ما الذي يحتاجه شعب سورية ، في ثورته!؟

عبد الله عيسى السلامة

عبد الله عيسى السلامة

[email protected]

الرجال : وهم ، اليوم ، كثر، بحمد الله .. لكنهم مبعثرون ، يحتاجون قيادة ، تجمعهم، وتنسّق بين جهودهم ، وتصبّها في اتجاه الهدف : تحريرسورية ، من الظلم !

المال : كثير، لكنه منهوب ، مسروق ، موزّع في أيدي شتى ، منها ماهو نظيف ، وكثير منها ملوّث! ويحتاج إلى القيادة القويّة الأمينة!

الأرض : التي يتحرّك فيها الثوار، واسعة ، في طول البلاد وعرضها .. وتحتاج إلى القيادة القويّة الأمينة ، ذاتها ، لزراعة العناصر، المؤهّلة الجادّة المخلصة ؛ ليلفّ كل منها ، حوله ، المخلصين من رجال سورية .. فيحرّك كل منهم ، مَن حوله ، في اتجاه الهدف !

السلاح : موجود ، وكثير في أيد ي الناس ، لكنه موزّع ، بين قوى مختلفة ، بعضها مخلص ، وكثير منها يتاجر بالسلاح ، كما يتاجر بدماء أهله ، لمكاسب خاصّة ، أو ارتباطات خاصّة .. ويحتاج إلى القيادة ، القويّة الأمينة ، ذاتها !

القضيّة : التي تحرّك الناس ، وتحفزهم إلى العمل ، قضيّة مقدّسة ، وشعاراتها تزلزل الجبال : ( إنقاذ شعب سورية ، من محنته الرهيبة ، تحت راية لا إله إلا الله ) التي يرفعها ثوار سورية ، المقاتلون جميعاً ، بلا استثناء .. وهي تحتاج إلى القيادة ، القويّة الأمينة ، ذاتها.. لحشد طاقات الشعب، تحتها، وقيادتها ، نحو الهدف المقدّس المنشود !

فأين هي : القيادة القويّة الأمينة ، التي لاتلتمس لنفسها الأعذار، عن تقصيرها ، أو تفريطها ، أو عجزها ، أو جهلها ! ولا تقول للناس : (عملنا لكم كل مانستطيع ، وليس في الإمكان ، أبدع ممّا كان ؛ فنحن محكومون بظروف قاهرة ، لاتسمح لنا بأن نفعل ، أكثر ممّا فعلنا ، ولوجاءت أيّة قيادة  ،غيرنا ، لن تفعل أكثر ممّا فعلنا ) ! فتضيف ، هذه القيادة الفذّة ، إلى عجزها عن الفعل ، عجزها عن إدراك أبسط حقائق التاريخ ، وأبسط معطيات الواقع! فتاريخ أيّة أمّة ، يشترك في صناعته، العمالقة  والأقزام ، بوجود الشعب ، نفسه ، والإمكانات ، ذاتها ؛ فيوظف العملاق ، طاقات شعبه ، في خدمة هدفه.. ويوظف القزم ، هذه الطاقات ، لخدمة ذاته ، ويبعثر مالا يستطيع توظيفه ، منها ، بحجج مختلفة، وذرائع شتّى !

فهل ينتظر شعب سورية ، المهدي ، ليقوده !؟ أم يجب أن يبحث ، لنفسه، عن قيادة مخلصة ، قويّة أمينة !؟