الطوفان

لا عزاء للفقراء والمحتاجين وأصحاب المعاشات وأصحاب الأطفال ولا عزاء للأرامل والمرضي ولا عزاء للموظفين محدودي الدخل

لا عزاء للمختلفين حول مطالب الثورة ، ولا عزاء للمختلفين علي قائدها ، ولا عزاء للباكين علي أشلاها

لا عزاء للمفوضين ، ولا عزاء للصامتين ، ولا عزاء لمن مشوا بجوار الحائط وبداخله

لا عزاء لشعب لم يجد من يحنو عليه ، لا عزاء لشباب يموتون في البحر غرقا بينما هم يهربون ، ويموتون أرضا بينما هم يدافعون عن حدود الوطن بغير سلاح ، أو محروقين أو مشنوقين انتحارا بسبب الجوع والفقر المدقع

لا عزاء لشعب آثر السلامة فأتته الويلات من كل اتجاه ، يحارب في صحته وتعليمه وراتبه الذي لا يكاد يكفيه الكفاف

لا عزاء لمن رفض رئيسا حرا وأعلن أنه لا يريد رئيسا يقول قال الله وقال الرسول ، وإنما يريد رئيسا يطعمنا ، فجاءهم رئيسا يبيع لهم الوهم الكاذب ، بدءا من تفريعة ليس لها قيمة أكلت مدخرات الناس لمجرد رفع معنوياتهم ، وانتهاءا بالتنازل عن النيل وزيادة أسعار لم يسبق لهذا الشعب أن عرفها حتى في أوقات الحروب

لا عزاء لكل هؤلاء وقد أتاهم الطوفان في ليلة يعد لها منذ ثلاث سنوات عجاف ليطلق المدعو السيسي برصاصته الأخيرة علي فقراء مصر

في ليلة ليلاء أصبح الشعب المصري فيها علي خبر تعويم الجنيه المعدوم وتركه ليغرق مع أشلاء الشعب الغارق في زوارق الموت علي حدود الوطن المسلوب

مصر التي يحدها بحرين ، البحر الأبيض والبحر المتوسط ، ويشقها نهر النيل ، وتملك من الكنوز بدءا من الذهب والغاز والرمال والشواطئ والفوسفات والرخام وما لا نستطيع حصره ثم يموت شعبها جوعا ومرضا

مصر التي أطعمت الجزيرة العربية وأنقذتها من الجفاف والجوع سبع سنوات عجاف ، اليوم تموت جوعا علي يد عصابة العسكر والصهيوني الحاكم

مصر التي يعشق أهلها السلام والأمان والظلال والاستقرار ، يطلب حاكمها الزائف من بعضها أن يفوض في قتل بعضها فيجري الله عليها سننه كما أجراها عليها من قبل لتصاب بالقمل والضفادع والدماء في أشكال جديدة من العقاب ، منها بيع النيل وتلوث  ما تبقي من مياهه ، وبيع الأرض والعرض ، وجرف ممتلكاتها وبيع أهلها في مزاد الخيانة

إنه الطوفان ورب الكعبة ، الطوفان الذي سيدمر ليس مصر ، وإنما المنطقة العربية كلها ، سيدمر كل من ساعد ولو بشق كلمة في سفك الدماء والانقلاب علي الرئيس المنتخب الوحيد في تاريخ مصر

إنه الطوفان الذي ستدفع ثمنه بلاد الحجاز والخليج الذي دفع ثمن الخيانة بالكامل ، ومن أعان ظالما سلطه الله عليه

الطوفان الذي سيدفع ثمنه حكام وأسر بعد أن دفعوا فاتورة الانقلاب مختارين فسلط الله عليهم قائد الانقلاب ليتحكم بمصيرهم ، ويدفع بجيشه لحربهم بأموالهم ، فيحول الدفة بعد انتهي الرز الذي ليس له آخر ، إلي الجيوش التي ليس لها آخر ، فيتحول لجبهة روسيا وإيران طمعا في أن يتكرر نموذج بشار آخر ، وليموت الشعب كله وليبقي الطاغية المستبد حاكما علي تلك الأشلاء ، لتسقط الكعبة ، ويبقي الصهيوني حاكما ليقضي علي ما تبقي من حصون المسلمين ، وجيوش المسلمين علي أيدي المجوس الملوثين المشركين في إيران ، والشيوعيين الكفرة في روسيا ، لصالح العدو الأول في فلسطين المحتلة

الطوفان الذي سيدفع ثمنه من فوض في الدم ومن سكت ومن رضي ، فتصير الأرواح رخيصة والطعام في غير متناول الأكثرية

إنها سنة الله أيها السادة

سنة الله التي لا تحابي أحدا ، إما أن تتوبوا وتنتفضوا وتعلوا رايات الجهاد ، وتجهروا بكلمة حق عند سلطان جائر وتوقفوا جنونه قبل أن يأتي علي البقية الباقية من الأمة ، أو نتلاشى ، أو يجرفنا الطوفان جميعا ، أو نندثر ونستبدل ويأتي الله بقوم غيرنا ثم لا يكونوا أمثالنا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عيه وسلم قال:  إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم

أي حياة تلك التي تحيونها خوفا من هذا المجنون ؟ أي حياة تحيونها وأنت تحت خط الموت وليس خط الفقر ؟ أي حياة تلك ترضونها وقد باع حاضركم ومستقبل أبنائكم ؟ أي حياة تلك التي تحاربون الله بها ، فتفوضون في دماء الأحرار الأطهار وترضون بالدون من كل شئ

بئست والله تلك الحياة ، وبئست تلك الأمة التي تحمل القرآن معطلا

بئست أمة يهان دينها  وينتهك ليل نهار ولا تتحرك ولا تثور ولا تغضب

إن لم يكن للدين أيها المسلمون فمتي يكون الغضب ؟

إن لم يكن للدماء المنتهكة في كل مكان في بلاد المسلمين أيها المسلمون فمتي الغضب ؟

إن لم يكن للفقر والتجويع وانتهاك إنسانيتكم وانتهاك أعراضكم ورجولتكم وشرفكم إن كان ثمة شرف فمتي يكون الغضب ؟

ألهذا الحد يستخف بكم عدوكم ؟ ألهذا الحد أنتم بلا قيمة حتى في أعينكم ، أيها المسلمون

من مات دون أرضه فهو شهيد

من مات دون عرضه فهو شهيد

من مات دون ماله فهو شهيد

روى الإمام أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي عن سعيد بن زيد واللفظ للترمذي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وبعضه في الصحيحين.

وكل هذا لديكم منتهك ، فمتي الغضب ؟ متى يا أمة محمد الغضب 

وسوم: العدد 693