"هؤلاء علمونى" كتاب أفسد العقل !

" هولاء علمونى " كتاب من (تأليف) الأستاذ سلامة موسى (1887 -1958) الذى تتلمذ على يديه الروائى نجيب محفوظ ولد فى قرية بهنباى بالقرب من مدينة الزقازيق لأبوين قبطيين وقد حصل على البكالوريا عام 1903 سافر إلى أورية ليستكمل الدراسة ولكنه انصرف إلى القراءة ولم يتم دراسة الحقوق التى سافر من اجلها . عاد إلى مصر عام 1910 وقد تأثر بالأفكار العنصرية وأصدر مع (شبلى شمل) صحيفة المستقبل 1914 وأغلقت بعد ستة عشر عدداً وترأس ايضاً (مجلة الهلال) عام 1923 لمدة ست سنوات ثم أسس المجمع المصرى للثقافة العلمية واصدار المجلة الجديدة وبعدها اغلقت الحكومة المجمع فقام بتكوين جمعية المصرى للمصرى ويرتكز فكر الرجل على الآتى : رفض الغيب والإيمان بالمحسوس والعودة إلى الفرعونية التى هى أصل الحضارة المصرية واتباع الغرب بلا قيد ولا شرط بحيث نصح صورة منه بعيوبه ومحاسنه وهى نفس الكلمات التى نادى بها الدكتور طه حسين بالضبط وكذا الأستاذ أحمد لطفى السيد وكتاب (هؤلاء علمونى ) هو آخر كتاب (ألفه) سلامه موسى وهو عبارة عن تعريف بكتاب الغرب الذين تأثر بهم الرجل خلال وجوده فى أورية متنقلاَ بين فرنسا وانجلترا حيث نقل الكثير من أفكارهم وقد التقى ببعضهم أيضاَ وهم (فولتير – جتيه – دارون – فيمان – هـ .إبسن – نيتشه – أ.رينان – دستوفسكى – ثورو – تولستوى – فرويد – أ. سميث – هـ إليس – جوركى – شو – غاندى – ديلز – شفايتزر – جان ديوى – سارتر )  هولاء الذين علموا الأستاذ ( سلامه موسى )  ونقل إلينا فكرهم وهو حر فى إختيار من يعلمه ولكنه ليس حراً فى إذاعه الأفكار التى تؤدى إلى إضعاف الدين فى نفوس الناس وتلويث المفاهيم بحجة حرية الفكر !! زعم وباطل وتطاول  مرفوض وقد ألغيت حكومة صدقى فى العهد الملكى المجلة التى اصدرها سلامه موسى لإحتوائها على ما يخالف عقيدة الأمة وألغت كذلك المجمع المصرى الذى أقامه أيام الملكية. وبعد ان زالت الملكية الفاسدة نشروا له عام 1958 كتابه (هؤلاء علمونى) وكل من ذكرهم لا يهمنا أمرهم على الإطلاق فلسنا منهم وليسوا منا ولارابط يجمعنا عدا رابط التعارف الذى امر به الدين وليس رابط آخر على الإطلاق ان إرثنا هو إرث محمد صلى الله عليه وسلم فلا إرث لنا غيره ومحاولات فصلنا عن إرثنا الحقيقى وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة محاولات قديمة جديدة متجددة يقوم بها الأذناب والذيول لصالح المستعمر الذى رحل وخرج من الباب ولكنه عاد من الشباك بل لم يرحل فهو باق بوجود الذيول والأذناب  .

والأستاذ سلامه موسى معروف بشعوبيته وعنصريته ولا نحتاج لإقامة الدليل عليها فهو عنصرى شعوبى بامتياز كما يقولون فى التعبيرات الحديثة وهو منتسب إلى الجيل الذى عبث بقيم الأمة : جيل اوائل عشرينيات القرن الماضى الذى سلم راية الأدب ملوثة للجيل الذى تلاه وسلم راية العلم ملوثة وأحرق المفاهيم الصحيحة وقدم الإنطباعات المضللة محل الحقائق ّ لأنه جيل أوائل عشرينيات القرن الماضى ومعظم رواده الجيل الذى انبهر بالمنجزات (التقنية) الغربية واطلق عليها (الحضارة الأوربية) ورفض أن يسميها بإسمها الحقيقى (الحضارة الأوربية الوثنية ) أو بتعبير الأستاذ (روجيه جارودى) الحضارة التى تحفر للإنسانية قبرها !!.

نعم الحضارة التى تحفر للإنسانية قبرها قدمها لنا جيل اوائل عشرينيات القرن الماضى على أنها (الحضارة الإنسانية) الحضارة التى تحترم الإنسان وتحترم حريته وعقيدته وهى كما ترى حضارة (الشهوة والشهية) .او الإشباع بكل مفاهيمه الهابطة كذا ماقدمه الأستاذ (سلامه موسى) الذى هو تلميذ الأستاذ أحمد لطفى السيد الذى وصفوه واطلقوا عليه استاذ الجيل .

اراد (سلامه موسى) بتقديم كتابه (هؤلاء علمونى ) ان يضع شباب الأمة امام مأزق تاريخى نراه قائم حتى الآن إنه يقول لهم ان الذين علموه هم قدوته وقدوتهم ايضاً وكان ما كان إن إنتشر الكتاب بين الناس ووصف كاتبه بان من كبار الكتاب كما جاء فى التعريف به ّ مصيبة كبرى ان يضم الأستاذ (سلامه موسى) إلى كتاب الأمه والمصيبة الأكبر أن يعرف بأنه من كبار الكتاب ّ ويقول الكاتب عباس محمود العقاد عن (سلامه موسى) " أن الذى يفهمه أتفهه من الذى لا يفهمه" من كتاب عصر الرجال للأستاذ فتحى رضوان "، والغريب ان (سلامه موسى) كان رئيساً لمجلة (الهلال) فى المدة من 1923 حتى 1929!!

نعود إلى كتاب (هؤلاء علمونى) كتاب أصدرت طبعته الثانية دار المعارف المصرية عام 1985 ضمن مجموعة إقرأ العدد (349) أى بعد هلاك سلامة موسى بأكثر من ربع قرن ولاندرى ماقيمة نشر هذا الكتاب وما هى الإضافة الحقيقية التى أضافها للمكتبة العربية .يضم الكتاب مجموعة من الملاحدة وصفهم الكاتب انهم علموه وانهم صناع التاريخ والحقيقة أنه قد تكون لأعمالهم قيمة عند أبناء اوطانهم ولكن من المؤكد أنها لا قيمة لها عندنا اهل الإسلام إلا إذا كانت تحمل فى بعض جوانبها نوعاً من الخير وهذا من الأمور التى نراها مستبعدة !!

والأقرب إلى الفهم الصحيح أن (سلامه موسى) صنع خصيصاً من أجل نشر المفاهيم الإلحادية فى المجتمع الإسلامى وليس من قبيل المصادفة ان يدرس (فكره) فى المدارس الثانوية بالمغرب !! اى فكر لسلامة موسى يدرس فى المدارس الثانوية بالمغرب؟!! يقول الأستاذ فتحى رضوان فى كتابه (عصر ورجال) عن سلامه موسى ما نصه : " وقد كبدته علاقته بالنساء فى فرنسا عناء شديداً والماً فادحاً فقد كان يحس بالإرتباك (الوكس) العاطفى على حد تعبيره فقد كانت أية محاولة من جانبه للتعرف الحميم بآنسة تنتهى بخيبة تكوى العقل والبدن معاً ولم استطع ان اتبين حدود التعارف الحميم الذى عناه سلامة موسى وهل الصداقة الحية أم هو الإتصال البدنى ، وهو الإرتباك والخجل الذى يعقد لسانه ويعوقه عند محاولة التلطف إليهم ام هو العجز العضوى الذى نشأ عن العربدة الجنسية الذاتية التى اسرف فيها فى مصر قبل رحيله إلى الخارج     ص 273 الجزء الأول من منشورات الهيئة العامة لقصور الثقافة (ذاكرة الكتابة )2003 مصر 

ومما ذكره الأستاذ فتحى رضوان فى كتابه أيضاً أنه قال: " أفضى سلامه موسى إلى سكرتير تحرير مجلة الرسالة الجديدة بحديث قال فيه: أنه لايوجد بين أدباء مصر ، أديب واحد يستحق أن يحمل التاريخ آثاره إلى الأجيال القادمة ولم أجد من ادبائنا من يستحق أن يقرأ له أولادنا وأحفادنا بعد عشرة أعوام ص 292 من الكتاب المذكور .

فلما سأل عباس العقاد عن هذا الرأى قال :-

إنى لا لأستطيع ان أبدى رأيى فى غير رأى وما قاله سلامه موسى ليس تعبيراً عن رأى ولكنه تعبير عن حقد وضغينة وشعور بالفشل والتقهقر وكل ما يهدف إليه سلامه موسى من حملاته على الأدب العربى هو تشويه للأدب العربى عامة ورميه بالقصور والجهل والإنحلال والذنب الأكبر للأدب العربى عند سلامة موسى هو أن هذا الأدب عربى وسلامة موسى ليس بعربى "   ص 293 من الكتاب المذكور

ولما سئل العقاد عن مكان سلامه موسى بين أدباء العصر الحديث وعلمائه قال :

" ان الأدباء يحسبون سلامة موسى على العلماء والعلماء يحسبونه على الأدباء والواقع أنه ليس أديباً ولا عالماً ولكنه قارئ لبعض العلم وبعض الأدب فى بعض الأوقات وما يفهمه اتفه مما لا يفهمه "    ص 293 من الكتاب المذكور

اما الأستاذ توفيق الحكيم فقال الآتى: عن سلامة موسى " وما قرأته لسلامه موسى منذ ثلاثين عاماً لا يختلف مما أقرؤه اليوم نزعه وأسلوبا واتجاها حادا إلى إنكار كل شئ والإستخفاف بكل شئ "   ص 293 من الكتاب المذكور.

وذكر الأستاذ فتحى رضوان أنه نقل عن طه حسين قوله "إن جريمة شوقى فى نظر سلامه موسى فى هذه القصائد التى تغنيها أم كلثوم أى قصائد شوقى فى مدح الرسول "   ص 293 من الكتاب المذكور.

اذن الأمر كله يرجع إلى موقفه من الدين والدين هنا هو دين الله فى الأرض وفى السماء : الإسلام

هذا هو سلامه موسى فى نظر معاصريه وهذا هو موقفه من الدين قالوا عنه " فاسد السلوك ، حاقد ، كاره للعربية  وكل ما يمت لها بصلة "

هذا هو (سلامه موسى) استاذ (الكاتب) نجيب محفوظ !! مؤسس (مدرسة الحرافيش) فى الأدب الروائى والذى تخرج فيها جمال الغيطانى وغيره من الحرافيش من الصف الثانى والثالث والرابع !!

نحن الآن أمام رجل اقل ما يقال عنه أنه كاره للدين واستطاع أن يبذر فى أراض الأمة كل مايفسد عقيدتها ومنظومه قيمتها بل استطاع ان يكِّون فريقاً ممن يؤمنون بالأحادية والذين تشبعوا بأرائه الفاسدة حين يتولى رئاسة مجلة الهلال المصرية وايضاً خلال عمله ببعض دور النشر الأخرى .، ولا يصح فى الأفهام السليمه أن تذاع أو تفسر للرجل كلمة واحدة باسم (حرية الفكر) لأن ما يكتبه هى دعوة لإضعاف الدين فى النفوس ودعوة أيضاً للزندقة وعلى الدولة ألا تسمح مطلقاً بمثل هذه الأعمال كما حدث لطه حسين عندما نشر مؤلف أستاذه اليهودى عن الشعر الجاهلى ( فى مصادر الشعر الجاهلى ) فقد تصدت له الدولة وتم احالته للنيابة وصودر الكتاب وقد تم التعديل المطلوب والإعتذار وسلبت منه الدرجة التى كان منحها له الأزهر من قبل. أن أعمال سلامه موسى أعمال ضد الدين ومنظومة القيم العليا التى تشكل خصائص الأمه والتى يجب علينا المحافظة عليها بكل قوة وقد اخترنا (جان بول سارتر) من ضمن الذين علموا (سلامه موسى) لنعرف ماذا تعلم (سلامه) يقول سلامه موسى عن مسرحية (ابليس والله الطيب) لجان بول سارتر الآتى نصاً : - " تحوى من الزندقة او الهرطقة مالا يطيقه مؤمن ولكن المتفرجين أنصتوا وكأنهم كانوا فى قاعة جامعية يتعلمون "   ص 248 من الكتاب المذكور

وينقل عنه أيضاً " ليس للإنسان شيئاً اكثر من أن يكون المشروع الذى شرعه وخططه لنفسه ووجوده نفسه ليس قائماً إلا على الحدود والقياسات التى يحققها لنفسه وهو اذن ليس شيئا اكثر من مجموع اعماله ليس شيئا أكثر من حياته "   ص 250 من الكتاب المذكور.

ويسأل سلامه ويرد لماذا نجحت الوجودية فى فرنسا بل فى أوروبا "اعتقد أن نجاحها يرجع أولا إلى التفكير المادى الذى عم أوربا وجعل الأوربيين ينفرون من الغيبيات بأنواعها جميعاً ويرجع ثانياً إلى إحساس الزهو الذى تضيفه الوجودية على المؤمن بها ، ومن حيث أنه مستقل فى هذا الكون . له حق الإختيار دون أى قوة أخرى ويرجع ذلك إلى اليسر البديع فى أسلوب سارتر الذى جعل الأستاذ والطالب والحوذى والسمكرى  يفهمونه بلا استغلاق وهم بهذا الفهم سعداء مزهون " ص  253

ويستطرد سلامة قائلاً : " ولو كنت أخاطب الشباب وأنشد لهم القوة والمجد لدعوتهم إلى الوجودية وعندئد أكون معتمداً على ما يسميه القانونيين " اكذوبة شرعية " أى أكذوبة أهدف منها إلى أن أجعل الشباب يحس أنه مسئول وأن يستطيع أن يتسلط على القدر ويصوغ حياته كما يشاء "ص 254  وينتهى سلامة إلى الاتى: ( ولذلك ينكر الإيمان بالله بل هو يكافح هذا الإيمان) ص 255

هذا هو سلامة موسى وهذه هى دعوته للإرتقاء بالأمه دعوة للإلحاد !! أنه من كتاب البعث الذين ذكرناهم فى مقال سابق بعنوان (جيل عشرينيات القرن الماضى والعبث بثقافة الأمة ) وكان علينا أن تقول والعبث بعقيدة الأمة لأن ثقافة الأمة هى دينها ودينها هو كما علمنا العلامة محمود محمد شاكر رحمه الله رحمة واسعة

هذا ما قدمه (سلامه موسى ) لشباب الأمه ! الإلحاد ! واليوم اليوم نرى نتائج صنعه ! لقد أثمر العمل وجاءت النتائج باهرة !!

ويقول العالم الكبير الدكتور محمد الحسينى إسماعيل :- 

" ثم تأتى الفلسفة الوجودية لترى أن الحياه عبثاً لا طائل من ورائها ! حتى أن الموت عند سارتر ليس هو إلا العبث الأخير وهو لا يقل عبثاً عن الحياه ذاتها فالموت يظهر عند سارتر كجزء من الصفقة أى جزء من صفقة الوجود على حد تعبيره وقد أدت هذه الفلسفة بالإنسان إلى الإعتقاد بأنه موجود فى عالم عبثى لا معقول أى عالم خال من الآلهة "  ص 378 من كتابه الدين والعلم وقصور الفكر البشرى – مكتبة وهبة – مصر 1419/1999 م

وهذه الفلسفة ذاتها التى دافع عنها الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوى وترجم كتاب سارتر (الوجود والعدم ) عام 1963 وكان يتسابق إلى إقتنائه أدباء العصر حتى أتم الله نعمته على الدكتور / عبد الرحمن بدوى وأدار ظهره لكل هذا البلاء والعبث وقال كلمته العظيمة (( لم ينتج العقل العربى شيئاً يستحق الإشادة به ))

وعليه شطب عبد الرحمن بدوى كل منتجات الغرب وشطب أيضاً على منتجاته فى هذا الخصوص وقدم للمكتبة الإسلامية كتابية

أ – دفاعا عن القرآن ضد منتقديه.

ب – الدفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم ضد منتقديه

وعاد إلى عقيدته وعاد إلى ربه راضياً مرضياً أما (سلامه موسى) فجنايته على أمته افظع ماتكون الجناية وأمره موكول إلى الله . والحمد لله على كل حال. 

وسوم: العدد 648