الدجل الغربي و الإرهاب

معاذ عبد الرحمن الدرويش

يمتاز الغرب بمنهجيته العلمية في التعاطي مع كافة شؤون الحياة لديه الداخلية و الخارجية ، لكن الغريب في الأمر و عندما نتفحص جيداً في كيفية تعاطيه مع قضية ما يسمى الإرهاب، تلك القضية التي باتت تهدد حياة مواطنيه و أمن بلاده ،و تهدد استقرار الحياة عنده ، نجد أن الغرب بعيد كل البعد عن المنهجية ، و يتعامل مع الموضوع  بشكل عاطفي و طريقة ردود الأفعال السريعة، و التي  لا تسمن و لا تغني من جوع.

ففي كل مرة تتعرض الدول الغربية لأي هجمة إرهابية ، يخرج  المسؤولون الغربييون  غاضبون ، و كل ما في جعبتهم زيادة قواتهم في محاربة الإرهاب في سورية و العراق و ليبيا و العالم ، فيزيدون من هجماتهم بالطائرات على الإرهاب ، فتشن طائراتهم  هجومها على المدنيين في سوريا و العراق فتقتل الأطفال و النساء و المدنيين الأبرياء  ، ثم يعلنون لشعوبهم بأنهم قتلوا المئات من الإرهابيين انتقاما لضحاياهم.

فالصغير و الكبير يعلم أن حرب الطائرات لا تنتصر لوحدها في أي حرب ، و أن حربهم على الإرهاب بهذه الطريقة هي حرب كاذبة ، فالطائرات معظم ضحاياها مدنيين و جل إصاباتها تقع في منازل و بيوت الناس الآمنة بعيداً عن الإرهاب و الإرهابيين.

و حتى لو كانوا صادقين و قتلت طائراتهم المئات و الآلاف من الإرهابيين هل هذا يمنع الأعمال الإرهابية في بلادهم ؟.

فمن يُسرَق بيته ..يقوم اولاً بتغيير مفاتيح أبوابه ،و يحصن مداخله، و يرفع أسوار منزله ، و من ثم يذهب بعيداً  يطارد اللصوص ، أما الدول الغربية  فلا تقوم بأي عمل احترازي حقيقي ، و لا تقوم بأي إجراء فعال لتحصين بلادها و حماية مواطنيها من الإرهابيين ، كل ما تقوم به  شعارات شحن عرقية و دينية  و عمليات خلبية ضد الإرهابيين - في بلاد الواق واق - لا تسمن و لا تغني من جوع.

هذا من ناحية الدول الغربية ، و من ناحية الإرهابيين أيضاً ما يقومون به ليس سوى تأليب الرأي العام العالمي على الإسلام و المسلمين ، و لو قاموا بمليون عملية من عملياتهم لن ينتصروا على "العدو الكافر" حسب زعمهم .

فالإرهابيون - الذين يحاربون من أجل الإسلام و المسلمين - يضربون "الغرب الكافر" بتلك العمليات الإرهابية ، و المتضرر الأول الإسلام و المسلمين في "بلاد الكفر" و الإسلام و المسلمين في سوريا و العراق ثانياً و الإسلام و المسلمين عامة في العالم كله.

الغرب يحاول إرضاء الشارع الغاضب في بلاده ،فيرد على الإرهابيين و المتضرر الأول أيضاً الأبرياء المسلمين في سوريا و العراق ، و الأبرياء المسلمين في أوربا، أضف إلى تضرر المواطن الأوربي من خلال استمرار تعرضه للخطر ،و الذي لم تستطع حكومته بحمايته في عقر داره من الغول الذي بات حقيقة يطادره في الأحلام و في الشارع و في المتجر و في منزله و في  كل مكان .

أعتقد أن هناك ألف طريقة و طريقة لوضع حد إلى هذه المهزلة ، لو كان هناك جدية في إيقافها.

لكن ما يحصل بين الغرب و الإرهابيين ليس سوى مسرحية هزلية لضرب الإسلام

 و المسلمين،وقتل الناس الأبرياء هنا و هناك، و نشر الفوضى في العالم .

و الضحية الوحيدة هي الشعوب البريئة سواء الغربية أو المسلمة، و المستفيد الوحيد هم أعداء الإنسانية من الحكومات و القيادات الإرهابية المتفقون على العيث فساداً في هذه الأرض.

وسوم: العدد 679