الكماشة الفارسية...

أبو الشمقمق

تكلمنا عن التطويق الفارسي الذي يتكامل حول الجزيرة العربية بهدف السيطرة على بلاد العرب الأصلية وأهم مافيها من المقدسات الاسلامية وأولها الكعبة المشرفة في مكة المكرمة وضريح الرسول الأعظم في المدينة المنورة تمهيداً للسيطرة آلياًعلى العالم الإسلامي ، أما الثروات النفطية وغيرها من المنشآت فهي تحصيل حاصل .....وتعد ايران العدة لتحقيق هدفها بالقول والعمل ..أما القول فهو أكثر من أن يحصى من المسؤولين الفرس وخاصة من قادتهم العسكريين ، الذين وصلوا حد التخمة في العسكرة والسلاح . وأما العمل فهو يجري على قدم وساق ، وقد قطع المخطط أشواطاً كبيرة يلحظها الدارسون والمتابعون على أرض الواقع الجيوسياسي في شمال وشرق الجزيرة وجنوبها ..حتى الإنسان البسيط بدأ يدرك الزحف الفارسي من الأطراف باتجاه الوسط .

 -  من الشمال : تقف الجبهة الشيعية  ايران + العراق + سورية + لبنان (وهي اقوى الجبهات ) متحفزة للانقضاض على الأردن واحتلاله بعد إخماد الثورة السورية ، ثم الزحف باتجاه الجنوب وقد مهدت لهذا الغرض بتثبيت قواعدها من الأحزاب القومية والشيوعية وحتى بعض الأطراف الفلسطينية كحركة الجهاد  وفلسطينيي عبدالباري عطوان وبسام الشكعة كما نعلم ...وهي تحتاج إلى إرضاء اسرائيل وقد فعلت وسنأتي على ذلك بالتفصيل لاحقاً . ( ولعل القارى يتذكر تحذير صالح القلاب منذ فترة  (

-  من الشرق : لاتحتاج ايران إلا قفزة واحدة كي تصبح في وسط الجزيرة ، منطلقة من البحرين وشرق السعودية مستخدمة الخلايا الشيعية النائمة كرؤوس جسور ، مدعومة بمحاور إضافية عبر دول مجاورة لانحب تسميتها .

- من الجنوب : وهي جاهزة للتدخل بإسناد قوي من الحوثيين وقد سيطروا على نصف اليمن الشمالي وشيوعيي اليمن الجنوبي الذين سيطروا على مساحات واسعة من الجنوب  مستغلين وضع اليمن المتداعي الممزق ...

-  من الغرب : لايحتاج الاحتلال الايراني هذه الجبهة لعقم فاعليتها بسبب الفاصل الجغرافي الكبير للبحر الأحمر، ورغم ذلك فتحييد مصر والسودان سهل جداً بمتابعة حركة التشيع فيهما التي وصلت إلى أبواب الجامع الأزهر وشراء الذمم بالمال ومساعدة حكومة البشير بالمال والسلاح للقضاء على الثورات في مختلف المديريات . ( ضربت اسرائيل معامل سودانية  بتمويل ابراني بحجة حماس مراراً ) ولها إسناد قوي من الجزائر وموريتانيا  في حال الضرورة ... 

في البداية يجب أن يعلم القارىء العربي وخاصة أبناء الجزيرة العربية ، أن مانقولة ليس خيالاً ، بل خطة متوقعة قابلة للتنفيذ  والانتهاء منها خلال عشر سنوات على الأكثر ، وسنبين لاحقاً موقف كل الأطراف الاقليمية والدول العظمى ...وما يفسر الاستعدادات العسكرية والنفسية للشعب الايراني للقيام بمثل تلك الخطوة النهائية هو استيلاءالفرس على بلاد الشام والعراق وهم يبذلون المستحيل تحت إشراف الروس لإخماد الثورة السورية العصية على الفرس ..... ليعذرنا القارىء على اضطرارنا إلى استخدام مصطلحات عسكرية لرسم الصورة التي ستكون عليها الحرب للسيطرة على الجزيرة العربية ...وقد ذكرنا في البوست السابق الاتجاهات الاستراتيجية للسيطرة على المقدسات الاسلامية في الحجاز وعلى منابع البترول في الشرق..ومن ثم على العاصمة الرياض .

وهذه الالاتجاهات لاتتفرع كثيراً إلى محاور تكتيكية لعدم تنوع الأهداف المطلوبة  ، بل سوف تنغرس أسافين الهجوم في العمق دون تغييرات كبيرة ، وبما أن الأرض صحراوية فهي حقل عمل مناسب للدبابات  والعربات المجنزرة المدعومة بالطيران ماعدا محور الحوثيين المدربين على الحرب الجبلية . وسوف يعتمد الهجوم على قدرة المشاة المحمولة في المناورة والحركة ...ولانريد الخوض في كيفية تنفيذ الهجمات لتعدد السيناريوهات المفترضة ولا نريد استخدام لغة عسكرية تربك القارىء العادي أكثر مما ذكرنا.

ولعل المسلمين يتذكرون سيطرة الفرس القرامطة على الكعبة بقيادة أبي سعيد الجنابي ومن بعد أبنه أبو طاهر الجنابي وذبح عشرات ألوف الحجاج في يوم التروية وحمل الحجر الأسود إلى عاصمتهم المؤمنية (هجر)على مرأى ومسمع من الخلافة العباسية التي وقفت عاجزة أمام شرذمة فارسية حاقدة على العروبة والاسلام .

إن السدود التي كانت تقف أمام الهجمة الفارسية الصفوية تنهار الواحد تلو الآخر ..فقد انهارت العراق واستولت عليها ايران بدون أي جهد بقصد أمريكي أو بدون قصد...... وهي الآن تقاوم الاحتلال بضراوة ولا يتوقع لها الصمود طويلاً بسبب تغذية الفرس المستمر لقواتهم مباشرة عبر الحدود المفتوحة بلا رقيب ولاحسيب وسيطرة جواسيس الشيعة الفرس على مقدرات العراق وثروته النفطية بالاضافة إلى التدخل الأمريكي بحجة مكافحة الارهاب . ولبنان محتل من قبل حزب الشيطان تحت غطاء المقاومة وسورية محتلة بشكل رسمي معلن ، والشعب السوري ينتظرمساعدة جدية من الشعوب العربية لدحر هذا الخطر الداهم ومنع تمدده إلى الجنوب.