أين الخدمات السابقة؟

معمر حبار

[email protected]

لم تعد تقاس الدول بما تملكه من طائرات ومستشفيات و مصانع، لكن أصبحت تقاس بما تقدمه من خدمات لأبنائها. و الملاحظ في السنوات الأخيرة، أن هناك تطورا ملموسا في الجانب المادي التكنولوجي وفي عدة ميادين ومنحنى التطور في تصاعد مستمر، كوسائل الاتصال الاجتماعي، والشبكة العنكبوتية المختلفة، والمحول بأشكاله، وغيرها من وسائل تكنولوجية أخرى، لم تعرف بعد.

لكن يبقى جانب الخدمات الإنسانية ضعيف جدا، إذا ما قورن بالسنوات الماضية، والأمثلة أدناه، توضح ذلك.

كان الجزائري فيما مضى، يستلم حوالة التقاعد وهو في البيت، ويدفع ثمن الماء والكهرباء وهو في بيته، وحين كان يتبرع بالدم، تقدم له ألذ أنواع المشروبات والأكل. والأجداد يقولون بأنه في عهد الاستدمار الفرنسي، يعطى الشواء بكمية كبيرة للمتبرع بالدم. وحين كنا صغارا، كان يقدم لنا كوب الحليب صباح كل يوم في المدرسة.

يحدث كل هذا، والجزائر يومها ، ترزخ تحت خط الفقر، ونقصا في المادة، وحاجة كبيرة للجانب التكنولوجي. فالجزائري لم يكن يومها يملك ثلاجة، ولا تلفازا، وإن وجد فالحي كله يجتمع حول رائي واحد، ويستعين بثلاجة واحدة.

 بينما اليوم، وهو المتشبع بوسائل التكنولوجية، حتى أن شركة توزيع الكهرباء والغاز إشتكت منذ عامين من توفر الجزائري على أكثر من ثلاجة في بيته، وأكثر من رائين وأكثر من تلفاز، وغسالة، ووسائل كهرباية أخرى متطورة، حين عرفت الجزائر في السنوات الماضية، إنقطاعات فضيعة متكررة في إنقطاع الكهرباء، ماألحق أضرارا بالغة بالتجار والمخابز، والمستهلكين العاديين في بيوتهم، وبوسائلهم الكهرباية التي تستعمل بشكل يومي. ولم تستطع الشركة تلبية تلبية حاجات الجزائريين من الكهرباء، إلا بعد جهود كبيرة شاقة، كلفت الجزائريين، سنوات من الخسائر والعناء.

واليوم، وبعد التطور التكنولوجي، تجد الجزائري المتقاعد، وهو الذي أفنى شبابه في خدمة مجتمعه، يقف في طابور طويل، تحت جليد الشتاء وحر الصيف، ينتظر راتبه من التقاعد. ويتبرع بدمه دون أن يقدم له فنجان قهوة. ومازال الجزائري يقدم له فنجان القهوة، دون كأس الماء. ومازال يشتري الخضر ويدفع ثمن الأتربة العالقة بها. ومازالت الكليات بالجامعات الجزائرية، تحتكر وسائل التكنولوجية على مسؤوليها دون عامة الموظفين من الأسرة الجامعية، وكأن الوسيلة التكنولوجية وضعت للمسؤول، وليس للعامة.

الخدمة المقصودة، هي تلك الخدمة الموضوعة تحت تصرف كافة أفراد المجتمع، ودون أن يطلبوها، وفي كل الأوقات وبكيفية مريحة سهلة.