ميلشيات الحشد الطائفي تعيث في تكريت فسادا

ميلشيات الحشد الطائفي تعيث في تكريت فسادا

محمد شركي

[email protected]

تناقلت وسائل الإعلام خبر عدوان ميلشيات الحشد الطائفي على ساكنة مدينة تكريت العراقية ، وهي ساكنة سنية قاومت الغزو الأطلسي الأمريكي ، كما رفضت الحكم الطائفي الذي نصبه هذا الاحتلال فتعرض بسبب ذلك للعقاب وفق خطة خبيثة حيث استخدمت العصابات الإجرامية المعروفة بداعش، وهي عصابات صنعت مخابراتيا من أجل التمويه على عملية استئصال المقاومة السنية في العراق وسوريا . وبعد ما عانت ساكنة تكريت من ويلات جرائم العصابات الإجرامية الداعشية صارت ضحية انتقام الحشد الطائفي ، وهو حشد رافضي حاقد عليها كان يتربص بها الدوائر . ولقد تأكد أن دعوى محاربة عصابات داعش الإجرامية ما هي إلا ذريعة للتمويه على استهداف سنة منطقة الأنبار الذين رفضوا الغزو الأطلسي الأمريكي وتداعياته وعلى رأسها التمكين لنظام طائفي مهد الطريق أمام تدخل الدولة الصفوية الإيرانية في عراق كان زمن الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد رحمه الله يقف سدا منيعا في وجه أطماعها في الوطن العربي . ولقد تعمد الغرب بزعامة الولايات المتحدة الإطاحة بالرئيس المجيد بذريعة كاذبة مفادها امتلاكه أسلحة دمار شامل ثبت للعالم أجمع أنها محض افتراء وكذب . وها هو الغرب الذي غزا العراق بالأمس يوقع اليوم اتفاقية مع الدولة الصفوية في إيران بخصوص امتلاكها طاقة نووية من المرجح أنها تخطت عتبة مجرد امتلاك الطاقة السلمية إلى عتبة امتلاك أسلحة دمار شامل. ولقد صار امتلاك إيران لأسلحة الدمار الشامل حقيقة لا مجرد افتراء كما كان الحال بالنسبة للعراق في عهد الرئيس الشهيد وقد استخدم الافتراء ذريعة للغزو والاستيلاء على ثروات النفط . ولقد تعرضت منطقة الأنبار خلال الغزو الأطلسي لأشرس عدوان لأنها قوامته وقتل أبناؤها تقتيلا ، وزج بهم في سجون ومعتقلات رهيبة أوكل أمرها إلى ميلشيات طائفية حاقدة سامتهم سوء العذاب تحت أنظار القوات الأطلسية وبإشرافها. ومن أجل التغطية على جريمة تصفية واستئصال سنة منطقة الأنبار اختلقت ذريعة محاربة العصابات الإجرامية الداعشية التي صنعت مخابراتيا حيث كان الجيش العراقي يؤمر من قبل بإخلاء مناطق سيطرته والتخلي عن أسلحته لهذه العصابات التي لعبت دورها في المسرحية الهزلية التي ألفها الغرب الأطلسي من أجل تحقيق أهدافه غير المعلنة . وبعد فصل إخراج عصابات داعش من تكريت في هذه المسرحية جاء فصل الحشد الطائفي الحاقد ليعيث فسادا في تكريت تقتيلا واغتصابا ونهبا وسلبا وإحراقا وتدميرا على الطريقة التتارية . ويحدث كل ذلك بعلم المجتمع الدولي الذي اكتفى مجلس أمنه بمجرد التعبير عن قلقه مما يحدث في حين يتستر النظام الطائفي على الجرائم المرتكبة في تكريت ، ويزعم أن شيئا لم يحدث في تكريت في الوقت الذي تنقل وسائل الإعلام صورا للجرائم المرتكبة ولاحتفال الحشد الطائفي بها . وإن الغرب الأطلسي يعاقب سنة العراق بواسطة الحشد الطائفي لأنهم رفضوا الاحتلال وقاوموه ورفضوا خلق نظام طائفي في العراق تابع للدولة الصفوية في إيران والتي تطمح إلى استعادة إمبراطوريتها الفارسية ،ولا تخفي أطماعها التوسعية في بلاد العرب . ولما كان الغرب الأطلسي يقيم علاقاته على أساس المصالح فإن مصالحه اقتضت تدخله من أجل التمكين لدولة إيران التي صارت تتدخل علانية في الدول العربية عسكريا كما هو الشأن في العراق وسوريا واليمن ولبنان بعلم الغرب الأطلسي ومباركته . ولقد تأكد أن خراب العالم العربي كما أراده الغرب الأطلسي بدأ بغزو العراق ، وبهذا الغزو بدأ تنفيذ مخطط الخراب من خلال خلق ما سماه الفوضى الخلاقة التي تبيح له تحقيق ما يريد ويبتغي . ولا تعوز الغرب الذرائع من أجل تحقيق هذه الأهداف المبيتة . ولقد بدأ أمس تحريك عصابات داعش الاجرامية من أجل التمهيد للإجهاز على مخيم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا خصوصا الذين يساندون حراك الشعب السوري ضد نظام البعث المستبد . ولا شك أن ميلشيات الحشد الطائفي وعلى رأسها عصابات حزب اللات اللبناني ستفعل ما فعلت مثيلاتها في تكريت تحت ذريعة محاربة داعش ، وقد عاثت فسادا في سوريا ، وهي تقتل يوميا الشعب السوري السني بدافع الحقد الطائفي . ولا شك أن ذريعة محاربة العصابات الإجرامية الداعشية ستستخدم في جهات عديدة من الوطن العربي قصد تحقيق أهداف الغرب الأطلسي غير المعلنة والتي باتت مكشوفة .