احترموا بيوتنا من فضلكم

احترموا بيوتنا من فضلكم

سالم الزائدي

[email protected]

حديثنا سوف يكون عن الاعلام لأنه يمس مسألة جوهرية تلعب دوراً مهما ًفي تشكيل الوعي لدى الأسرة والمجتمع، كما أنه يساهم في تشكيل الذوق والحس الانساني.. وبما أن البيت هو القضية الأساسية في المجتمع.. نود التركيز على النقاط التالية:

* يجب على الإعلام أن يتعقل الطريق الذي يسلكه لخدمة المجتمع وليس إفساده بحجة معالجة الظواهر وتسليط الضوء على مشاكل المجتمع وهي "حجة واهية" بلا شك

* الى متى نبقى في قبضة سلطة المسؤول الاعلامي الذي يسوق لنا التفاهة والانحطاط ويطرح لنا من المواضيع ما يزيد من تدني الذوق والمستوى الثقافي  .

* ما هي الرسالة التي يقدمها الاعلام العربي.. والمقصود هنا الاعلام السيء والرديء منه .

ما الذي يمنع الاعلام من أن يكون أكثر تأملاً وحرصاً على طبيعة العلاقات الأسرية في المجتمع العربي الاسلامي، وأن يدرك علما ًووضوحا ً أن لدى المتابع العربي مبادئ و قيم  ووعي بطبيعة ما يعرض وما وراء ذلك من إفساد للأخلاق الحميدة ومن توجهات لأفراد ومؤسسات هدفها تسميم الشعوب والمجتمعات بخصال التشويه والرذيلة.

إني لآسف على ما يدخل البيت العربى في هذا الزمان من فن هابط ومن خلاعة وامتهان لجسد المرأة ، وبث السموم التي يتلقــفها الشباب المراهق ويعمل بهــا مقلداً ومستهلكاً، وبالتالي فإن الرسالة وإن كانت في نظر المؤلف والمخرج إيجابية .. إلا إنها تأخذ منزلق أخر خطير لدى هذا الجيل .

ندعو الاعلام ، أن ينظر للدول الأخرى التي تقدر قيمة الإنسان، وكيف يُعـرض الفن فيها وكيف تحترم العقول وكيفية إنتاج الروائع الفذة التي تصنع بها أخلاق وعلاقات المجتمع، من أجل إنارة حقيقة الطريق .. ندعو الاعلام أن  يميـز بين الغالي النفيس وبين الرخيص في عرض الفن المطروح لأن مجال التجربة الفنية هو داخل الإنسان أو النفس. . ولايعني ذلك ونحن في سياق الحديث ، بأي حال من الأحوال التقليل من أهمية وفاعلية النصوص الابداعية في بعض القنوات والبرامج المقدمة كما ندعوه أيضا أن يتوغل في الثقافات الأخرى، بشرط ألا يفضي ذلك إلى تغير جذري في السلوك العام للمواطن العربي.

ما جعلني اكتب هذا المقال هو ما نشاهده من عروض تخلو من القيمة المضافة وتصل احياناً الى الابتذال في بعض القنوات التلفزيونية " خاصة فى شهر رمضانو كلها تشير إلى :

* عدم تبصر الاعلام لمشاعر المسلمين وتقاليد الأسر العربية وثقافتهم المتجذرة على الحشمة والإنسانية الطاهرة في اغلب اشكالها .

* عدم المبالاة بالأقوال والأفعال التي يشمئز منها العقل والنفس والإحساس السليم .. و يخجل من سماعهــــا أو رؤيتهـــا كل عاقل حكيم أو مؤمن رشيــــد .

أصبحت شاشات التلفاز في معظم الأوقات، تصدر لنا وتفرض علينا واقعــا ًمتدنياً دون وازع ضمير مما أدى الى ظهور أمراض إجتماعية خطيرة  تبدأ بالطلاق وانتشار المخدرات ولا تنتهي عند فقد الشخص حياءه أو أمانته .

 أن خلق الحياء وثيق الصلة بيقظة الضمير.. ويقظة الضمير وثيقة الصلة بحياة القلب وصفائه ويقول الامام الغزالي "أحيـــــوا الحيــــــاة بمجالسة من يُستحيــــــا منه".

إن مرتبة الاعلام في نظرنا  يجب أن تكون بنفس مرتبة الآباء والمربين ، أي على الاعلام ووسائله أن يحيوا فضيلة الحياء في عقل المشاهد وأن يراقبوا الأعمال التي تطرح من قول وفعل للمجتمع بما يتلاءم مع فضائل الثقافة الأسلامية ومرتبة اللغة العربية ، وترك ما يخالف ذلك من مفسدة للآداب والتمثيل الهزلي و العري الجسدى ويقول الشاعر أحمد شوقى

و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت               ***   فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و إذا أصيب القوم في أخلاقهم           ***   فأقم عليهم مأتما و عويـــــــــــلا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه            ***   فقوّم النفس بالأخلاق تستقــــــم