بيوع محرمة

حشاني زغيدي

 في زمن أقل ما يقال عنه زمن التردي و الضياع اختلت فيه كل القيم فأصبح الموروث معروضا للبيع بع و اشتري بلا ثمن لأن السلع مرخصة فبذل أن نبيع الخضر و الفواكه و الأغراض أصبح فينا و منا من يبيع الأعراض في المزاد و في حراسة القوانين يا سبحان الله أفي الحلم نحن أم في اليقظة .

 أصبح بيع الحرام مباحا لا عيب أن نبيع الخمر لأته لا يوجد سند قانوني يمنع بيعه جميل هذا في قوانينهم كأني بهم يعيشون في غير أرضنا التي سقت بأطهر الدماء دماء الفاتحين الذين أوصلوا الهداية و أنوارها و سقاها بعدهم جيل تربى على حب الله و الرسول فقدموا دماءهم في سبيل تلك الغاية و كان منى أحدهم أن ير مبادئ الحق تعلو في ربوعها .

 الخمر حرام بنص القرآن الكريم و صريح السنة المطهرة فهي أم الخبائث عندنا و هي من الكبائر . و حرمتها من المعلوم في الدين بالضرورة و هي محرمة بيعها و شربها فأربوا بالمسلم أن يكذب القرآن الكريم أو صريح السنة أو الإجماع إلا إذا كان فينا مندس حاقد أو مأجور أو انسان شوهه تغريب ثقافة المستعمر فنقول له حسبك أيها الدخيل فإن مشروعكم مفضوح و عقدكم باطل

 و يبقى الأمل لتصحو الضمائر و يحيا الإيمان فتعظم المحرمات فينا فتنمو في النفس يقظة تمنع الاقتراب لتلك الحرمة فليت المسلم يتأسى بالعمر الفاروق رضي الله عنه في قصة تحريم الخمر و قد تمنى أن ينزل الله آية في القرآن تحرمها و حين قرئت عليه آية التحريم التي في المائدة: ﴿إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر و الميسر ؛ ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ، فهل أنتم منتهون ﴾ فقال : " انتهينا . انتهينا . . . " فهل ينتهي الحكام من سن قوانين للمحرمات و هل تصحو الضمائر فينتهي العصاة عن تعاطيها و ينتهي نواب الأمة فيكونوا سدا منيعا يكون حائلا دون تقنينها في قوانيننا التي تغضب الديان و تفسد على الناس دينهم .