التفجيرات المتناثرة في العالم ..أسبابها ..ومن يقف وراءها

اعزائي القراء..

بالأمس القى الرئيس الامريكي باراك اوباما الخطاب السنوي الروتيني والذي يسمى خطاب حالة الاتحاد.

جميع الرؤساء الامريكيين يستخدمون هذه المناسبة لتلميع صورتهم امام الرأي العام الامريكي فالنجاحات الصغيرة تضخم بينما الاخطاء الكبيرة يتم تجاوزها. يعرض الرؤساء عادة في هذه المناسبة مشاريع وهمية مستقبلية واعدة وتمر السنين ولا تجد لها اثرا سوى محاولات في طور التجارب.

ولكن اهم بند في خطاب الامس كان حول داعش . تكلم عن التحالف الستيني كقوة ضد داعش وطلب تفويضا من الكونجرس لاستدعاء قوات برية على الارض لمحاربة داعش.

تصوروا ذلك! رئيس قضى فترتين رئاسيتين في البيت الابيض يطلب في عامه الاخير تفويضا لمحاربة داعش على الارض..!بينما كان بامكانه في سبع سنوات القضاء على كل دواعش المجرات الفلكية. 

لاحظت بعض الابتسامات على وجوه بعض الاعضاء عند تطرقه لهذه الفكرة ، فهم اليوم لايملكون سوى هذه الابتسامات بعد ان تخلى الكونجرس عن مسؤولياته .

اليوم يستعد اوباما لتسليم البيت الابيض لخلفه بل هو تواق لذلك فلقد رحل اعقد الملفات لخلفه بينما هو منذ اليوم في اجازة ستمتد لعام كامل هذه هي عادة رؤساء امريكا.

ولكن وعلينا ان نعترف من ان الرئيس الامريكي وخلال سبع سنوات ماضية حقق انجازا هاما للتحالف المستتر والمشكل من روسيا - امريكا - ايران .. هذا التحالف هو مخابراتي بإمتياز فإستطاع هذا التحالف وفي مختبراتهم إستنساخ عنزة دوللي الجديدة فكانت داعش. 

نواة داعش هي بالأصل نواة مخابراتية ولايهم بعدها انضمام البسطاء والتفافهم حولها. 

فلتعمل داعش ماتشاء كتنظيم مفتوح يدخل اليه من يشاء ويخرج منه من يشاء ولكن وهذا هو الاخطر الجزء الفعال من داعش هو بأيديهم.

لايعني التحالف المستتر تحقيق داعش لبعض النجاحات في العراق او في سوريا فهذه نجاحات مطاطة لها حدودها وقواعدها. مايعنيهم بالفعل هو الجزء الذي تحركه مخابرات التحالف الخفي في دول عالمية اخرى فيستخدمون هذا الجزء الهام من داعش لتأديب اي دولة تخرج عن الخط المرسوم لسياسة الحلف المخابراتي الخفي.

هذا الحلف لايريد ان يسمع الكثير عن مجازر الاسد ولا عن موعد رحيله ولايريد للآخرين ان يكونوا جادين في نزع سلطة الاسد.

فما حصل في فرنسا منذ اشهر وما حصل في استنبول بالامس وما قد يحصل في عواصم اخرى في المستقبل ان لم تفهم الدرس هو من تنفيذ الجزء الفعال والمقتطع من داعش غايته اعادة هذه الدول (المارقه) الى السياسة التي رسمها الامريكان مع الروس وعميل ايراني صغير.

فرنسا تعلم ذلك..

وتركيا تعلم ذلك..

والمانيا يلوحون لها بضرورة الإنضباط وذلك باستهداف السواح الالمان في ميدان السلطان احمد في استنبول في التفجير الاخير والمقصود.

فالتفجير كان رسالة لألمانيا ايضا من الابتعاد عن اي حلف اوروبي تكون تركيا طرفا فيه .

إذن الجزء الفعال من داعش هو مركز اللعبه . بينما يشغلون ثوار سوريا والسعوديين والعالم الاسلامي بداعش الملثمة رافعة العلم الاسود والتي تتحرك في ارض مفتوحة منبسطة وبسلاح كامل وعبر بادية الشام وعلى مرأى من الجميع وتصل تدمر بالسلامة .ثم يوجهون انظارنا الى تمدد داعش كخطر على شعوب المنطقة علما وكما قال جنرال امريكي متقاعد نستطيع وخلال مدة قصيرة جدا الإنتهاء من داعش وجعلها حدوته يرويها الاجيال لاحفادهم.

اعزائي القراء..

اليوم يوجد حرب خفيه طرفها الاول مخابرات التحالف الخفي وطرفها الثاني اوروبا وتركيا والسعودية .

ولكن الطرف الاخير محاصر بتفجيرات داعش الفعالة في عواصمها وفي كل مرة تشعر امريكا وحلفاءها ان هناك تقاربا يجمع اعضاء الطرف الثاني.

حكام اوروربا بما فيهم حكام تركيا يخافون سﻻح التفجيرات لسبب كونهم دول ديموقراطية لشعوبهم تأثير على الانتخابات..وهذه نقطة ضعف قاتلة لدى هذا الطرف..

ولكن يبدو ان المؤامرة قد وصلت اليهم.. 

فليس امامهم سوى رفع أصواتهم بقوة وتعزيز تحالفهم 

فليس هناك شرق اوسط جديد.. فحسب!

بل قد يكون هناك اوروبا جديدة ...

وسوم: العدد 651