جرائم مبارك في حق مصر!!

حسام مقلد *

[email protected]

في خطوة جديدة من خطوات الثورة المضادة في مصر أسمع الانقلابيون الشعب المصري خطابا رئاسيا جديدا من الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان خطابا عاطفيا مليئا بالمغالطات، وكان فيه كذلك بعض الحق(...!!) ويأتي الخطاب كخطوة تمهيدية لإعلان العفو عن مبارك، وبذا يسدل الستار على ثورة 25يناير، ولا عزاء للثوار والثوريين الذين ضحوا بثورتهم نكاية في الإخوان، وكيدا لهم، ورفضا لحكمهم الذي كان صوريا أصلا!!

وفي الواقع لم يكن المخلوع شيطانا رجيما، ولم يكن عهده شرا محضا ... الإنصاف والعدالة يقتضيان منا أن نقول ذلك، فقد كان له بعض الإيجابيات لاسيما في أوائل حكمه ... وهو في كلمته أمام المحكمة ـ التي بُثت كخطاب سياسي في الوقت الإضافي له، بعد انتصار ثورته المضادة، وعودة منظومة حكمه بشكلها الجديد المستنسخ ـ يتحدث من وجهة نظره وبإسهاب عن الإنجازات التي حققها... لكنه لم يذكر الحقيقة كاملة بل تغافل متعمدا عن ذكر ما أصاب مصر في عهده من خراب ودمار أخطر وأقسى على مصر من الحروب ...!! إنه يتفاخر ويتباهى بأن جنب مصر الحروب ... وهذا حصل بالفعل، لكنه أحدث في مصر خرابا أشمل وأشد تدميرا من خراب الحروب ودمارها ... وإليكم بعض جرائم مبارك في حق مصر وشعبها:

1. قزَّم مبارك دور مصر الحضارة والتاريخ، وجعلها مجرد تابع ذليل يدور في الفلك الأمريكي، ويخدِّم على المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة!!

2. دمَّر التعليم تماما ... وأصبحت المخرجات التعليمية في عهده ضعيفة المستوى في كل المجالات والتخصصات، بشكل مؤسف للغاية أهدر ما تتمتع به مصر من ميزة نوعية.

3. جرَّف العقول وأصاب البلد بالعقم والشلل، وأصبحت الأمية سمة الشعب المصري، وبعد ثورة 25يناير ظهر حجم المأساة، فلا نمتلك أية كوادر سياسية ولا إدارية قادرة على تحمل المسئولية.

4. دمر الصحة، وملايين المصريين يعانون من الأمراض الخطيرة المتوطنة، كالفشل الكلوي وفيرس سي المسبب لالتهاب الكبد الوبائي، وتقول الإحصاءات الرسمية إن 45% من الشعب المصري يعانون من أمراض خطيرة بسبب استخدام الهرمونات المسرطنة في الزراعة!!

5. أفقر المصريين، وقضى على الطبقة المتوسطة، وتقول الإحصاءات الرسمية إن 40% من الشعب المصري يعيشون تحت خط الفقر!!

6. دمر الاقتصاد الوطني، وباع القلاع الصناعية المصرية، واتبع سياسة خصخصة خاطئة متوحشة، أفرزت حيتانا وديناصورات من رجال الأعمال الفاسدين الذين نهبوا ثروات البلاد!!

7. نشر الفساد في المجتمع حتى أصبح هو اللغة السائدة في كل المؤسسات وفي كل قطاع من قطاعات الدولة كالوزارات والمحافظات والمحليات.

8. أهدر حقوق الإنسان وفي عهده انتشر التعذيب وإهدار كرامة المصريين في كل مكان.

9. توحشت الشرطة في عهده وبلغ عدد المعتقلين السياسيين وفق الإحصاءات الرسمية 23 ألف معتقل بلا ذنب أو جريرة، بعضهم اعتقل أكثر من 25سنة دون محاكمة مع انتشار أبشع أنواع التعذيب في السجون للمعتقلين السياسيين.

10. غابت العدالة الاجتماعية في عهده تماما فبينما كان يقتسم ثروات مصر الطائلة فقط العشرات من رجال الأعمال الفاسدين كانت الغالبية العظمى من الشعب تئن وترزح تحت نير الفقر والقهر والحرمان.

11. دمر الشباب فلا مستقبل ولا وظائف ولا أحلام ولا طموحات، فكانوا يلقون بأنفسهم في قوارب الموت المتجهة لأوربا بحثا عن فرصة أفضل للحياة.

12. ساعد على تنامي الفتن الطائفية ليضرب الشعب ببعضه البعض ليستقر له الحكم.

13. أهدر كرامة المصريين في الخارج، فلم يكن أرخص من دم وكرامة المصري في أي مكان في العالم وخاصة في دول الخليج.

14. دمر الفن والثقافة، وأصبح العري والمجون والانحلال والانحطاط القيمي والفكري سمة الثقافة والفن في عهده، وكل شيء كان ساقطا منحطا ركيكا مسفًّا: السينما والمسرح والغناء والموسيقى!!!

15. دمر القوة الناعمة المصرية، فأصبح لا قيمة لمصر في محيطها الإفريقي والعربي ناهيك عن تدهور مكانتها ودورها على المستوى العالمي.

               

 * كاتب إسلامي مصري