بينهم رموز ساهموا بتحرير فرنسا وإعلاميون بارزون.. الأسد يطالب باريس بالتعاون معه ومخابراته تلاحق مئات الفرنسيين

زمان الوصل

بعد ساعات من أحداث باريس الدامية خرج بشار الأسد أمام عدد من "البرلمانيين والمثقفين والإعلاميين الفرنسيين" الذي استقبلهم في قصره، ليعطي حكومة فرنسا درسا في محاربة الإرهاب، وضرورة التنسيق معه، مضيفا: "نحن مستعدون لمحاربة الإرهاب مع أي جهة جادة في ذلك، لكن الحكومة الفرنسية ليست جادة حتى الآن".

لكن ما لم يقله الأسد لضيوفه الفرنسيين من برلمانيين وإعلاميين، أن قوائم مخابراته تحوي مئات مذكرات الملاحقة والمنع والاعتقال بحق مواطنين من "فرنسا" التي يطالبها الأسد بالتعاون معه لمكافحة الإرهاب.

بشار الأسد الذي نبه ضيوفه الفرنسيين لكي ينبهوا حكومة بلادهم لتكون "جادة" في محاربة الإرهاب، حتى تحظى بتعاون استخبارات النظام، لم يقل لهؤلاء الضيوف أيضا إن قوائمه تحوي مشاهير فرنسيين، بينهم رموز كبيرة أسهمت في "المقاومة الشعبية" إبان الحرب العالمية الثانية، وكان لها دور بارز في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي.

وبشار الأسد الذي نوه في حديثه بواقعة "شارلي إيبدو"، ليبدو كمدافع عن حرية الصحافة، لم يقل كذلك لضيوفه من البرلمانيين والإعلاميين العرب أن ثلة من الإعلاميين الفرنسيين البارزين مدرجين على قوائم مخابراته، وفئة غير قليلة منهم مطلوبة للاعتقال.

*مقاومون للنازية

وحتى ندخل في الوقائع الرسمية، فقد عدنا إلى الأرشيف المليوني الذي بحوزة "زمان الوصل" (1.7 مليون مذكرة)، ليتضح لنا بالأرقام وجود 639 مذكرة، تضع الفرنسيين في مرتبة متقدمة على سلم المواطنين الأوربيين المستهدفين بالمذكرات، التي تطال 153 جنسية حول العالم.

ويكشف التدقيق في بعض تفاصيل القوائم أن هناك مذكرات بحق رموز سياسية ذات وزن كبير وتاريخ عريق في فرنسا، ومنهم: جان بيير بلوش (Jean Pierre Bloch) أحد أهم رموز المقاومة الشعبية الفرنسية للاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية، وعضو الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) منذ عام 1936.

وقد حاز "بلوش" على عدد كبير من الأوسمة والميداليات داخل وخارج فرنسا، ومن أهمها: وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط، ميدالية مجلس السوفييت الأعلى، ميدالية فرنسا المحررة. توفي "بلوش" في 1999.

ومن بين أهم المدرجين على قوائم نظام الأسد، رمزا المقاومة ضد النازية، الشقيقان التوأمان ألفرد وبول فلوريه. 

ألفرد كوست فلوريه (ALFRED COSTE FLORET) سياسي فرنسي عريق وعضو مهم في البرلمان الأوروبي، شغل عضوية عدة لجان فيه، وساهم من قبل في تأسيس شبكة المقاومة ضد الاحتلال النازي لفرنسا.

و"ألفرد" هو الشقيق التوأم لـ"بول كوست فلوريه" (PAUL COSTEFLORET) السياسي والمسؤول الفرنسي الذي شغل منصب مستشار ومدير مكتب وزير العدل الفرنسي الأسبق فرانسوا دي مينتو (في الأربعينات).

ولـ"بول" إسهامات واضحة في إعداد دستور الجمهورية الرابعة ودستور 1958.

تولى "بول" مناصب وزارية متعددة في حكومات فرنسية متعاقبة (9 حقائب) خلال أربعينات وخمسنات القرن الفائت. 

توفي "باول" سنة 1979، بينما توفي "ألفرد" عام 1999.

* 15 مذكرة بحق صحافيين فرنسيين

ومما يضمه الأرشيف الأسدي الذي تنفرد "زمان الوصل" بنشر بياناته وتفاصيله تباعا، 15 مذكرة بحق صحافيين فرنسيين من أبرزها مذكرة اعتقال بحق عميد المراسلين العسكريين في فرنسا "إيف ديباي"، الذي قتله النظام في هجوم على حلب بداية 2013.

ومذكرة اعتقال بحق مارك بيريله (marc burleigh) الصحافي العريق في وكالة فرانس برس، والذي عمل في عدة عواصم حول العالم، ويشغل حاليا مدير مكتب الوكالة في عموم أمريكا الوسطى.

ومذكرة اعتقال بحق الصحافي كريستوف أياد (christophe ayad) صاحب التحقيقات المميزة في رواندا والعراق وغزة.

وهناك مذكرة اعتقال بحق المصور المحترف لوران فاندير ستوكت (laurent van der stockt)، وأخرى بحق الصحافي ديدييه فرانسوا (Didier François) أحد 4 صحافيين فرنسيين تردد أنهم كانوا مختطفين لدى "جهاديين" في سوريا، وأطلق سراحهم في نيسان/إبريل 2014، بعد اختطافهم واحتجازهم لمدة تقارب 10 أشهر.

وسوم: 642