حلول روسية أمريكية على طريقة لا غالب ولا مغلوب أسقطها ثوار حلب

اعزائي القرّاء ..

عندما ارتفعت أسعار الطاقة الى مستوى جنوني في أوائل السبعينات من القرن الماضي  وأضحى فتح قناة السويس أمرا ملحاً عالمياً ، اجتمع يومها فريق الصهاينه ممثلا بكيسنجر مع القيادة المصرية والمجرم الاسد الأب لترتيب مسرحية جديدة ترضي جميع الأطراف لحل نتائج حرب ١٩٦٧ المخزية وفتح قناة السويس  واتبع يومها كيسينجر ما سمي بسياسة الخطوة خطوة  وهي سياسة ملغومة للوصول لحل  اسمه لا غالب ولامغلوب .

فكانت حرب ١٩٧٣ .

فدخل الجيش المصري سيناء مدفوعا بكل الزخم الوطني لاسترداد ارضه وهو لايدري ان هناك لعبة تم نسجها من الأعلى ويتم تمريرها من خلف ظهره وهذا  ما أكده المرحوم الفريق عبد المنعم الشاذلي بحيث تدخل القوات المصرية شرق القناة وتخترق خط بارليف وسط شعور عربي باسترجاع الكرامة العربية المهدورة عام ١٩٦٧  بينما تخترق لاحقاً القوات  الإسرائيلية غرب البحيرات المرة وتحاصر الجيش الثاني فتصبح المعادلة متوازنة اي لا غالب ولا مغلوب وهو اصطلاح خادع للطرف المصري ولكن صيغته النظرية مرضية .

اذن ممكن في هذه الحالة الجلوس على طاولة المفاوضات كفريقيين متساويين ومتعادلين .

ثم كان ما كان من معاهدة كامب دافيد الاولى والثانية .

اما على الجانب السوري فحاول كسينجر تحقيق نفس المعادلة الا ان حرب الاسد مع جيش الكيان الاسرائيلي قادته كالعادة الى خسارة فادحة  فخسر عشرات القرى واقترب الاسرائيليون من دمشق اكثر وأكثر ولولا مساندة القوات العراقية الشقيقة آنذاك لحوصرت دمشق ايضاً ، حصل كل هذا بالرغم من ان كيسينجر زود الاسد مسبقا بخطة التوازن مع اسرائيل لانجاح مفاوضات لا غالب ولا مغلوب.

هنا يطرح المحللون تصوراً يقول:

ان الاسد وعن قصد امر قواته بالتراجع كعادته لسبب هام هو  حتى لا يحل الموضوع  مع اسرائيل لان الحل يعني انتفاء وجوده كبطل صمود وتصدي  وهذا الشعار هو مصدر رزقه ورزق عائلته من بعده ليبقى الشعار الاسد للأبد.وبالتالي رفض الجلوس مع اسرائيل  حتى يظهر وطنيته المزيفة . 

اعزائي القرّاء 

كل ما تقدم رغم التوسع فيه هو مقدمة للنتيجة التالية

امريكا وروسيا يخططان اليوم  لوضع مشابه على جبهة حلب او مقارب لما حصل من حل في عام ١٩٧٣. اي  معادلة محاصر ( بفتح الصاد) ومحاصر ( بكسر الصاد ) وبنفس الوقت  لكل فريق اي احداث نوع من التوازن مما يقتضي الجلوس على مائدة المفاوضات والقبول بالحلول الوسطية وهذا هو كل مخططهم.

ولكن الذي حصل وقلب المفاهيم المتفق عليها بين الروس والامريكان هو تقدم الثوار على الارض بل اكثر من ذلك إصرارهم على كسر الحصار والتمدد نحو بقية اهلهم في حلب الغربية.

الإصرار موجود 

والامريكان فقدوا البوصلة 

وتركيا استعادت جزءاً كبيرا من عافيتها 

والروس بدون امريكا يضيعون ويخشون مزيدا من الضياع 

والاسد يقاتل بمرتزقة غيره 

وبقية المرتزقة  تواجه ثواراً  اشداء 

والحالة السياسية صارت  مستعصية 

ولم يعد امام الجميع سوى حل واحد 

 ركل الاسد وعصاباته خارج الجاذبية الارضيّة 

وسوم: العدد 680