أطفال الغساسنة السوريين شرارة الثورة

أطفال الغساسنة السوريين شرارة الثورة

أبو الشمقمق

الأطفال الذين قبض الأمن السياسي عليهم برئاسة الطائفي الحاقد ( عاطف نجيب ) كتبوا على جدران مدرستهم ماكان يجيش في نفس كل سوري ضد الطاغية الولد الوريث المعاق . قامت مخابرات الداخلية بمعرفة المحافظ فيصل كلثوم وإشراف عاطف الملعون بتعذيب الأطفال ، بقلع أظافرهم بالكماشات وكي جلودهم بالكهرباء وتحزيزها بالسكاكين والمشارط ، إضافة إلى الصفع واللكم والركل.......

ذهب وفد من أهل الأطفال بصحبة أعيان وشيوخ ورجالات مسموعة الكلمة في درعا البلد لمقابلة المحافظ ، الذي رفض استقبالهم بل وجه إليهم عبارات مهينة لا يعرفها المجتمع.( انسوا أطفالكم وانجبوا غيرهم ، وإذا عجزتم إرسلوا نساءكم لأنجب لكم أطفالاً ) وهو كلام كبير لدى القبائل المنحدرة من أصول عربية غسانية  بروح إسلامية ، لا تقبل إهانة من هذا العيار الثقيل ( ولعلكم تذكرون في التاريخ قصة جبلة بن الأيهم الغساني مع سيدنا عمر بن الخطاب عندما وطىء على إزار الغفاري ). ربما تكون هذه العبارات مقبولة في مجتمع فيصل كلثوم ، وعادية جداً بل ومازحة في مجتمع عاطف نجيب وفي بيوتهم ومكاتبهم ولغة مستساغة بين صغارهم وكبارهم ورجالهم ونسائهم ، لكنها في مجتمع درعا تعتبر قاتلة لايمكن السكوت عليها .

خرجت المظاهرات العارمة من درعا البلد في يوم 18/3/2011، بعد أن سمعوا بما حدث فاستغربت السلطات العلوية واحتارت إزاء ردة الفعل هذه.غير المفهومة ...!! إنهم يظنون كل الناس مثلهم عديمي الأخلاق لامروءة لهم مما يدل على  قصورهم في فهم شعب يحكمونه ولايعرفونه ..لم تسمح لهم المخابرات بالوصول إلى المحطة ( القسم الشمالي من المدينة التي تحتوي على مقرات الدولة ) بل قامت بصدهم بالقوة عند الجسر الفاصل بين شطري المدينة .

تتابعت المظاهرات فجوبهت بالرصاص ، فسقط شهيدان ؛ ثم تتالى القتل بعد فترة فتجاوز العشرين ..هنا جاء المجرم رستم غزالة وهو حوراني متشيع من قرية (علما ) وهدد المجتمعين في المسجد بالدخول إليهم على ظهور الدبابات..رد عليه أحد الموجودين بشجاعة وحزم وطرده من المكان ؛ فاستاء وخرج غاضباً مرغياً مزبداً .

استدعى ابن أنيسة وفداً من درعا لمعرفة مطالبهم بعد أن شعر بخطورة الموقف . ذهب الوفد وعلى رأسه الشيخ أحمد الصياصنة شيخ الجامع العمري ، بإشراف المخابرات وقابله في قصره في دمشق. قدموا له مطالبهم وتحاورا مطولاً ثم وافق عليها وهي :

-   الافراج عن الأطفال .

-  التعويض على الشهداء .

-  معاقبة المسؤولين عن المشكلة وعلى رأسهم المجرمان المحافظ فيصل كلثوم وعاطف نجيب .

-  إعادة الأراضي المستولى عليها إلى أصحابها من قبل الجيش الطائفي لصالح حزب اللات بحجة البدء بتحرير الجولان والانطلاق إلى القدس ...!!

عادوا إلى درعا وانتظروا .                                                      

 لم يتخذ ابن أنيسة أي إجراء . تنصل من وعوده . ابتلع كذبه شأنه في كل مرة . لقد تلقى التقريع –على مايبدو- من أمه وأخيه ؛ وصاحبته وبنيه ؛ ومستشاراته ومستشاريه وحلقة الشيطان المحيطة به .....!!! استمرت المظاهرات الشجاعة في المدينة الشجاعة . تبعتها مظاهرات في قرى حوران فور سماعها بالخبر فساندت مطالب أهل درعا . وهنا قام العدو العلوي بارتكاب المجزرة الأولى في الصنمين فسقط عشرة شهداءوعشرات الجرحى. هاجت الجماهير في درعا عند وصول الخبر فاجتاحت بيت المحافظ وأحرقته وحطمت تمثال الصنم المنصوب أمامه لحافظ المقبور ...  كان عملاً جباراً بمقاييس الجرأة في ذلك السجن الكبير المجكوم بالحديد والنار . جرت مهاجمة المسجد العمري  ليلاً بكمين محكم من المخابرات فأوقعت عشرات القتلى . وسقطت أول طفلة شهيدة في الثورة السورية . حوصرت المدينة الثائرة وجرى اقتحامها بالدبابات كما وعد المجرم الشيعي رستم غزالة . هبت المدن والبلدات والقرى في كافة أنحاء حوران . وقِدمت النجدات لفك الحصار على مداخل المدينة من عدة اتجاهات ، فواجهتها المخابرات بالنار واستنجدت بالجيش الطائفي فأوقعت مئات الإصابات . هبت  الوطن السوري بأكمله للتضامن مع درعا . امتدت الثورة لتهز عرش الطاغية العلوي الصفوي الصهيوني .