مخططٌ إعلامي علماني عالمي ماكرٌ خبيث فحذروا

د. عبد الله الناصر

هناك مخططٌ إعلامىٌ علمانىٌ عالمىٌ ماكرٌ خبيث فإحذروا :

- بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على خَاتَم أنبياءِ رسل الله

- أما بعد ...

- فهناك مخططٌ إعلامىٌ علمانىٌ عالمىٌ ماكرٌ خبيث ،

- يدعوا إلى الثورةِ الخَلاَّقةِ ، أى الثورةُ التى تَخلقُ :

- ( المشاكلَ والأزماتِ والإضطراباتِ للأُمم وفى الأُمم ) ،

- وذلك عن طريقِ كلٍ من :

أولا : إشعال نيرانِ الفتنِ ، وتزكيةِ الخلافاتِ والصراعاتِ بين :

- ( الأديان ، والمِلل ، والنِّحَل ، والفِرَقِ ، والمذاهب ، والطوائف المختلفة )

- سواءٌ بين : المسيحيين والمسيحينَ أقباطا :

- ( أرثوذكس ، وبروستانت ، وكاثوليك ) .

- أو بين المسيحين والمسلمين ، بإشعال نيرانِ الفتنةِ الطائفية ،

- أو بين المسلمين والعلمانيين من ناحية ،

- وبين المسلمين وبين بعضهم البعض : ( سُنَّةٌ ، وشيعةٌ ، وأكراد ) ،

- من ناحيةٍ أخرى .

- حتى تُصبحَ هذه الطوائفُ متقاتلةً متناحرة ،

- مما يَكفِهم شر المواجهةِ والقتال .

ثانيا : هناك دعوةٌ ماكرةٌ خبيثةٌ تدعوا إلى :

- تدعوا إلى إخفاءِ وكتمانِ وعدم الحديثِ أو إذاعةِ أو نشر

- ( الأيات القرأنية ، والأحاديثَ النبوية ، والقصص الإسلامية ) ،

- التى تتحدثُ عن الجهادِ ، وتدعوا وتحثُّ على الجهادِ ،

- بدعوى أنها : ( تَحضُ على الإرهابِ ، وتولدُ العُنفَ ) ؟

- وهى فعلا تَحضُ على الإرهابِ وتولدُ العُنف ،

- ولكن الإرهابُ والعُنف ضدُ من ؟

- ضد العدو الظالم المعتدى ، كما جاء فى قوله تعالى :

- { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ

الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ

مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } الأنفال 60

- وهم بدعوتهم هذه يهدفونَ إلى موادعةِ العدو المعتدى الظالم ومسالمته ،

- والذلةِ والخضوع والخنوع والإستسلام له وعدم مقاومته ،

- وهذا هو ما يُحذرُ الله منه بقوله :

- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ

انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم

بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ

الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ، إِلاَّ تَنفِرُواْ

يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ

وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } التوبة

39

- وكذلك ما نُسبَ إلى الإمام على رضى الله عنه من قوله :

- ( ما لكم إذا دعوتُكم إلى الجهادِ ، إثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ ،

- أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ بدلا ، وبالذُّلِ

والهَوانِ من العزِّ خَلفا ،

- للهِ أنتم تُكَادونَ ولا َكيدونَ ، وتنتقص أطرافُكم فلا تَمتعضونَ (1) ،

- ولا ينامُ عنكم ، وأنتم فى غفلةٍ سَاهونَ (2) ،

- إنَّ أَخا الحربِ اليَقظانِ (3) ، وباتَ لذُلٍ من وادعَ (4) ،

- وغُلبَ المتخاذلون ، والمغلوب مقهورٌ ومسلوب (5) ،

(1) وتنتقص أطرافُكم فلا تَمتعضونَ : أى تُنتَقَصُ أرضُكم بإحتلالها ،

- وأنتم لا تستاؤون لذلك ولا تُبالون .

(2) لا ينامُ عنكم العدو ولا يسهو ، بل يُفكرَ ويمكرُ بكم ، ويكيدُ لكم ،

- وأنتم فى غفلةٍ عما يُكادُ لكم ، و يُرادُ بكم من سوء .

(3) إنَّ أخا الحرب اليَقظَانِ : أى المُتيقظُ لما يُحَاكُ ويُدبرُ له ،

- ويُرادُ به من مكرٍ وسوء .

- (4) وباتَ لِذُلٍ من وادَعَ : أى من وادعَ العدو فسلم له وإستسلم ،

- ولم يُقاوم الإعتداء والظلم . بات ذليلا .

- (5) وغُلبَ المتخاذلون : أى عن المقاومةِ والجهاد ،

- المغلوب مقهورٌ ومسلوب : أى ذليلٌ مسلوب الكرامةِ والأرض والعرض والمال .

- هذا . ونردُّ على من يقولَ بأن الدعوةَ إلى الجهادِ ،

- ( تولدُ العنفَ ، وتُحرضُ على الإرهابِ ) ،

- وتلك بالطبع فِريَةٌ ومغالطةٌ كبيرة ، فنقول :

- ( أنه من الخطأ أن نحكم على القرأن والإسلام بسلوكيات الأفراد ،

- والصوابُ فى أن نحكمَ على سلوكياتِ الأفراد بالقرأن والإسلام

- هدانا اللهُ وإياكم إلى ما يحبُ ويرضى ،

- وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،

- وسلامٌ على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .

وسوم: العدد 679