العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏27‏/06‏/14/. يرى خبراء السياسة الدولية ان يومي 27 حزيران / يونيو من عام 1914 ويوم 10 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 كانا آخر أيام اوروبا والعالم الهادئة .

ففي يوم الثامن والعشرين من حزيران/يونيو عام 1914 قام جافريلو برينشيب / 1894 – 1918 /  وبدعم من زميله محمد محمدباجيتش  / 1892- 1017/  وهما  أحد أعضاء منظمة الطلبة البوسنوية الصربية  باغتيال ولي عهد قيصرية هابسبورج فرانس فرديناند / 1863- 1914 /   التي حكمت اوروبا لمدة تصل الى حوالي اربعمائة وخمسين عاما  في سراييفو كانت الرصاصات الثلاثة التي أطلقها برينشيب على فرديناند مقدمة لاطلاق اكثر من 800 مليون و 452 الف رصاصة وقنبلة شارك فيها فيها اربعون دولة حصدت اكثر من  10 مليون نسمة من البشر و20 مليون جريحا واصيب منها حوالي 2 مليون شخصا بالجنون وصلت تكاليف هذه الحرب الى حوالي 965 مليار مارك ذهبي كانت نتائجها أيضا وقوع الحرب العالمية الثانية / 1939- 1945 التي راح ضحيتها ايضا  65 مليون نسمة وصلت خسائرها الى ما يقارب حوالي 546 مليار يورو .

أما يوم الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر من عام 2001 أقدم شباب لا تزال هوياتهم مجهولة بخطف طائرتين وصدمتهما بمركز التجارة الدولي بنيويورك أسفر عنها وقوع حرب ضد ما يُطلق عليه بمنظمات الارهاب الدولية نتج عنها تدخلا عسكريا لحلف شمال الاطلسي / الناتو / في أفغانستان واحتلال العراق لا تزال هذه الحرب ضد الارهاب الى يومنا هذا ولم تظهر بعد احصائية حقيقية حول عدد القتلى والخسائر المادية والبشرية الاخرى .

ويعتقد مؤرخو تاريج الانسانية وقوع حرب عالمية رابعة ما بعد الحرب العالمية الثالثة التي ربما تقع خلال الاشهر القليلة المقبلة فالأزمة الاوكرانية شبيهة تماما للاسباب التي كانت وراء اندلاع الحرب العظمى الاولى فقيصرية هابسبورج كانت تريد  إبقاء سيطرتها على البلقان بعد أن أخرجت دولة الخلافة الاسلامية  العثمانية  منها جراء دعمها للقوميات في اوروبا ، وروسيا تريد حاليا استعادة مجد الاتحاد السوفياتي والقيصرية الروسية من خلال ضمها شبه جزيرة القرم ودعمها لانفصاليين باوكرانيا وتسعى لفرض هيمنتها على دول بحر البلطيق الثلاثة / استونيا وليتوانيا وليتلاند / من جديد وتهدد جورجيا . أما ايران فتسعى بالتعاون ايضا مع روسيا والولايات المتحدة الامريكية بكل ما اوتيت من قوة سياسية ودينية وماليا بسط سيطرتها على سوريا والعراق وتتطلع بشغف لبسط هذه السيطرة عسكريا على مناطق بالخليج العربي الامر الذي يعني انه لا بد من مواجهة عسكرية ولا بد للانسانية من استراحة حتى يأتي بدء الحرب العالمية الرابعة .

الا أن الامر الاخطر هي وقوع حرب بين الاسلام والمسيحية من جديد فعلى حسب راي استاذ علوم التاريخ المعاصر بجامعة بوجشاشي باستانبول قبيل افتتاح الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك  هذا اليوم وقوع حرب بين الاسلام والمسيحية كمقدمة لحرب ثالثة الى الهجمة على الاسلام في اوروبا وتقاعس المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري وعدم المبالاة لما يجري في العراق ودعم الشعوبية من جديد من خلال زرع الكراهية بين الاكراد والعرب والتحذير من الاتراك وارتفاع الدعوة بايران لتمجيد الفرس من جديد .

وبرأي  الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك ان حب النفوذ والطمع واستعباد الشعوب ونبذ الحريات العامة ومعاداتها كانت أسبابا رئيسية لاندلاع الحرب العالمية الاولى التي نجم عنها ايضا الحرب لعالمية الثانية اذ كانت الحرب الثانية انتقاما لظهور قوى جديدة في اوروبا ساهمت كوارث الحرب الاولى بزرع الضغينة بين الاوروبيين كما عزا جاوك بمحاضرة ألقاها هذا اليوم الجمعة مفتتحا بها ندوة دولية حول مرور مائة عام على الحرب العالمية الاولى / 1914- 1918 / وقوع الحرب المذكورة لفشل الديموقراطية في اوروبا وبالتالي انهيار ما حققه الفرنسيون بثورتهم ضد الفاشية الملكية وسيطرة الكنيسة على الشعب والحكم وذلك في عام 1789 – 1799 / فانتقال الجمهورية الفرنسية الاولى الى الملكية في عهد نابليون بونابرت الذي كاد ان يحتل نصف اوروبا وانتهى ملكه بهزيمة واترلو انتهت بوفاته الديموقراطية الاوروبية وظهور قوة العنصرية والقومية الاوروبية من جديد التي بقيت آثارها حتى وقتنا فالتطهير العرقي والديني شهدته اوروبا بحروب البلقان اثناء التسيعنات وبروز ظاهرة العداء للاسلام في اوروبا من خلال صورة السخرية والاستهزاء بنبي الاسلام كل هذه من أسباب الحرب العالمية الثانية كما ان تقاعس المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري وانهاء الكارثة التي يعاني منها من نظام سفاح بربري / وصف جاوك لنظام أسد  / يرغم اوروبا ومنطقة العالم الاسلامي التي لا تبعد عن أوروبا سوى قاب قوسين او أدنى بالحوار الايجابي فبدون هذا الحوار لا يمكن ان هناك تعايش سلمي بين الشعوب ولا يمكن الحيلولة دون وقوع حرب عالمية ثالثة .

وأشار جاوك ان القومية والشيوعية عنصران رئيسيان يقفان وراء اندلاع اي حرب جديدة فالصراع على النفوذ بينهما لم يتوقف منذ نهاية الحرب العالمية الاولى مرورا بالثانية والحرب الباردة وكلاهما مدعاة لهلاك البشرية اذا لم يبادر العلم والثقافة والسياسة والاقتصاد للحد منها معتبرا الازمة الاوكرانية وسلخ شبه جزيرة القرم وضمه الى روسيا لم يكن لاسباب اقتصادية بل لاسباب حب القوة والسيطرة على النفوذ في اوروبا صراع بين القوميات وهي تؤدي الى الحروب المدمرة والمجتمع الدولي مدعو لأداء مهام انسانية تحول وقوع حروب أولها انهاء ماساة الشعب السوري واخذ المبادة من الامريكيين للحيلولة دون سقوط العراق بشكل نهائي بأيدي التعصب والدعوة الى حوار ايجابي بين الاسلام والمسيحية .

وأكد جاوك بأن التاريخ لا يعتبر قصصا عابرة بل درس للمسستقبل حتى لا يقع الناس بأخطاء وقع بها أسلافهم كانت وراء تدمير العالم على حد قوله .

وتعيش اوروبا حاليا وخاصة المانيا بأجواء احتمال وقوع حرب جديدة جراء الازمة الاوكرانية فبالرغم من دعوة الرئيس الروسي فلادير بوتين الانفصاليين باوكرانيا الموالين لروسيا  الاستجابة لعرض الرئيس الاوكراني بيترو بورشينكو لوقف اطلاق النار والعودة الى الحوار فان السياسيين يعتقدون احتمال فشل الحوار ووقف اطلاق النار كما يرى هؤلاء السياسيون ان واشنطن لن تمد يدها لمساعدة نوري المالكي وهي تريد ايقاع العراق بالعنف لاتمام خطط تقسيمه وضم الاراضي التي تعتبر اغلبية من مسلمي السنة الى المناطق السورية الواقعة على الحدود مع العراق بهدف تقسيم سوريا وقيام دويلات لاهل السنة والجماعة والشيعة في العراق .

والرئيس الالماني الذي يستبعد وقوع حرب جديدة الا انه يطالب المانيا بدور رائد بالتدخل عسكريا من اجل احلال السلام بدولة ما وعدم وقوفها متكوفة الايدي سواء الى ما يجري في سوريا او العراق وفي افريبقيا واوروبا ، الامر الذي يصفه اليساريون بالرئيس المحارب . وهذا ما أكد جاوك هذا اليوم بكلمته التي ألقاها ان اللجوء الى استخدام السلاح كآخر وسيلة لانهاء العنف واحلال السلام بدولة ما.