بمناسبة اليوم الدولي للحق في الوصول إلى المعلومة هل تصل حقا المعلومة إلى إعلامنا العربي ويوصلها إلينا ؟

يصادف هذا اليوم 28 شتنبر اليوم الدولي للحق في الوصول إلى المعلومة ، ويتعلق الأمر بحق الإعلام في الوصول إلى المعلومة . ومعلوم أن هذا الحق ضائع ومهضوم في البلدان ذات الأنظمة الشمولية التي تتوجس من الإعلام وتخشى من إيصاله المعلومة إلى الرأي العام  العالمي . وبالرغم من وجود إعلان عالمي أقرته هيئة الأمم المتحدة يلزم دول العالم بتمكين الإعلاميين  في كل دول العالم من حقهم في الوصول إلى المعلومة ليقوموا بدورهم بإيصالها إلى شعوبهم ، فإن هذا الإعلان لا زال غير محترم في العديد من دول العالم خصوصا دول العالم الثالث . والإعلامي  لازال في مثل هذه الدول يعتبر مصدر مشاكل  بالنسبة للأنظمة المستبدة لأنه يمثل السلطة الرابعة المسؤولة عن البحث عن الحقيقة وتبليغها بكل أمانة . وتحظى سلطة الإعلام بقدر كبير من التقدير والاحترام في البلدان ذات الأنظمة الديمقراطية ، بينما لا تقيم لها الدول ذات الأنظمة الشمولية  أدنى اعتبار . ولا زال الإعلامي يقتل ويحاكم ويسجن خلال ممارسته لحقه في الوصول إلى المعلومة . ويعتبر الإعلامي العربي أكثر الإعلاميين حرمانا من حقه في الوصول إلى المعلومة وأكثر اضطهادا، الشيء الذي يحول دونه ودون القيام بواجب إيصال المعلومة إلى من يجب أن تصل إليهم .  ومع تطور تكنولوجيا المعلوميات، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي  بشكل غير مسبوق يضيق الخناق على الأنظمة التي تجهز على حق الوصول إلى المعلومة التي صارت تصل رغما عنها  للرأي العام .  ولم يعد بإمكان أي جهة  في العالم منع وصول المعلومة بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ،فعن طريق هاتف خلوي استطاع  الشعب التركي إفشال الانقلاب العسكري الذي استهدف ديمقراطيته بعد اتصال رئيسه به وتمكينه من المعلومة التي كان الانقلابيون يريدون منع وصولها قبل تحقيق أهدافهم .  وعن طريق هاتف خلوي وصلت استغاثة السجينة المغربية في السعودية ، وتم الإفراج عنها ، ولم يكن بالإمكان حصول ذلك لأن الإعلام منع من طرف السلطات السعودية من الوصول إلى معلومة مأساة هذه السجينة ظلما وعدوانا . ولو أن الإعلام  تمكن من حقه في الوصول إلى هذه المعلومة لقام بواجبه في  إيصالها بدوره للرأي العام . وكثيرة هي المعلومات التي تتعلق بضحايا ومظلومين في العالم ، ولا تصل إلى الرأي العام لأن الإعلام يمنع من حقه في الوصول إليها . ومن المؤسف حقا أن  بعض  المنابر الإعلامية التي تمنع من حق الوصول إلى المعلومة ، تمارس بدورها منع الرأي العام من الوصول إلى المعلومة بل أكثر من ذلك تنوب عمن يمنع الوصول إلى المعلومة . وما أكثر المعلومات من أخبار، وحقائق ، ووجهات نظر، وآراء ... التي  يحجم الإعلام عن إيصالها للرأي العام  مخافة  إنزال العقوبة  به  من طرف من يمنعونه  من حقه في الوصول  إلى المعلومة . وعندما يتخلى الإعلام عن حقه في الوصول إلى المعلومة ،فإنه بذلك يخل بواجب إيصالها للرأي العام وهو اعتداء على حقه في الوصول إلى المعلومة . ومن الاعتداء على حق الرأي العام في الوصول إلى المعلوم نقل المعلومات  التي تريد الجهات المعروفة بمصادرتها  لحق الوصول إلى المعلومة دون السماح  بوصول المعلومات المضادة  والكاشفة للحقيقة أو حتى مجرد التعليق على معلوماتها ، ويكون ذلك انحيازا من الإعلام لتلك الجهات وخضوعا لابتزازها  وإخلالا بالحياد المطلوب في الإعلام . ولا زال حق الوصول إلى المعلومة  حقا غائبا  أو ضائعا في الوطن العربي الذي يعج  بمآسي المظلومين والمقهورين  والمعذبين، وتضيع فيه حقوقهم .

وسوم: العدد 688