أين الطريق الصحيح لتحقيق السلام ، و هل يزهر السلام في برك الدماء ؟

الإسلام رسالة تحمل معاني سامية فهو دين السلام و التعايش و التسامح...

هو ثالث دين سماوي و إيمان المسلم بكل الديانات لدليل على مفهوم هذه الرسالة النبيلة.

ثم إن الدين الإسلامي الحنيف يرفض الهيمنة و التعصب و التطرف و العنصرية ، و نحن كعرب يجب علينا أن نتوحد و نتصالح إذا ما كان هنالك خلافات و إذا لم نتمكن من بلوغ هذا الهدف فإنها المصيبة التي ربما مع الأيام تزداد تفاقما. 

الحضارات الإنسانية مبنية على التفاهم و التعايش جنبا إلى جنب و حضارتنا العربية الإسلامية التي من المفروض أن تكون أكثر انسجاما هي ضرورة ملحة آن الأوان أن نقبلها و نتقبلها.

وان الإرهاب الذي لا دين له ، ألصقوه بالإسلام ، و الإسلام براء منه لأن لا علاقة له بالإسلام، فالعنف و التطرف متواجد في كل المجتمعات و بالتالي هو آفة تأتي على الأخضر و اليابس . جاء نتيجة تغيير سياسة العالم المتمثلة في تفكك الصراع الأيديولوجي و العولمة.  ثم إن تنامي ظاهرة الإرهاب في ظل هذه التحولات، صارت العلاقات الدولية اليوم متوترة جدا .... لماذا ؟ لأنها مرهونة بأوضاع جديدة تؤدي إلى انتهاك القانون الدولي ، مثلما فعلت إسرائيل في فلسطين و غزة و في العرب ككل، ثم إن من صنع الإرهاب هي إسرائيل ربيبة الولايات المتحدة الأمريكية .

علينا نحن العرب أن نكون منفتحين أكثر على حضارات الشعوب الأخرى ، متحدين و مؤمنين بالحوار لأن لا تعايش بدون حوار مبني على التفاهم و التعاون المتبادل ... ثم لا تعايش بدون حوار الحضارات و كذلك الثقافات و الأديان.

صحيح هناك تنوع حضاري من أجل التفاهم و التمازج الثقافي و هو أمر يكاد يكون متأكد بل استراتيجي بالنسبة إلى تأمين مستقبل الإنسانية، لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا العالم يشهد اليوم جدلية العولمة فالدين الإسلامي له دور في نحت هويتنا الثقافية الإسلامية و عدم تسييسه. و يلزم تقريب الحضارات و إثراء بعضها البعض و هو ما يسمى بتلاقح الحضارات مما يكرس روح التسامح و التعاون و المنفعة المتبادلة ... بدلا من تفاقم العنف و الإرهاب و الخلافات و الحروب التي نعيشها اليوم، فالعالم يعيش الكثير من التناقضات و تحت تأثير توازنات مختلفة لكن لا بد من التأكيد على أن الحضارة العربية الإسلامية تبقى هي الأكثر انسجاما و الحوار يؤدي دائما إلى نتائج أفضل للشعوب، أما الحضارات التي تنادي بالصراع هي تستند إلى القوة العسكرية  و الاقتصادية و التكنولوجية و تزيد فرض إرادتها على المجتمع الدولي ، بل و تحشر أنفها في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة و كأني بها دولة مارقة تعتبر نفسها دولة بوليس العالم ... حتى تفرض هيمنتها على بعض الشعوب الأخرى.

فحوار الحضارات أصبح اليوم حسب اعتقادي ملحا أكثر من أي وقت مضى و هو ضرورة حتمية إن صح التعبير للأمن و السلام و الاستقرار في العالم و درعا ضد التوترات التي تقود إلى العنف و إلى الإرهاب و الحروب… و مزيد المشاكل التي قد نكون في غنى عنها ، خاصة و أن الغرب أكثر حرصا من اليهود على بقاء دولة إسرائيل. 

الأديان ثلاثة كما أسلفت الذكر و الثقافات لا تحصى و لا تعد ، و لكن المشارب الحقيقية في هذا الجدل اثنان : غرب ضم إليه اسرائيل بالأحضان و عرب مسلمون مستسلمون  فكيف بهؤلاء أن يكونوا متضامنين متمسكين بمبدأ الحوار؟

و حتى إن وجد ... فأي معنى لهذا الحوار ، في ظل حساسية الغرب المغرضة ضد الإسلام و غرب يزعم أنه يرفض استخدام الدين لتبرير القتل و ممارسة العنف و الإرهاب، مع أن موقفه من الإسلام قائم منذ أول الحروب الصليبية إلى الآن مرورا بكوارث الاستعمار و ما انجر عنها  من تراكمات وفقر و خصاصة و جهل  الخ....

فالسياسة الغربية قائمة على كراهية عميقة للإسلام و المسلمين و بصفة عامة للعرب و هناك ازدواجية معايير الغرب في التعامل مع قضايانا و المشكلة أننا نصدقهم و نثق فيهم و نستمع لنصائحهم . 

الغرب يزعم أنه قادر على صنع المستقبل و إحلال السلام العادل في الشرق الأوسط بمعنى أنهم يريدون الأمن و السلام لإسرائيل لا غير و الإذلال و الهوان للعرب ككل و للفلسطينيين خاصة و يسمح الغرب لنفسه و لإسرائيل بالإمعان في دوس الكرامة العربية و هم يثبتون لليهود أنهم أكثر حرصا منهم على بقاء الكيان الصهيوني و الحفاظ على دولة إسرائيل و يحاولون دائما التودد لهم و هم لنا كارهون. 

للأسف نحن العرب مهزومون سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا  ما في ذلك شك و إننا وقعنا في الفخ رغم ما لدينا من ثروات طبيعية من بها الله علينا كالبترول الذي لم تعد له أي قيمة وغير ذلك ....

فأين الطريق الصحيح لتحقيق السلام ، وهل يزهر سلام في برك من الدماء و الموت و الدمار؟ 

وسوم: العدد 656