حمى الدفاع عن الصاية والمثلية

الملاحظ  أن وتيرة استهداف منظومة القيم والأخلاق من طرف التيار العلماني ازدادت بمناسبة شهر الصيام الذي ينكب خلاله المغاربة على الاجتهاد في التقرب إلى الله عز وجل بمختلف الطاعات من صيام وقيام وصدقة ومختلف أعمال البر . ففي ظرف كهذا يقتنص التيار العلماني الإباحي الفرصة للنيل من قيم الأمة الدينية والأخلاقية في إطار تمرير المشروع العلماني الذي يأبى إلا فرض وجوده على حساب دين الأمة الذي يقف حاجزا دون كل التيارات الفاسدة المفسدة الدخيل منها والمصنع داخليا بواسطة الطوابير الخامسة  المأجورة لنشر القيم الفاسدة . والتيار العلماني يخلق من الحبة قبة كما يقال ، لهذا وجد ضالته في صاية  فتاتي إنزكان وشذوذ شاذ فاس ليثير حولهما ضجة إعلامية، ويجعل منهما قضية حقوقية .  ومع أن العلمانية عبارة عن تيار دخيل على الأمة المغربية ، فإن أصحابه  يتصرفون وكأنهم هم الأصل  وغير وافد ، ويرون أنفسهم أصحاب الحق والمشروعية ، وأن المجتمع المغربي المسلم منذ قرون يوجد في وضعية غير قانونية بسبب وجودهم . وقد اتهم العلمانيون الشرطة التي أوقفت صاحبتي الصاية الفاضحة في إنزكان بالشطط في استعمال السلطة ، كما شككوا في القانون المجرم للإخلال بالسلوك العام الذي يفرضه المجتمع المغربي المتدين وليس العلماني . فالعري سواء كان كليا أم جزيئا يعتبر إخلالا بالآداب العامة في مجتمع اختار منذ قرون أن يكون مجتمع أخلاق وقيم إسلامية . وتحرك الشرطة في إنزكان كان استجابة لإرادة المواطنين الذين استفزتهم صاحبتي الصاية  المخلة بالحياء . ورد فعل المواطنين على عري الفتاتين مؤشر على رفض  الإخلال بالآداب العامة . ومع أن إخلال الفتاتين بالآداب العامة كان واضحا لا غبار عليه فإن فقهاء العلمانية السفهاء خاضوا في دلالة الإخلال بالآداب العامة أهي العري الكلي أم العري الجزئي ؟ وقامت دنيا العلمانية ولم تقعد غضبا لفتاتي الصاية ، ولم تبال بغضب الأمة لقيمها الأخلاقية . وتقصر العلمانية الحقوق على المتهتكين والمتهتكات دون غيرهم ممن يستفزهم التهتك  .وبدأت الوقفات الاحتجاجية تضامنا مع صاحبتي الصاية ، ورفع شعار" صايتي حريتي" و هكذا اختزلت الحرية في خرقة صاية ، وهي خرقة أريد لها أن تنحسر عن الجسد لتكشف عما يجب أن  يستر صيانة للكرامة الآدمية كما أراد الخالق سبحانه وتعالى في قوله عز من قائل  : (( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم )) . وخلافا للإرادة الإلهية  تريد صاحبات شعار " صايتي حريتي " الكشف عما يجب أن يوارى فسقا  . والحقيقة أن المقصود بهذا الشعار هو استباحة ما تكشف عنه خرقة الصاية . وهكذا أريد للدعارة أن تشرعن بهذا الأسلوب الفج  .  واندلعت ضجة إعلامية كبرى في فاس عندما استفز شاذ جنسيا المواطنين باستهتاره واستخفافه بالآداب العامة . وكثر المدافعون عن الشذوذ الجنسي أو عمل قوم لوط ،  وجعلوا منه قضية حقوقية أيضا دون التفكير في سواد الشعب الذي استفزه شاذ لا مكان له في مجتمع يدين بدين الإسلام ويتلى فيه قول الله تعالى : (( ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين )) فلا يمكن أن  يذعن المغاربة المسلمون لاستفزاز شاذ خبيث فاسق . وبقي أن نقول لكل الذين رفعوا عقيرتهم للدفاع عن الاخلال بالآداب العامة سواء تعلق الأمر بالكاسيات العاريات أو الصاية أو تعلق الأمر بالشذوذ أو المثلية إنه لا يدافع عن الخبث والفسوق إلا من كان خبيثا وفاسقا.وعجبا لعلمانية تنشنا في عشنا.

وسوم: العدد 623