النصيرية الباطنية تاريخ يقطر دما

ماهى طائفة النصيريه العلويه – وماهى معتقداتها ؟ !  التعريف  :  النصيرية حركة (*) باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة ، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في علي وألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار (*) الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية (*) والباطنية (*) .

التأسيس وأبرز الشخصيات  : • مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري (ت 270ه‍( عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي (العاشر) والحسن العسكري (الحادي عشر) ومحمد المهدي (الموهوم) والذي زعموا غيابه بالسرداب وهو إمامهم (الثاني عشر) .  زعم أنه البابُ إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارثُ علمه ، والحجة والمرجع للشيعة من بعده ، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي .  ـ ادعى النبوة (*) والرسالة (*)، وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية . • خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب . -• ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 ـ 287 ه‍ من جنبلا بفارس، وكنيته العابد والزاهد والفارسي، سافر إلى مصر، وهناك عرض دعوته إلى الخصيبي وهو :  حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيبي  : المولود سنة 260 ه‍ مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجُنبلاني من مصر إلى جنبلا، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري . ـ وقد توفي في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب (*) وأشعار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ (*) والحلول (*) . • وقد  انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها . وانتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 _ ـ 42 ه‍ .   • اشتدت هجمات الأكراد والأتراك عليهم مما دعاهم إلى الاستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري 583 ـ 638ه‍ ومداهمة المنطقة مرتين . فشل في حملته الأولى ونجح في الثانية حيث أرسى قواعد المذهب (*) النصيري في جبال اللاذقية.  ثم ظهر فيهم عصمة الدولة حاتم الطوبان حوالي 700ه‍/1300م وهو كاتب الرسالة القبرصية . ثم ظهر حسن عجرد من منطقة أعنا ، وقد توفي في اللاذقية سنة 836 هـ/ 1432م .

• نجد بعد ذلك رؤساء تجمعات نصيرية كتلك التي أنشأها الشاعر القمري محمد بن يونس كلاذي 1011ه‍/1602م قرب أنطاكية ، وعلي الماخوس و ناصر نصيفي ويوسف عبيدي .  سليمان أفندي الأذني : ولد في أنطاكية سنة 1250ه‍ وتلقى تعاليم الطائفة  ،  لكنه تنصر على يد أحد المبشرين وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية الذي كشف فيه أسرار هذه الطائفة ، ثم استدرجه النصيريون بعد ذلك وطمأنوه فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه واحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية .

• عرفوا تاريخياً باسم النصيرية ، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما شُكِّل حزب (*) سياسي في سوريا باسم (الكتلة الوطنية) أراد الحزب أن يقرِّب النصيرية إليه ليكتسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين وصادف هذا هوى في نفوسهم وهم يحرصون عليه الآن. هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم (دولة العلويين) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920م إلى سنة 1936م . ومن الشخصيات النصيرية في القرن الماضي  محمد أمين غالب الطويل : كان أحد قادتهم أيام الاحتلال الفرنسي لسوريا، ألف كتاب تاريخ العلويين يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة .  وسليمان الأحمد : شغل منصباً دينيًّا في دولة العلويين عام 1920م .  وربهم المزعوم  سليمان المرشد  :  كان راعي بقر ،  لكن الفرنسيين احتضنوه وأعانوه على ادعاء الربوبية، كما اتخذ له رسولاً (سليمان الميده) وهو راعي غنم، ولقد قضت عليه حكومة الاستقلال وأعدمته شنقاً عام 1946 م . ثم  جاء بعده ابنه مجيب، وادعى الألوهية، لكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية آنذاك سنة 1951م ،  وما تزال فرقة (المواخسة) النصيرية يذكرون اسمه على ذبائحهم   .    • ويقال بأن الابن الثاني لسليمان المرشد اسمه (مغيث) وقد ورث الربوبية المزعومة عن أبيه. · واستطاع العلويون (النصيريون) أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965 م بواجهة سُنية ثم قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين والبعثيين بحركته الثورية في 12 مارس 1971 م وتولى الحكم العلويون رئاسة الجمهورية بقيادة حافظ الأسد ثم ابنه بشار .

الأفكار والمعتقدات:• جعل النصيريون علياً (رضى الله عنه ) إلهاً (*) ، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص . و لم يكن ظهور (الإله علي) في صورة الناسوت (*) إلا إيناساً لخلقه وعبيده في زعمهم الباطل .

• يحبون (عبد الرحمن بن ملجم) قاتل الإمام علي (رضى الله عنه ) ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت (*) من الناسوت (*)، ويخطِّئون من يلعنه .  يعتقد بعضهم أن علياً (رضى الله عنه ) يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده وإذا مر بهم السحاب قالوا : السلام عليك يا أبا الحسن ، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه .

• ويعتقدون أن علياً (رضى الله عنه ) خلق محمد صلى الله عليه وسلم وأن محمداً خلق سلمان الفارسي وأن سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة الذين هم :  1 ـ المقداد بن الأسود : ويعدونه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود .  2ـ أبو ذر الغفاري: الموكل بدوران الكواكب والنجوم . 3ـ عبد الله بن رواحة : الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.  4-  عثمان بن مظعون : الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان .  5ـ  قنبر بن كادان : الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام .  ولهم ليلة يختلط فيهم الحابل بالنابل كشأن بعض الفرق الباطنية .  ويعظمون الخمرة ، ويحتسونها ، ويعظمون شجرة العنب لذلك، وينكرون قلعها أو قطعها لأنها هي أصل الخمرة التي يسمُّونها (النور) .  يصلون في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود وإن كان فيها نوع من ركوع أحيانا .ً

ـ لا يصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة من وضوء ورفع جنابة قبل أداء الصلاة .  -  ليس لهم مساجد عامة، بل يصلون في بيوتهم، وصلاتهم تكون مصحوبة بتلاوة الخرافات .   -  لهم قدَّاسات  شبيهة  بقداسات النصارى من مثل :  ـ قداس الطيب لك أخ حبيب .  ـ قداس البخور في روح ما يدور في محل الفرح والسرور. ـ قداس الأذان وبالله المستعان .

• لا يعترفون بالحج، ويقولون بأن الحج إلى مكة إنما هو كفر (*) وعبادة أصنام !!.   • لا يعترفون بالزكاة الشرعية المعروفة لدينا ـ نحن المسلمين ـ وإنما يدفعون ضريبة إلى مشايخهم زاعمين بأن مقدارها خمس ما يملكون   -  و الصيام لديهم هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان .  •  يبغضون الصحابة بغضاً شديداً ، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .• يزعمون بأن للعقيدة باطناً وظاهراً وأنهم وحدهم العالمون ببواطن الأسرار، ومن ذلك :

1- الجنابة : هي موالاة الأضداد والجهل بالعلم الباطني , 2- الطهارة : هي معاداة الأضداد ومعرفة العلم الباطني , 3- الصيام: هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة ، 4- الزكاة: يرمز لها بشخصية سلمان الفارسي ، 5-  الجهاد : هو صب اللعنات على الخصوم وفُشاة الأسرار، 6-  الولاية : هي الإخلاص للأسرة النصيرية وكراهية خصومها 7- الشهادة : هي أن تشير إلى صيغة (ع. م. س)...وتعنى علي و محمد و سلمان .  وهو مشابه لمعبود الصينيين بوذا الذي يرمزون له بـ "فاو " ويزعمون أنه ذو ثلاثة أقانيم، وأنه واحد في ثلاثة أشكال ، واشياع " تاو "الصينيون أيضا يعبدون مثلثا ويرمزون له بهذه الحروف فهل هناك علاقة بينهم وبين النصيرية ؟

ـ القرآن : هو مدخل لتعليم الإخلاص لعلي، وقد قام سلمان (تحت اسم جبريل) بتعليم القرآن لمحمد .

ـ الصلاة  : عبارة عن خمس أسماء هي : علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة، و(محسن) هذا هو(السر الخفي) إذ يزعمون بأنه سقْطٌ طرحته فاطمة، وذكر هذه الأسماء يجزئ عن الغسل والجنابة والوضوء .

•اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء النصيريين لا تجوز مناكحتهم ، ولا تباح ذبائحهم، ولا يُصلى على من مات منهم ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يجوز استخدامهم في الثغور والحصون . • ( يقول ابن تيمية )  :   (هؤلاء القوم المسمَّون بالنصيرية ـ هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية ـ أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم.. وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين ، فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم) .

•: لهم أعياد كثيرة تدل على مجمل العقائد التي تشتمل عليها عقيدتهم ومن ذلك : 1ـ عيد النَّيروز: في اليوم الرابع من نيسان، وهو أول أيام سنة الفرس ، 2ـ عيد الغدير،  3-  وعيد الفراش ، 4- وزيارة يوم عاشوراء في العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الحسين في كربلاء، 5ـ يوم المباهلة أو يوم الكساء : في التاسع من ربيع الأول ذكرى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران للمباهلة ،  6ـ عيد الأضحى: ويكون لديهم في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة .  ويحتفلون بأعياد النصارى كعيد الغطاس، وعيد العنصرة، وعيد القديسة بربارة، وعيد الميلاد ، وعيد الصليب الذي يتخذونه تاريخاً لبدء الزراعة وقطف الثمار وبداية المعاملات التجارية وعقود الإيجار والاستئجار . و يحتفلون بيوم (دلام) وهو اليوم التاسع من ربيع الأول ويقصدون به مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فرحاً بمقتله وشماتة به.

الجذور الفكرية والعقائدية : استمدوا معتقداتهم من الوثنية (*) القديمة ، وقدسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكناً للإمام علي (رضى الله عنه ) .

• تأثروا بالأفلاطونية الحديثة، ونقلوا عنهم نظرية الفيض (*) النوراني على الأشياء. وبنوا معتقداتهم على مذاهب (*) الفلاسفة المجوس (*) .

• أخذوا عن النصرانية، ونقلوا عن الغنوصية (*) النصرانية، وتمسكوا بما لديهم من التثليث (*) والقداسات وإباحة الخمور .  • نقلوا فكرة التناسخ (*) والحلول عن المعتقدات الهندية والآسيوية الشرقية.  والنصيريون  :  هم من غلاة الشيعة مما جعل فكرهم يتسم بكثير من المعتقدات الشيعية وبالذات تلك المعتقدات التي قالت بها الرافضة (*) بعامة والسبئية (*) (جماعة عبد الله بن سبأ اليهودي) بخاصة وهي : عقائد  غير متجانسة وثنية قديمة وإسلامية متطرفة . وحين تزعم النصيري ((علي عيد)) التنظيم النصيري في طرابلس جبل محسن فأشار إلى هذا صاحب مجلة الحوادث اللبنانية فقتل بمؤامرة من النصيريين ، وأمثلة أخرى كثيرة تدل على أن هؤلاء ليسوا على يقين من صلاحية ديانتهم وصفائها، وأنهم يعلمون أنها قامت على شفا جرف هار مملوءة بالخداع والتضليل ، وتبييت النية السيئة لغيرهم من البشر  .          ( المرأة في عقيدة النصيريين ) : ... ليس للمرأة عند النصيريين اعتبار إنساني لذا فهي ليست جديرة بتلقي الدين وتحمّل واجباته, ذلك لأن المحارم عندهم كانت مباحة في الماضي حتى منعتها القوانين السورية  .  ولقد كنا نظن قبل الاطلاع على عقائدهم –بأن تساهلهم في الحفاظ على بناتهم وتأجيرهن كخادمات في بيوت الأثرياء يرجع لفقرهم ,  ولكن نصوص ديانتهم التي تحط من قدر المرأة تفسر لنا هذه الظاهرة فقد ورد في الفصل السادس من درة الدرر  :  أن عليّاً قال في كتابه (الطاعة حتى تقوم الساعة) مخاطباً سلمان الفارسي : واعلم أنني إنما ظهرت للخلق والعباد بصورة التأنيس (الإنسان) حتى أبيّن لهم الخير والشر .  فمنهم من سمع النداء وسكن في ضميره فنم على إقراره  ،   ومنهم من سمع النداء ولم يؤكد ولم يسكن في ضميره فنم على إنكاره على مدى الأدوار والأكوار  .   ومن من لم يسمع النداء وهم النساء وسائر الإناث, فمن ذلك اليوم حرمت على النساء المعرفة وحرمت على المؤمنين أكل لحوم الإناث (من الحيوانات) لهذا قلت وكل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه , واعلم يا سلمان أن إسرائيل اسمي . انتهى. لذلك يسمون فاطمة بصفة المذكر فينطقونها فاطم  .   لأن المرأة ليست من أهل الدين والمعرفة في نظرهم  ,  وفي كتاب الباكورة السليمانية ص 61 ولعل من أهم العوامل التي ساهمت في تعميق عقدة النقص عند المرأة النصيرية هو اعتقادهم الديني بأنها لا تملك روحاً كما هي الحال بالنسبة لبقية الحيوانات الأخرى . ورد في كتابهم  المصفت الشريف ص (168) : و قال عليه السلام الشياطين من المرأة  . ومن العوامل التي ساهمت في تعميق عقدة النقص عند المرأة النصيرية هو اعتقادهم الديني أنها لا تملك روحا ، كما هي الحال لبقية الحيوانات الأخرى .  والمرأة في نظرهم نوع من المسخ الذي يصيب غير المؤمن ،  فهي كالحيوان لأنها مجردة عن وجود النفس الناطقة لذلك فهم يعتقدون أن نفوس النساء تموت بموت أجسادهن لعدم وجود أرواح خاصة بههن  .  ولهذا السبب فهم يستبيحون الزنا بنساء بعضهم البعض لان المرأة لا يكمل إيمانها إلا بإباحة فرجها لأخيها المؤمن ، وهذا يفسر لنا ظاهرة كون المرأة جزءا من الضيافة المقدمة عند الدخول في أسرار العقيدة  .

الانتشار ومواقع النفوذ   :   يستوطن النصيريون منطقة جبال النصيريين في اللاذقية، ولقد انتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم . يوجد عدد كبير منهم أيضاً في غربي الأناضول ويعرفون باسم (التختجية والحطابون) فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول اسم (القزل باشيه) . ويعرفون في أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم (البكتاشية).  •  هناك عدد منهم في فارس وتركستان ويعرفون باسم (العلي إلهية) .

• وعدد منهم يعيشون في لبنان وفلسطين . ويتضح مما سبق  :  أن النصيرية فرقة باطنية (*) ظهرت في القرن الثالث للهجرة، وهي فرقة غالية، خلعت ربقة الإسلام، وطرحت معانيه، ولم تستبق لنفسها منه سوى الاسم ، ويعتبرهم أهل السنة (*) خارجين عن الإسلام ،  ولا يصح أن يعاملوا معاملة المسلمين ،  بسبب أفكارهم الغالية وآرائهم المتطرفة ومن ذلك آراؤهم التي تهدم أركان الإسلام فهم لا يصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة ولهم قداسات شبيهة بقداسات النصارى ولا يعترفون بالحج أو الزكاة الشرعية المعروفة في الإسلام .                                                           (( والنصيريون تاريخ يقطر دما ))  :  يعاني المنافقون الباطنيون من طائفة التصيريين  أزمات نفسية تفتك بقلوبهم ، وتنغص عليهم عيشهم ، وتزيل عنهم السكينة والطمأنينة ، فيفقدون أمن القلوب وأنسها بالله تعالى، ولذتها بعبوديته ، ويعيشون حياة ممزقة مشتتة، بقلوب أنهكها الشك والجحود، وأثقلتها الأوزار والذنوب. وكل شهوات الدنيا وملذاتها لا تحقق أمن القلوب وسعادتها؛ فذاك بيد من يملك القلوب {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال:24]

يعيش المنافقون النصيريون  في أوساط المسلمين بقلبين مزدوجين ، و نفسيتين مضطربتين ؛  فقلب ينتمي إليهم بالنسب والجغرافيا واللغة ، وقلب آخر يباينهم في المعتقد والفكر والعبادة ، وازدواج الشخصية يورث انفصامها، ويصيبها بعلل لا خلاص لها منها.. والأحقاد التي ينفثها المنافقون على الإسلام والمسلمين هي آثار لأمراض ازدواجيتهم ، وتدثرهم بباطنيتهم {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا} [البقرة:10] .   وما نشاهده وما نسمعه من مذابح النصيريين في الشام ، ونحر الأطفال ، وهتك الأعراض ، وتمزيق الأجساد هي من آثار أمراض النفاق الباطني السبئي ، ولم يكن الباطنيون عامة ، والنصيريون خاصة أهل نصح أو مودة للمسلمين ، بل كانوا يحتمون بالتقية إن عجزوا ، ويطعنون في الظهر إن قدروا .

( مذابح النصيرية وخيانتهم  ) : توالت على أمة الإسلام دول شتى، وكان النصيريون فيها أقلية شاذة في عقيدتها وعبادتها وسلوكها ، وكان المسلمون يستطيعون إبادتهم عن آخرهم لكن تركوهم وما يدينون، وعاملوهم بظاهر حالهم ،  فما جنوا من إحسانهم إليهم بتركهم وحمايتهم إلا الحقد والضغينة ، والغدر والخيانة..والتاريخ وما أدراك ما التاريخ مليء بما لا يتوقعه العقلاء ، ولا يتخيله الأعداء..وربما أن ما طوي ولم يدون أكثر مما دون، فتعالوا إلى شيء من الخيانة والمذابح النصيرية للمسلمين :

1- خيانة النصيرية في أنطاكية   :   وبرزت خيانتهم في مسير الصليبيين إلى الشرق الإسلامي لانتزاع بيت المقدس فيما عرف بالحملات الصليبية ؛  ذلك أن أول مدينة وطئها الصليبيون كانت أنطاكية ، وكانت حصونها شاهقة ، وقلاعها صامدة ، وأهلها أشداء، وحاصرها الصليبيون سبعة أشهر عجزوا عنها حتى تسرب اليأس إلى قلوبهم ، ونفدت مئونتهم ، وجاع جندهم ، وبدأ الفرار والتفلت والعصيان يظهر فيهم ، حتى كان المنقذ لهم النصيريون في داخل أنطاكية ؛ إذ كان فيروز أحد زعماء النصيرية موكلا بحماية أحد الأبراج فاتصل بالقائد الصليبي بوهيموند  ،  وفتح له البرج الذي كان يحرسه ،  فدخل الصليبيون أنطاكية وأبادوا أهلها ، وهذا ما عبر عنه الشاعر الكبير أبو المظفر الأبيوردي وكان معاصرا لتلك النكبة فقال  :                                                                                1-   مزجنا دما بالدموع السوجم       :     فلم  يبق  منا   عرضة     للمراجم                       2 -  وشر سلاح المرء دمع يفيضه      :    إذ الحرب   شبّت   نارها   بالصوارم                                                                        3-  و كيف تنام العين مـلء جفونها     :    على  هفوات    أيقظـت  كل   نـائم                             4-  وإخوانكم بالشام أضحى مقيلهم  :    ظهور المذاكِي[1] أو بطون القَشاعِم[2]  :

5-   تسومهم   الرومُ   الهوانَ  وأنتمُ    :    تجرون   ذيل   الخفض   فعل   المُسالم 

6-  أرى  أمتي  لا يشرعون إلى العدى  :    رماحهم    والدين   واهي     الدعائم

7-  أترضى صناديد الأعاريب بالأذى   :    ويغضي  على  ذل   كماة    الأعاجم

، وانتهى الأمر بسقوط المدينة التي صمدت للحصار نحو تسعة أشهر في (1 رجب 492 هـ الموافق- 3 يونيو 1098 م). ودخل الصليبيون المدينة وحصلت مذبحة رهيبة راح ضحيتها أعدادا كبيرة من المسلمين  .  ثم ساروا إلى بيت المقدس فاحتلوه ، واستمر التواجد الصليبي في بلاد الشام قريبا من مائتي سنة، بسبب خيانة النصيريين في أنطاكية، وخيانة العبيديين في القدس   .                                                                                  2  -  خيانة النصيرية في مدينة جبلة : ذكر المؤرخ ابن كثير في أحداث سنة 717هـ أن النصيرية انقلبوا على المسلمين بسبب طاعتهم لضال منهم ادعى أنه المهدي...وحملوا على مدينة جبلة –  قرب اللاذقية -  فدخلوها وقتلوا خلقا من أهلها، وخرجوا منها يقولون لا إله إلا علي...وسبوا الشيخين، وصاح أهل البلد و ا إسلاماه، و ا سلطاناه ، و ا أميراه ، فلم يكن لهم يومئذ ناصر ولا منجد، وجعلوا يبكون ويتضرعون إلى الله عز وجل... وأمر هذا الضال أصحابه بخراب المساجد واتخاذها خمارات ، وكانوا يقولون لمن أسروه من المسلمين :  قل لا إله إلا علي، واسجد لإلهك المهدي ، الذي يحيي ويميت حتى يحقن دمك .  وما أشبه الليلة بالبارحة ، هاهم  يفعلون بأهل الشام ما فعله أجدادهم قبل سبعة قرون  .

3- ( خيانة النصيريين في مذبحة الشام )  :   في عام 803هـ ، الموافق 1400\1401م

وفي تاريخ العلويين الذي كتبه أحد النصيريين وهو : ( محمد أمين غالب الطو يل )  و استعرض فيه جملة من أفعالهم بالمسلمين ، وخيانتهم لهم وسوغ خيانتهم بأنهم طائفة قليلة ضعيفة  ،   وذكر في تاريخه أن القائد التتري تيمور لنك كان نصيريا   ؛   ولذا تحالف معه النصيريون ضد المسلمين ،  وأنه أتى بجيوش جرارة في الثلث الأول من القرن التاسع بعد أكثر من مئتي سنة على الغزو التتري الأول والمشهور، فاستولى تيمور لنك  على بغداد وحلب والشام ،  وكان مشايخ النصيرية يبشرونه بالفتوح وإبادة المسلمين ،  ويحرضونه على ذلك ، وكان أمير حلب نصيريا قد راسل تيمور لنك خفية واتفق معه على أن يداهم حلب ويبيد أهلها وهو أميرها ، وذكر المؤرخ النصيري أن ألوفا من أهل حلب أبيدوا ،  وهرب بقيتهم من بطش التتار ، ولم يسلم إلا النصيريون ؛ لأنهم كانوا عيونا للتتر وعونا لهم على المسلمين، حتى ذكر أنهم شكلوا من رؤوس أهل حلب تلالا، وأن القتل وهتك الأعراض وتعذيب الناس كان منحصرا في أهل السنه فقط . واتجه تيمور بعد انتهائه من حلب إلى  دمشق ، فجهز النصيريون أربعين فتاة منهم فاستقبلنه وهن يبكين وينحن ويلطمن وجوههن ويطلبن الثأر، وينشدن الأناشيد المهيجة على الانتقام لآل البيت زاعمات أنهن من آل البيت جيء بهن سبايا ! .  ويقول المؤرخ النصيري تعليقا على هذه الحادثة : فكان ذلك سببا في نزول أفدح المصائب التي لم يسمع بمثلها بأهل الشام . ويذكر المؤرخ النصيري أن الشام أفلت حضارتها بعد استيلاء تيمور عليها ، واندثرت ثروتها، وعدمت صناعتها . وأنه قضي على أكثر أهل السنة فيها ،  حتى جاء النصيريون من حلب فاشتروا دماء البقية من الشاميين بأحذية عتيقة على ما طلب تيمور، وكأنه اتفاق بينهم وبينه لإذلال البقية من أهل السنة. قال المؤرخ النصيري  :  ولم ينج من قتل تيمور في الشام إلا القليل، وأمر تيمور بقتل السنيين واستثناء النصيريين ،  حتى قُتل بالخطأ أحد شيوخ النصيريين فأمر تيمور جنوده بالكف عن قتل أهل الشام  .  واستباح تيمور دمشق سبعة أيام وأباحها لجنوده فكانوا يغتصبون النساء حتى في المساجد ، وقيل إنه في كل دمشق لم يبق فتاة عذراء بعد الأيام السبعة . فتلك بعض أفعالهم التي سجلت في كتب التاريخ ، ونقلها مؤرخ نصيري منهم ، لا يمكن اتهامه بالتحيز ضدهم .  تاريخ يحكي آلام المسلمين من الباطنيين، ويفصح عن عذاب أهل الشام بأيدي النصيريين.. تاريخ ينضح باللؤم والغدر والخيانة، ويقطر بالدم، ويبين مخزون الغل والحقد في قلوب النصيرية الباطنية ، فمن يقرأ التاريخ ؟ ومن يعتبر بأحداثه؟ ومن من المسلمين يحذر أعداءه ويحذر منهم  ؟!

( من خيانات النصيريين الشيعة الباطنية في العصر الحديث  )  :

4- احتلال فرنسا الشام  :  كان ذاك شيئًا من تاريخ غدر النصيريين بالمسلمين في القديم ، وأما في العصر الحديث فبعد سقوط الدولة العثمانية ،  واحتلال فرنسا للشام في تاريخ 24\7\1920م  ،  فقدكان احتلال الساحل السوري قبل سنتين من احتلال دمشق وذلك بمساعدة النصيريين وانضمامهم  إلي الفرنسيين، وكانوا عيونا لهم على المسلمين، ورفعوا عريضة للمحتل الفرنسي جاء فيها : هل يجهل فرنسيو  اليوم أن حملات الصليبيين ما كان لها أن تنجح ،  وما كان لحصونها أن تبقى إلا في القسم الشمالي الغربي من سوريا أي في بلاد النصيرية.. إننا أكثر الشعوب إخلاصًا لفرنسا  .  وكافأهم الفرنسيون بدولة أقيمت لهم في عشرينيات القرن العشرين سميت الدولة العلوية دامت سبع عشرة سنة  ،   ولما انتصر المسلمون في الشام على الاستعمار وأثخنوه بالجراح ،  وهم بالخروج؛ استمات النصيريون أن تبقى لهم دولتهم لكن الاستعمار الغربي لما رأى كفاءتهم في الغدر والخيانة وإلحاق الأذى بالمسلمين أراد أن يسلمهم الشام كلها وهو ما لم يكن بحسبانهم ، فهيأ الاستعمار ذلك، وتسلق النصيريون إلى حكم سوريا عبر سلم حزب البعث الاشتراكي العلماني، فلما تمكنوا ذاق المسلمون منهم في داخل سوريا أشد العذاب ، وفي خارجها الغدر والخداع  .

5-مذبحة تل الزعتر   :   وفي آخر حزيران  1976م  حين كانت الحرب الأهلية في لبنان على أشدها، ودحر الفلسطينيون وسنة لبنان الكتائبيين وأعوانهم من الموارنة، تدخل الجيش السوري  النصيري ليسحق سنة لبنان مع الفلسطينيين، وقتل من المسلمين خمسين ألفا  ، وبعدها بأشهر تآزر اليهود مع النصيريين والموارنة على الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر، ودخله الموارنة بعد دكه بالمدافع النصيرية، فذبحوا الأطفال والشيوخ، وبقروا بطون الحوامل، وهتكوا أعراض الحرائر، فكانت حصيلة المذبحة ستة آلاف، ودمر المخيم بأكمله.

وكان تدخل النصيريين في لبنان انتهاكا لسيادته لكن لأن المهمة كانت ذبح الفلسطينيين وأهل السنة في لبنان سكت عنها العالم الحر ، ورحب بها اليهود مع أنهم يظهرون عداوتهم لما يسمى بدول التصدي ، ووقتها قال زعيم اليهود رابين : إن إسرائيل لا تجد سبباً يدعوها لمنع البعث السوري من التوغل في لبنان ،  فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين ،  وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين ، ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين ،  فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحقة بالنسبة لنا .

ومما نقله القادمون من بيروت آنذاك أن الأوغاد كانوا إذا اعتدوا على كرامة  الأبكار  من الفتيات تركوهن يعدن إلى أهلهن عاريات كيوم ولدتهن أمهاتهن . ووقتها طلب الفلسطينيون المحاصرون في لبنان فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى بعد أن أكلوا القطط والكلاب ،  وأطعموها أسرهم .

6-مذبحة سجن تدمر  :   وفي تاريخ  27 حزيران 1980م  .  نفذ النصيريون مذبحة في سجن تدمر بخيرة شباب أهل السنة ممن يحملون الشهادات العليا فأبادوهم جميعا في نصف ساعة وكان عددهم زهاء 700 شاب. وفي صيف ذلك العام كان النصيريون يجوبون الشوارع فينزعون حجاب العفيفات بالقوة حتى كتبت صحفية سويسرية رأت ذلك: إن عملية الاعتداء على المحجبات في سوريا هي إحدى الطرق التي يحارب بها الأسد الإسلام.

7- مذبحة حماة   :  وفي تاريخ  الثاني من شهر شباط  1982م . كانت مذبحة حماة أبشع مذبحة في التاريخ المعاصر؛ إذ حوصرت بالمدرعات والدبابات، وقطعت عنها الكهرباء والمياه، ودكت دكا شديدا  ،  حتى أبيدت عشائر كاملة بالمئات لم يبق منها فرد يحمل اسمها  ،  ثم اقتحمها النصيريون فاغتصبوا النساء  ،  ونحروا الأطفال ،  وأبادوا الرجال، فكان القتلى زهاء 40 ألف نفس، واعتقل 15 ألفا من خيرة الشباب أعدم جلهم بعد ذلك..  مذابح في إثر مذابح، وعذاب مهين لقيه كرام أهل الشام خلال أربعين سنة  ،  فيا لله العظيم ما أعظم نكبتهم! وما أفدح مصيبتهم، وما أشد خذلان المسلمين لهم..ومذابح بعدها مذابح لا تنتهي وما أصدق قول الشاعر  :    اقرؤا  التاريخ إذ فيه العبر   :   ضل قوم ليس يدرون الخبر

( ثورة سوريا ) : ومنذ أكثر من عامين  وأهل الشام يبادون، ويساق شبابهم إلى معتقلات التعذيب والإبادة، وتغتصب نساؤهم، ومنهن كثيرات حبليات، وصرخت إحداهن في المسلمين تقول : لا نريد أي معونة سوى حبوب منع الحمل ، فأي عار لحق أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وسيدون  في هذه الحقبة من التاريخ بمداد  العجز  والخذلان ..   بمداد الذل والعار.. بمداد الخزي والهوان.. ولنسألن يوم القيامة عنهم  .

ورحم الله القائل :

الشدة   اودت     بالمهج   :    يارب فعجل  بالفرج

والأنفس أمست في حرج    :    وبإذنك تفريج الحرج

هاجت لدعاك  خواطرنا    :    والويل لها إن لم تهج

فاللهم خفف عنا الحساب، وارفع عن إخواننا في سوريا ما هم فيه من الضيق والجوع والعري والبأس والحرمان . اللهم فرج كروبهم ، اللهم استر عيوبهم ، اللهم وحد صفوفهم وكلمتهم ،

اللهم  ثبت أقدامهم  ، اللهم أطعم جائعهم ، اللهم اكسو عاريهم ، اللهم اهدي ضالهم ، اللهم شافي وعافي مرضاهم ، اللهم داوي جرحاهم وارحم مواتاهم وتقبل شهداءهم . قوي عزائمهم  وشد أزرهم . اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم إنك نعم المولى ونعم النصير ، وبالإجابة جدير . اللهم رب الأرباب  مجري السحاب هازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم  يارب  إنا دعوناك كما امرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا .

ألقيت  هذه المحاضرة في منتدى  :  الشيخين محمد العامودي وفواز الاحمدي رحمهما الله تعالى : في يوم السبت  21  ذي الحجة   1434هـ   .  الموافق  26\  10 \2013م 

قدمها وألقاها الدكتور  :  صلاح الدين بن عباس شكر

وسوم: العدد 679