التنسيق الأمني من قتل العطار ورفاقه

د.إبراهيم حمّامي

[email protected]

رحم الله شهداء شعبنا وتقبلهم

ما كان للاحتلال أن يصل لرائد العطار ورفيقيه إلا من خلال منظومة عملاء يعملون على الأرض...

عملاء يرصدون ويتحركون ويراقبون ويسجلون ويبلغون...

العملاء ليسوا دائماً مجهولي الهوية أو سرّيون...

منظومة العملاء ما زالت نشطة في غزة بشكل غير علني لكنها قوية وعلنية وتشمل عشرات الالاف من الأجهزة الأمنية هناك وبقيادة سياسية تدافع عنهم وتجيّر محاكمها وقضائها لهم...

منظومة العملاء بدأت بالتنسيق الأمني قبل سنوات وسنوات، تدربوا وتجهزوا، بل أصبحوا أجهزة كاملة تعمل برُتب ورواتب...

من بدأ هذا المشوار المظلم للشعب الفلسطيني كان ياسر عرفات الذي أنشأ 13 جهازاً أمنياً مع دخوله المشؤوم لجزء من فلسطين عام 1994...

13 جهازاً أمنياً كانت وما زالت مهمتها مراقبة وقمع الشعب الفلسطيني وحماية المحتل...

عرفات هو المسؤول الأول عما يجري اليوم من طعن للمقاومة في ظهرها وعمّا يقوم به عبّاس من دور تكميلاً لما بدأه عرفات...

للتذكير وقبل أن يتقافز من اعتدنا على عبادتهم لرموز بالية:

سَجن عرفات الشهيد رائد العطار في أبريل 1995، وحكم عليه في محاكمة سريعة في  محكمة تابعة لسلطة فتح لمدة سنتين بتهمة التدريب على أسلحة غير مشروعة.

نعم هكذا أسلحة غير مشروعة، في حينها كان عرفات يصف العمليات بأنها إرهابية في بيانات رسمية

وفي 10 مارس 1999 أصدرت محكمة أمن الدولة التابعة لسلطة فتح حكم الإعدام على العطار وحدثت احتجاجات قتل على إثرها شابين.

بعد حالة الاحتجاج حاول  ياسر عرفات تهدئة الشعب الذي ثار ضده وضد أجهزته فاجتمع مع قيادات في المجتمع المدني في رفح وطلب منهم استعادة الهدوء، وطلب اعادة النظر في حكم الإعدام إلا أن شيئاً لم يتغير.

نعم يا سادة... عرفات من فعل ذلك وليس عبّاس...

لا فرق بين من بدأ ومن أكمل فكلاهما خان الأمانة...

بل أن جريمة من بدأ وأسس أكبر وأعظم وأفدح!

من يجرّم عبّاس اليوم وما زال يقدس عرفات نسأله ببساطة: ما هو الفعل الذي أتى به عبّاس ولم يفعله عرفات؟ ما هو الفرق يا هذا؟

نعم يا سادة... التنسيق الأمني الذي بدأه عرفات ويقدسه عبّاس هو من قتل ويقتل شعبنا...

هذا التنسيق الذي يعني أن ملف رائد العطار وغيره موجود لدى سلطة فتح بتفاصيله المملة ومنذ تسعينيات القرن الماضي...

التنسيق الأمني المتواصل هو ما كشف الوجوه والهويات والأصوات والبصمات والأهل والأصدقاء وكل ما يتعلق بالشهداء سابقاً وحالياً...

التنسيق الأمني وعبر منظومة العملاء في غزة هو ما يعتمد عليه الاحتلال في ضرب الأهداف...

التنسيق الأمني هو الشيء الوحيد الذي يضمن لسلطة فتح تدفق الأموال والرواتب ولهذا من الممنوع المس به أو الحديث عنه...

ألم يصرّح عبّاس ويعترف في أكتوبر الماضي في برنامج "على المكشوف" الذي بثته قناة الفلسطينية، "إن العالم كله يشهد أننا حققنا نسبة 100% في التنسيق الأمني، لا أقول جهد وإنما نجاح".

هذا الجهد و"النجاح" يُترجم اليوم في غزة تدميراً واستهدافاً واغتيالا.

اسألوا شباب الضفة ممن اعتقلوا لدى الاحتلال وكيف أن ملفات التحقيق "الفلسطينية" كانت بحوزة المحقق الاسرائيلي!

التنسيق الأمني المقدس الذي بدأه عرفات ويخونه الشعب وقواه ويرفض عبّاس المساس به باعتباره مصلحة وطنية...

التنسيق الأمني المقدس فتحاوياً والمخوّن جماهيرياً هو أصل البلاء وأسّه...

لن أزيد...

لمن يترحم اليوم على شهداء رفح تقبلهم الله نقول...

لن يكتمل ترحمك إلا بلعن من كانوا وما زالوا سبباً في اختراق الاحتلال لنا...

لن يكتمل ترحمك إلا بالتبرؤ من كل من ساهم أو شارك بهذا التنسيق الخياني من عرفات إلى أصغر عميل وضيع...

رحم الله شهداءنا ولعن الله من كان سبباً وعوناً كائناً من كان.. حياً وميتاَ...

فلا نامت أعين الجبناء والعملاء.