العزة بالإثم ، والعزة بالرأي..

العزة بالإثم معروفة ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم.. ) والمعتز بإثمه واضح معروف ، لاينخدع به العقلاء !

أمّا العزة بالرأي، فهي الأخطر؛ لأنها ملتبسة ، غير واضحة المعالم، وقد كانت موجودة ، منذ العصر الإسلامي الأول ، حين رفع الخوارج الآية الكريمة ( إن الحكمُ إلاّ لله ) شعاراً ، وكفّروا ، على أساسه ، الصحابة الذين اجتهدوا اجتهادات سياسية ، تخالف رأيهم ،  فقال عليّ : إنها كلمة حقّ ، يُراد بها باطل ! وذهبت مثلاً .

 ( ومعلوم أنه ليس ثمّة غضاضة ، في أن يعتدّ المرء برأيه ، أو يعتزّ به ! لكن الأسئلة الطبيعية ، هي : أيّ رأي ؟ وكيف يبنى ؟ وماعناصره  الأساسية ..!؟ )

اليوم ، يُرفع الشعار، ذاته ، أو شعار مثله ، ليوظفه أصحابه بصدق وسذاجة ،  أو بخداع ومكر، دون إدراك للواقع وملابساته .. أو لتوظفه جهات مختلفة ، في تمزيق الأمّة !

 فهل يُعدّ هذا الأمر، من الإثم أم من البرّ!" أم يُعدّ إثماً على العقلاء ، الذين يدركون مآلاته ونتائجه وتداعياته ، على أرض الواقع .. ويُعدّ برّاً ، يفوز به الأغبياء ، الذين يندفعون بإخلاص، لخدمة الشعار، والتضحية في سبيله بالنفس والمال ، وقتل الأنفس  البريئة .. جرياً وراء بَريقه ، وتوهّم القدرة على تطبيقه !؟

وسوم: العدد 679