بشار بعد نصف قرن من خيانة أبيه حافظ، يوقع للروس عقد احتلال مفتوح كعقد احتلال الجولان

ما صوّت عليه الدوما الروسي في الأمس ، بشأن حق البقاء المفتوح في سورية ، ليس خطيرا فقط ، بل هو بشع وقبيح ومهين لكل سوري يملك ذرة من الكرامة الوطنية مهما كان ، انتماؤه المذهبي ، أو العرقي ، أو السياسي .

إن ما اعتمده (الدوما الروسي) بالأمس ، هو إقرار لعقد تملك رسمي لقطعة من الأرض السورية ، بحيث تخرج بالمطلق من السيادة السورية ، وتلتحق بالسيادة الروسية . حتى وعد رئيس لجنة مجلس الدوما للعلاقات الدولية ( ليونيد سلوفسكي ) أعضاء الدوما أن تعقد لجنة العلاقات الدولية في الدوما جلسة روسية سيادية على في المستوطنة الروسية الجديدة (سورية ) .

وإذا أردنا أن نوجز في تقدير حجم الجريمة التي أقدم عليها بشار الأسد بما منحه للروس من حقوق بموجب ( عقد الخيانة ) هذا ، فإن أقرب واقعة خيانية في تاريخ سورية الحديث ، تفرض نفسها على عقولنا هي قيام حافظ الأسد الأب بتوقيع عقد خياني مماثل مع الصهاينة ، بالتنازل لهم عن الجولان ، بمثل هذا العقد المفتوح ... كل الفرق بين عقد خيانة الأمس وعقد خيانة اليوم ، أن الأول تم توقيعه سرا وبليل ، والثاني تم توقيع ما ظهر منه جهرا وتحت سمع كل الأحرار والشرفاء .

الاتفاق الخياني الجديد ينص على حق الروس في البقاء الدائم والمفتوح ( بخيلهم ورجلهم ) بضباطهم وجنودهم ومخبريهم وأسلحتهم على الأرض السورية . بحيث يبقى الشعب السوري على مدى الزمان رهن الإرادة الروسية ، وتحت قهر قادتها الطامعين والطامحين . 

الصفقة الخيانية ( الروسية – الأسدية ) تقرن اليوم شعار ( الأسد إلى الأبد ) بعنوان الصفقة الجديد ( الروس إلى الأبد ) . دون أن يفكر الأغبياء الذين أقدموا على هذه الجريمة الخيانية الكبرى ، احتمالات التغير في الأشخاص ، وفي السياسات للمتعهد المحتل الجديد ، واحتمال حتى أن ينقلب عليهم ويئد طموحاتهم وتطلعاتهم . ...

الأخطر فيما ظهر من بنود هذه الصفقة الخيانية ، ما أشار إليه ( نيكولاي بانكوف ) نائب وزير الدفاع الروسي ( أن الاتفاق بين روسية وسورية بشأن القاعدة – الدائمة – في حميم تنص على منح العسكريين الروس في القاعدة الجوية الروسية وأفراد أسرهم – أيضا – حصانة دبلوماسية ، مع امتيازاتها ...

بصراحة يعترف كاتب هذا التعليق ، أنه لا يعرف ما هي امتيازات الحصانة الدبلوماسية التي سيتمتع بها العسكريون الروس وأفراد أسرهم ، فوق رأس الشعب السوري . الذي يشاركون اليوم في تقتيله وتهجيره.

لن ننسى هنا ونحن ننبه إلى خطورة الخطوة الخيانية التي أقدم عليها بشار الأسد المهزوم والخائف والهلع أن نؤكد أن كل الذي أشرنا إليه إنما هو الجزء الظاهر من صفقة الخيانة ، وما خفي منها قد يكون أخطر وأقبح وأبشع ...

وفي المقام ، هل يكفي أن نقول إننا نرفض الصفقة ، ونستنكرها وندعو جميع السوريين أفرادا وقوى ، أحزابا وجماعات ، بنى ومؤسسات إلى إدانتها ورفضها واستنكارها ، واعتبارها فصلا من فصول الخيانة العظمى التي يرتكبها بشار الأسد ضد الدولة والإنسان في سورية ...

أليس من حق أن تتخذ جميع قوى المعارضة السورية موقفا يواجه المجتمع الدولي بضرورة ، كف يد هذا المهزوم اليائس عن مقدرات الدولة السورية ، والتوقيع باسمها ، ومعاملته كما هو في واقع الأمر كمجرم حرب وليس كرئيس ، فالرئيس الخائن لدولته ولما يقال له شعبه ، أخطر على الدولة والشعب من كل الأعداء ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 689