شهر على الاحتلال الروسي لسورية ...

شهر من المجازر والاستباحة والقتل والتشريد ...

ولا ردود فعل على الاحتلال ..ولا على جريمة حرب الإبادة المستمرة

وهذا ملف سنرصد فيه الصمت المريب وسنستنكره وندينه

سنرصد اللامبالاة الدولية الرسمية والشعبية التي تؤكد التواطؤ ..

والمواقف عربية وإسلامية رسمية وشعبية خجلى أومخجلة بل مخزية

إن الذين هانت عليهم دماؤنا هم أهون علينا مهما كانت عناوينهم وراياتهم

فيا أيها السوريون الأحرار .. يا مسلمي سورية الأبرار : أفُّوا .. وتفُّوا

ودعوها تستبين سبيل المجرمين .

(( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ..))

شهر مضى على الاحتلال الروسي لسورية ، احتلال روسي معزز باحتلال وقوى إيرانية داعمة على الأرض ...

وقصف جوي روسي بأعتى أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا تحت سمع القانون الدولي وبصره ..

شهر من الاحتلال مع ألف وأربعمائة غارة جوية على شعب مستضعف أعزل . بمعدل خمسين غارة يوميا على البيوت المهدمة والأحياء الشعبية المتداعية . وعلى الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يجدون على هذه الأرض ملاذا ..

شهر من الاحتلال وغارات متوحشة على عشر محافظات سورية من أصل أربع عشرة محافظة . وعلى ألفي / 2000 / موقع من بيوت الناس وأماكن سكناهم على مساجدهم ومدارسهم ومستشفياتهم . اثنتا عشرة مستشفى هُدّمت في شهر واحد ، وثلاثون طبيبا وعاملا في الإطار الصحي استشهدوا أي قتلتهم قذائف المحتلين الروسيين والإيرانيين ..وأبسط ما في الحسبة في تحديد هذه الأهداف ما اعترف به بوتين نفسه : بشار يؤشر ونحن نقصف ...

شهر من الاحتلال أو من جريمة حرب الإبادة ، أو من عملية التطهير المذهبي ومعه : 1716 شهيدا / ستون شهيدا كل يوم . بينهم 272 طفلا قريب من عشرة أطفال كل يوم . و125 امرأة أي أربع أمهات كل يوم ..

شهر من الاحتلال مضى مع عشر مجازر دموية صارخة ضد المدنيين منها حتى لا ينسى المتناسون :

* مجازر دوما مستشفاها وسوقها : 30 / 10 – 29 / 10 /

* ومجازر حلب كلاستها وريفها ومنبجها وبابها 27 / 10 – 29 / 10 – 30 / 10

* ومجزرة سرمين : ريف إدلب : 21 / 10

* ومجزرة بوز الخربة : ريف اللاذقية 19 / 10

* ومجزرة الغنطو : ريف حمص 16 / 10

* ومجزرة تيرمعلة ريف حمص 15 / 10

* والمجزرة الأولى حيث في البدء كانت حمص 1 / 10

* وجملة المجازر على الأحياء والأسواق والمستشفيات ثلاث مائة شهيد .

أما المشردون المهجرون . المشردون من حيث ولدوا أو من حيث شردوا فنحن أمام عشرات الألوف . والباب مفتوح كما تقول التقارير الحقوقية الديموغرافية على إضافة مليوني إنسان

تجاهلت دول العالم أجمع والمؤسسات الدولية العربية منها والإسلامية جريمة حرب الإبادة التي تشنها روسيا وحليفتها إيران وهما الدولتان المحتلتان لسورية على المدنيين السوريين . لقد قتلت هذه الحرب مئات المدنيين السوريين في الأيام الثلاثة الماضية فقط ؛ في كل من دوما وحلب وإدلب . كما بلغ عدد ضحاياها 1716 شهيدا في غضون شهر هو عمر هذا الاحتلال المستنكر والذي لم يستنكره من أبناء هذه الأمة بما يستحق إلا القليل ، مع كل ما صاحبه من قصف وقتل وتدمير وتشريد

مئات الشهداء تساقطوا بالقصف الروسي ، ولا صوت يستنكر ، ولا همس يتعاطف ، لا إدانة ولا تعبير عن قلق تعودنا أن نستمع إليه بين الفينة والفينة من الأمين العام للأمم المتحدة . فالصمت الدولي والعربي والإسلامي الرسمي والشعبي هو جزء من المؤامرة ليعطي هدير الطائرات الروسية وقذائفها الفرصة لترهب السوريين وتكسر إرادتهم.

وهذا ما يراهن عليه كل المراهنين .

وهذا ملف عملي راصد ، يتتبع بواقعية ردود الفعل على مجازر الأيام الثلاثة الأخيرة ، ملف يرصد الصمت المريب ويضعه في مكانه . قطعة البزل التي تكمّل الصورة التي تليق به وبأصحابها ، وتشرح الموقف من جريمة حرب هي من أعنف المجازر التي شهدها تاريخ الإنسان. وإذا فهم السوري حتى الآن لماذا يكرهه هؤلاء البعداء الكارهون ، فما زال يستعصي عليه أن يفهم لماذا يخذله هؤلاء الأقرباء الخاذلون . سنرصد صمت الدول الكبرى ، والمؤسسات الدولية ذات الصلة ، والجامعة العربية ، ودولها وشعوبها ونخبها وأحزابها ... ولن نحابي أحدا فالحق أحق أن يتبع وهو في مثل الموقف الذي نحن فيه أولى أن يقال أيضا....

أخوي اللي ما نفعني يوم ونا حي ... ما ريدو يوم ردات التراب

وسنقرن هذا الصمت ببعض الحزن والمشاعر الأسيفة التي تفجرت على ضحايا الطائرة المدنية الروسية التي تفطرت على ركابها القلوب وسالت الدموع ..

يجب أن يدرك الإنسان الفرد ..والجماعة .. والمجتمع أين موقعه على سلم أولويات الآخرين ليعلم أن يضعهم على سلم أولياته ، والأيام دول ويوم لك ويوم عليك وما كان أهل الشام يوما في دار مضيعة ...

وإليكم رصد المواقف:

1. الأمم المتحدة وبان كي مون : صمت إزاء حرب الإبادة الروسية والتي راح ضحيتها 277 مدنيا في ثلاثة ايام في سورية . وحزن على ضحايا الطائرة الروسية التي سقطت في مصر ، واعتراف بفشل محادثات فيينا ، ومصير الاسد يحدده السوريون .

( بالطبع سيمارس السوريون حريتهم في تحديد مصير الأسد تحت وقع قصف الطائرات الروسية وحوافر جنود الولي الفقيه )

2. الولايات المتحدة الأمريكية :

 صمت إزاء حرب الإبادة التي يشنها الروس على الشعب السوري ولا مبالاة بضحايا مجازر دوما وحلب وإدلب. وإرسال خمسين خبيرا أمريكيا إلى مناطق الأكراد .

3. فرنسا : صمت وتجاهل رسمي للمجازر الروسية ولحرب الإبادة في سوريا ، مع تعبير عن رفض فرنسي لوجود الأسد في مستقبل سوريا . وشعبيا خرجت مظاهرة في فرنسة مؤيدة لقتل السوريين ، مطالبة بوتين بمزيد من القتل وسفك الدماء . وكان من المشرفين على التظاهرة وسط باريس : رابطة الدفاع عن المسيحيين في الشرق واتحاد الوطنيين السوريين وشكر المتظاهرون روسيا وبوتين على ما يقوم به في سورية وطالبوه بالمزيد .

4. بريطانيا : صمت إزاء ( حرب الإبادة ) وسلسلة المجازر ضد المدنيين في سورية ، وتأكيد من الحكومة البريطانية أن الحل في سوريا حل سياسي ولن يكون عسكريا.

5. الاتحاد الأوربي : صمت وتجاهل لجريمة حرب الإبادة التي يشنها الروس على السوريين ، وسلسلة المجازر في دوما وحلب ، واستهداف المشافي والمقار الصحية في سوريا .

6. المنظمات الإنسانية والحقوقية وأصحاب شريعة حقوق الإنسان والمدافعون عن اتفاقيات جنيف الأربعة . صمت مريب إزاء استخدام الروس القنابل العنقودية المتشظية ضد المدنيين السوريين والأطفال الأبرياء ..

7. الجامعة العربية : صمت وتجاهل لجريمة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلالان الروسي والإيراني على المدنيين السوريين ، عن سلسلة المجازر في دوما وحلب . والعربي ينعى ضحايا الطائرة الروسية ويرسل برقية عزاء إلى روسيا ويرحب بنتائج مؤتمر فيينا .

8- منظمة التعاون الإسلامي : صمت وتجاهل للمجازر التي ينفذها على الاحتلالان الروسي والإيراني على الأرض السورية ولسلسلة المجازر اليومية المتتابعة وترحيب بنتائج فيينا .

9. الشارع العربي بنخبه وتياراته الحداثية والقومية والليبرالية تأييد للاحتلال الروسي وصمت عن المجازر التي أدت إلى قتل مئات من المدنيين السوريين في ثلاثة أيام

10. الشارع الإسلامي والقوى والتيارات وجماعات الإسلام السياسي بكل فروعها وأقسامها وتلافيفها الظاهر منها والخفي وفي كل الدول العربية وبعضها يحكم ، وبعضها شريك في الحكم ، وبعضها يتظاهر ويحتج من أجل دم برغوث ... وكلها تغفو وتتجاهل ولا تبالي وبعضها يتفهم الأبعاد الدولية والإقليمية والجيوسياسية والحرب بالوكالة في حرب الإبادة التي يشنها الروس والإيرانيون على الشعب السوري . وبعضهم يحض على الصمت ( مراعاة للمزاج العام ) !!

وأنادي على سامعين الصوت من سمع صوتا صريحا واضحا ينتصر لدم طفل سوري قتل في مجزرة دوما أو منبج فليدلنا عليه . ومن رأى ثلاثة متظاهرين في عاصمة عربية ينددون بالاحتلال الروسي لسورية فليرسل لنا نسخة منه مشكورا مأجورا . ننادي عليهم من موريتانيا إلى المغرب والجزائر إلى تونس ومن مصر إلى السودان ومن إلى وعن على : هل من رأى أو من سمعا ؟!

هذه هي صورة المشهد بعد شهر من الاحتلال .وبعد سلسلة المجازر العشر ، وبعد ما يقرب من ألفي شهيد بيد المحتل الروسي مباشرة ونصف مليون شهيد بيد العميل الصغير بشار الأسد

 وبإذن الله سينتصر هذا الشعب الذي تداعى عليه كل الأشرار والممسوسين والذين في قلوبهم مرض . ويوم ينتصر السوريون يعود الكبير في هذا العالم كبيرا ويأخذ الصغير مكانته ليقال له : ( وكل بيمينك وكل مما يليك ) ..

والله أكبر ولله الحمد ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: 640