هل أضاعت فوبيا الإخوان اليمن؟؟؟

وعلى من يأتي الدور........؟؟؟

جمال زواري أحمد ـ الجزائر

[email protected]

رغم أني أمقت الطائفية كثيرا وأعلم أنها أحد أهم عوامل تمزيق الأمة وتقسيمها وإضعافها وإنهاك قواها وإلهائها في نفسها، إلا أن ما جرى في اليمن الذي لم يعد سعيدا إلى إشعار آخر يجعلني أؤكد أن فوبيا الإخوان التي اجتاحت الكثير من أنظمة المنطقة خاصة الخليجية منها، والأحقاد التي صاحبتها جعلت هذه الدول تستنزف أموالها وقواها ومساعيها وجهودها السياسية والدبلوماسية في مواجهة تهديد وهمي يسمى الإخوان المسلمين، وصرف الأنظار عن تهديد حقيقي وفعلي وواقعي يزحف بشكل ممنهج ومدروس لتضييق الخناق على هذه الدول شيئا فشيئا إلى أن يصل إلى زعزعة عروشها وكراسيها ــ إن لم تكن ساعدت في تقويته والتمكين له على الأرض ــ ولو استشعر بعضها على المستوى التكتيكي شيء من النشوة بحرمان الإخوان من ساحة أخرى لهم فيها موضع قدم، لكن لن يدوم هذا الانتشاء طويلا، وستجد هذه الأنظمة والدول نفسها على المستوى الإستراتيجي قد ساهمت في إيصال التهديد الحقيقي إلى عقر دارها وستتجرع مرارته لا محالة مهما كانت الحلاوة المزيفة التي تجدها الآن بتضييق الخناق على الإخوان.

ولو كانت هذه الأنظمة تملك قرارها وسيادتها بشكل كامل، وحريصة فعلا على مصالح دولها وشعوبها لعملت على استثمار ورقة الإخوان كنقطة قوة مساعدة في مواجهة هذا التهديد الفعلي الذي يهدد وجودها وتاريخها وجغرافيتها واستقرارها، وليس استنزاف الجهود والقوى في تهديد وهمي اسمه فوبيا الإخوان.

وفي رأيي لو استمر الوضع بهذا الشكل وظل تصرف دول المنطقة وأنظمتها بهذا القصور وغياب الرشد في السلوك السياسي، وبقائها تترنح في مصارعة عدو وتهديد وهمي اسمه الإخوان المسلمين كلعبة مصارعة الثيران الإسبانية تماما، وطغيان الأحقاد وتصفية الحسابات والخلفيات التاريخية على صناعة الموقف السياسي وبناء التحالفات، فإننا مضطرون أن نقول لإيران مبروك عليك المنطقة ككل التي تعاني فراغا رهيبا لا يملؤه إلا الجادون الذين يعرفون ماذا يفعلون، فبعد العراق ولبنان وسوريا جاء الدور على اليمن، ثم على من يأتي الدور يا ترى: البحرين؟ الكويت؟ لتكون خاتمة المطاف السعودية أرض الحرمين؟؟؟

إن الفارق في لعبة السياسة الإقليمية والدولية يصنعه:

ــ القرار السيد البعيد عن التبعية

ــ امتلاك مشروع متكامل واضح الأهداف ينخرط الجميع وتستغل كل الإمكانيات والوسائل في خدمته وإنجاحه والتمكين له.

ــ قيادة سياسية متناغمة مع تطلعات شعوبها وآمالها.

ــ توفير جملة من عناصر القوة السياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية.

من هنا يظهر الفرق بيّنا وواضحا بين إيران وجميع دول المنطقة إذا استثنينا تركيا.

ــ فمن يكون القربان القادم الذي سيدفع مجددا ثمنا لما يسمى بفوبيا الإخوان يا ترى؟؟؟

لا ندري لكن الوقت لن يطول كثيرا لنعرف الإجابة اليقينية...