ارتفاع نسبة ممارسة الجنس بين التلاميذ والطلبة التونسيين

هل ارتفاع نسبة ممارسة الجنس بين التلاميذ والطلبة التونسيين ما بين سن الخامسة عشرة والعشرين سببه غياب التربية الجنسية أم غياب التربية الإسلامية؟

نشرت إحدى الفضائيات الأوروبية الناطقة بالعربية خبرا مفاده أن إحدى الدراسات كشفت عن نسبة عالية تقدر بأكثر من 70% من تلاميذ المؤسسات التعليمية، وطلبة الجامعات في تونس ما بين سن الخامسة عشرة والعشرين يمارسون الجنس ، ومباشرة بعد إذاعة هذا الخبر ظهر على الشاشة أحد المتخصصين في أوضاع المراهقين يعزو شيوع ظاهرة انتشار الجنس بين التلاميذ والطلبة المراهقين في تونس إلى  غياب التربية الجنسية . وإثر سماعي الخبر والتعليق عليه  خطر ببالي السؤال التالي : هل انتشار هذه الظاهرة الآفة سببه غياب التربية الجنسية أم غياب التربية الإسلامية ؟ فمن المعلوم أن الأسر في البلاد الإسلامية العربية وغير العربية تربي أبناءها تربية إسلامية بطرق تتفاوت من حيث الحرص أو التساهل في تطبيق هذه التربية ، وذلك حسب وضعيات  هذه الأسر وقربها أو بعدها من التدين . ومعلوم أن المؤسسات التربوية تختزل التربية الإسلامية في مادة دراسية تلامس بعض القضايا الدينة نظريا ، وهي مادة لا تحظى بكبير اهتماما لدى الشباب المراهق الذي يجد صعوبة كبيرة في التوفيق بين ثقافته الإسلامية والثقافات الأجنبية الغازية خصوصا الغربية في زمن ثورة تكنولوجيا المعلومات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة كما يقال . ولقد صار تأثير الشبكة العنكبوتية في الشباب المراهق العربي والإسلامي أكثر من تأثير أسرهم وتأثير المؤسسات التربوية التي لم تعد تمارس التربية بل صار دورها يقتصر على  تلقين المواد الدراسية ، أما المؤسسات الدينية وهي المساجد لم يعد هذا الشباب يعيرها أدنى اهتمام لانشغاله الكامل بمواقع الشبكة العنكبوتية  والفضائيات . ولقد صارت اهتمامات الشباب المراهق العربي والإسلامي منحصرة في رياضة كرة القدم من خلال الولع بأندية رياضية لا تكاد منافساتها تنتهي ، وفي أصناف الموسيقى التي أفرزها العصر والتي يغيب فيها  كل ما يمت بصلة للتربية ،وفي أفلام  وفيديوهات الجنس المبثوثة عبر الفضائيات وعبر مواقع التواصل على الشبكة العنكبوتية. ومن المعلوم أن ظاهرة شيوع الجنس بين الشباب المراهق ليس في تونس وحدها بل في العالم العربي من محيطه إلى خليجه ،وفي العالم الإسلامي، وفي كل بقاع العالم سببه ما توفره الشبكة العنكبوتية لهذا الشباب من تواصل  وتغريد بحيث تبدأ الممارسة الجنسية عبر التصوير  الحي  لتترجم إلى ممارسة فعلية في الواقع . ويتلقى الشباب المراهق دروس في تربية جنسية منحرفة لا يؤطرها دين أو أخلاق . ولقد أصبحت الأسر متجاوزة  في تربية أبنائها بسبب غزو محتويات الشبكة العنكبوتية المخلة بالأخلاق . ومعلوم أن سن المراهقة ، وهو سن اكتشاف المراهقين لغريزة الجنس وانفجارها لديهم يجعلهم موالعين بالبحث عن المواقع الإباحية والإقبال عليها بنهم . وتعتبر المواقع الإباحية مصدر التربية الجنسية لدى الشباب المراهق ، وهي مواقع تقدم لهم نماذج شاذة من الممارسة الجنسية ،فينشأ لدى هذا الشباب اعتقاد بأنها الممارسة السوية، ويقع ضحية تقليدها وتقمصها ، الشيء الذي يجعله مشدودا إلى  الجنس بشكل ملح ، وهو ما يشيع الإقبال على الممارسة الجنسية لدى تلاميذ المؤسسات التربوية وطلبة المعاهد الجامعية . ولا يوجد في البرامج الدراسية ما ينبه هذا الشباب إلى الطبيعة الشاذة للممارسة الجنسية في المواقع الإباحية . ومن تأثير هذه المواقع انتشرت ظاهرة ما يسمى المثلية التي صار لها دعاة ومناصرون يكرسون انحراف الشباب المراهق جنسيا . وبسبب  ذلك  غزت الممارسة الجنسية حتى المؤسسات التربوية كما هو الشأن بالنسبة لما صور مؤخرا في جنوب المغرب بين شابين مراهقين وصفا بالمثليين داخل قاعة دراسية فارغة ونشر على اليوتوب للاستهلاك العام. إن معالجة هذه الظاهرة يكمن في العودة الصحيحة للتربية الإسلامية التي لها طريقتها الخاصة في معالجة موضوع الجنس.

وسوم: العدد649