أسئلة كثيرة وقولٌ واحد

لماذا انتحر إرنست همنجواي؟

لماذا يوضع إزرا باوند في مصحة مدة ثلاثة عشر عاماً؟

لماذا يحاكم الفيلسوف الفرنسي جارودي في وطنه ويحاصر وتمنع كُتُبه؟

لماذا تمنع مسرحية تاجر البندقية لشكسبير في كثير من العواصم الغربية؟

لماذا يُحظرُ الحديث عن الهولوكوست بروح علمية؟

اسئلة لا تخلو من براءة قام بطرحها الطالب المثالي على استاذه الواقعي فلم يحظ منه بغير ابتسامة إشفاق.

***

من يعرف ما سيكون غداً أو غدٍ او بعد حين في العراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيا ومصر؟

متى، بحسب المحللين السياسيين الاذكياء (!) سيكون سلام او استقرار في هذه المواطن كلها، وعلى اي نحوٍ يكون فيما يقررون او يحدسون؟

كيف سيكون (الشرق الاوسط الجديد)، وكيف تتبوأ الاقليمية مواقعها او مراكز نفوذها فيه؟

هل يمكن ان يكون للعرب لون اتفاق فيما يخص علاقاتهم بعضهم ببعض، او يكون لهم مجرد رأي متواضع في شؤون اقطارهم الداخلية؟

اسئلة طرحها الطالب الذكي على استاذه الالمعي فلم يظفر منه بغير نظرة رثاء.

***

من ذا الذي يعرف حقائق الانباء في الوطن العربي من الماء الى الماء؟

من ذا الذي تستقر عنده الانباء ويعرف صادقها من كاذبها؟

من الذي يمحو ويثبت في خريطة ما نُسمّيه جُزافاً: «النظام العربي» معتمداً قابلية المطاوعة والرضوخ في الخلف الذين خلفوا من بعد احرار الرجال وحرائر النساء واصبح امرهم فُرُطاً؟

متى سنصحو يوما على امر لا يكون غُمة علينا او ملتبساً، ومتى يكون اي شيء – بالإطلاق – واضحا وضوح ارجوان الدماء في مدائننا العربية؟

اسئلة أقضّت مضجع الطالب الذكي فتقدم بها من استاذه الالمعي، فقال: بعد ان ضاق ذرعاً بتتابعها وسيء بها جملة:

إنني اعرف ما ترمي اليه ايها الفتى، واني لمُجيبُكَ بأوجز قول وأقطعه للظنون.

إن المخلوق الوحيد الذي يملك ان يحرر لك ما يشفي فضولك في كل ما سبق هو الصهيوني نتنياهو.. قولٌ واحدٌ لا معقّب له.. وأنت وما تفهم يا بُني.

وسوم: العدد 842