و حاول تبرير جرائم الحرب التي ارتكبها جيشه بتحميل الفلسطينيين مسئولية قتل ابنائهم و كان كمن "يقتل القتيل ويمشي في جنازته وهجوم نتنياهو الشرس علي مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة وو صفه له بانه يدافع عن حقوق الارهابيين يدل علي مدي عزلة اسرائيل الدولية وانها تسير بسرعة فائقة نحو مصير نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا فمحاولات نتنياهو مغازلة بعض العرب ضد الفلسطينيين و ضد قوي اقليمية بأنه محاولة بائسة وان كانت تكشف مدي عمق عنصرية حكومة اسرائيل و انقطاعها عن الواقع وقد أطلق نتنياهو رصاصة الموت الاخيرة علي مايسمي بمسيرة المفاوضات و نهج التفاوض وأكد ان اسرائيل التي ترفض حتي الاقرار بوجود الاحتلال لا تقبل بحق الفلسطينيين في الحرية او اقامة دولتهم المستقلة.

كيف تري مستقبل المصالحة وهل ما تقوم به حماس من تصريحات تعبر عن رغبة حقيقية في المصالحة أم هدفها أن تدفع السلطة رواتب الموظفين خاصة في ظل شح التمويل لحماس؟ 

- أعتقد أن المصالحة والوحدة الوطنيةأصبحتا ضرورة حتمية خاصة بعد ما أعلنه نتنياهو من رفض لإنهاء الإحتلال وقد رحبنا بنتائج اجتماع القاهرة الأخير بين فتح وحماس وكنا جزءا من الوفد الذي أنجز اتفاق الشاطيء بغزة ونحن نؤكد أن العبرة ليست بالكلام ولكن في التطبيق العملي وبالتالي نحن لسنا بحاجة إلي اتفاقات جديدة بل نحن بحاجة إلي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه تحديدا وتولي حكومة الوفاق الوطني لمسئولياتها وواجباتها ودعوة المجلس التشريعي الفلسطيني للإنعقاد واستئناف أعماله وكذلك عقد اجتماع الإطار القيادي لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتنفيذ سريع وفوري لجميع قرارات لجنة الحريات سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية ونقدر ونشكر لمصر دورها في دعم هذه الجهود.

ما رأيك في تصريحات أبومازن الأخيرة الناقدة لحماس؟

- أعتقد أن أهم شيء الآن التركيز علي وحدتنا فالعدو الوحيد لنا هو اسرائيل ونتنياهو في خطابه الأخير هاجم حماس وعباس وكل الشعب الفلسطيني وبالتالي لا يجوز تضييع أي طاقات في صراعات داخلية وأعتقد أن الصراع الجاري علي السلطة لا قيمة له لأنه صراع علي سلطة كلها تحت الاحتلال والأهم أن نتوحد في معركة التحرر الوطني.

 كيف تنظر إلي إعلان حماس عزمها تشكيل جيش جديد؟

  -  سمعنا بهذا الخبر ونريد أن نستفسر عنه ونحاول فهم المقصود بذلك وأهم شيء أن تتشكل قيادة موحدة بسرعة بحيث يكون القرار الكفاحي والسياسي موحدا ولا يمكن لأي فصيل فلسطيني أن ينفرد بقيادة الساحة الفلسطينية فنحن بحاجة إلي جبهة موحدة وأن تسود بيننا مبادئ الديمقراطية الداخلية.

  ما توقعاتك لنتائج المفاوضات المنتظر  عقدها في نهاية أكتوبر الحالي ؟ 

 - في الحقيقة لست متفائلا علي الإطلاق بهذا الشأن وأعتقد أن اسرائيل ستواصل المماطلة ولا يمكن أن يرفع الحصار عن غزة إلا بإنشاء ميناء مستقل وممر بحري آمن بمعزل عن أي تدخل اسرائيلي ولكني أخشي من المماطلة التي ستمارسها اسرائيل وقد ظهرت بشائر ذلك في خطاب نتنياهو الأخير الذي العنصري والمليء بالأكاذيب.

 العبرة بالتنفيذ

 كيف تري المباحثات التي تتم بين فتح وحماس في غزة لإتمام المصالحة ولم الشمل؟

 - هي خطوة مهمة ولكن العبرة في التنفيذ وبالنسبة لي المقياس الحقيقي لجدية الأطراف في تطبيق المصالحة هو احترام وتطبيق قرارات لجنة الحريات فورا بما في ذلك تجريم كل أشكال الاعتقال السياسي أو قمع حرية التعبير سواء في غزة أو الضفة الغربية.

 ما الأسباب الحقيقية وراء تلكؤ أبومازن للانضمام إلي اتفاقية روما وملاحقة مجرمي الحرب وهل يمكن أن تطال تلك الملاحقات قيادات من حماس؟

- أولا نحن غير راضين عن هذا التأخير وإذا كانت هناك ضغوط مورست فلم يعد من الممكن السماح لهذه الضغوط بأن تؤثر في الموقف الفلسطيني خاصة بعد خطاب نتنياهو الأخير ولا مبرر علي الإطلاق لهذا التأخير وعن تقديم قيادات من حماس لمحكمة الجنايات الدولية فهذا غير وارد لسببين:

الأول أن الشعوب من حقها حسب القانون الدولي أن تقاوم الاحتلال بكل الوسائل بما فيها المسلحة والثاني أن من ارتكب المجازر بشكل جماعي بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية هي اسرائيل وليس أي طرف فلسطيني ونحن لا نخشي من الذهاب إلي محكمة الجنايات الدولية وإذا كان عند اسرائيل شيء فلتقدمه ونحن متأكدون أن الذي يرتجف من الذهاب إلي محكمة الجنايات الدولية هم القادة والحكام والجنرالات الاسرائيليون.